دروس القضية الحسينية
186 subscribers
23 photos
1 file
10 links
Download Telegram
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)

أسباب خروج الامام الحسين (ع) على يزيد

الحلقة الخامسة

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
لم يخرج الامام الحسين (ع) على يزيد إلا بعد إن استشعر الإمام وجود خطر كبير وحقيقي يهدد الأمة الإسلامية والعقيدة الإسلامية , هذا الخطر كان بإمكانه أن ينهي الإسلام وينحره ولم يبقى سوى اسمه , فقام الامام بنفير عام أي خرج بإخوانه وأولاده وأقربائه ونسائه وأطفاله وأصحابه لحماية العقيدة ولإرجاعها لجادة الصواب , الخطر كان يكمن ببقاء يزيد في الحكم وغفلة الناس عن مايدور حولهم , فلنفرض إن الإمام الحسين(ع) سكت عن يزيد وتركه أو بايعه فستكون حجة للناس بفعل المنكرات , والسبب ان خليفتنا وأميرنا يفعلها ( الزنا بالمحارم , السكر , ترك الصلاة , إتيان المنكرات بأنواعها ) فلايستبعد ان يفعل الناس كل هذا اقتداءا بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين الذي يعتقدونه وهو يزيد (عليه اللعنة ) فبما انه هو الخليفة والأمير وان الإمام الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة قد بايعه ورضيه وسكت عنه وسكوت المعصوم إقرار فكيف ببيعته ؟ فمن البديهي أن تفعل الناس كل هذه المنكرات وبالتالي تتغير السنن والعقيدة والشريعة كلها اقتداءا بيزيد أميرهم وبسكوت الحسين وبيعته , ولو ان فعلا يزيد كان مخطئا فلماذا سيد شباب أهل الجنة بايعه وسكت ؟
هنا كان يمكن الخطر العظيم على الإسلام , فالإمام الحسين (ع) كان بين طريقين

الطريق الأول : بيعة يزيد وان كان فاسقا منكرا ظاهرا للفسق والفجور والكفر وبالتالي تفعل الناس كل هذه المنكرات اقتداءا بإمامهم وتصبح سنة جارية وبالتالي كل تعاليم وسنن الاسلام تنتهي وتتغير ويموت الإسلام على يد يزيد .

الطريق الثاني : الثورة والنهضة وأحداث ضجة كبيرة وان لم يكن بها انتصار عسكري فهذا يوضح صور عديدة للناس :
1/أن يزيد فاسق فاجر خالف الشريعة والسنن
2/ أن الإمام الحسين (ع) غير راضي عن منكرات وأفعال يزيد وبالتالي تنتبه الناس من غفلتها
3/ أحداث ثورة داخل نفوس المسلمين على يزيد وافعاله وعدم قبولهم له كخليفة للمسلمين
4/ ان يزيد غير مستحق للخلافة الإسلامية بسبب منكراته والدليل ان ابن النبي خرج ضده بالسيف
5/قلب الناس على يزيد والثورة عليه اقتداءا بالإمام الحسين (ع) وان كان بعد حين وهذا ماحدث بالفعل من ثورات بعد مقتل سيد الشهداء (ع)

ولم يكن للإمام الحسن (ع) طريقا غير الثورة والنهضة وان كان ثمن ذلك قتله وقتل عياله وأهله وأصحابه فالإسلام مرهون بقائه بقيام الامام الحسين (ع) وثورته ودمه , كيف لا وهو القائل ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ) وهذا هو معنى قول ( إن الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) فلولا رفض الحسين وقيامه لكنا اليوم نترضى على يزيد ونفعل منكراته اذا خروج الحسين (ع) كان من اجل الشريعة من اجل حفظ الاحكام وحفظ الصلاة وحفظ الاسلام من العبث بشرائعه وسننه وهي كانت على المحك من ان تنتهي بسبب ان خليفة المسلمين يزيد زاني شارب للخمر.....
فخرج ابو عبد الله مع علمه بالقتل والذبح فهو يعلم جيدا ان بقتله سيكون الاصلاح والتغيير.. ولم يكن خروجه لاجل سلطة وكرسي وحكم والا لما طلب من انصاره ان يتركوه وحيدا ويذهبوا.. فكيف يريد سلطة وهو يصرف اصحابه ليبقى وحيدا امام الوف؟؟ وكيف يريد سلطة وهو من لحظة خروجه كان يعلم انه سيقتل وذلك باديا من مقولته الشهيرة خط الموت على ولد ادم كخط القلادة على جيد الفتاة... وايضا كان ينعى نفسه بقوله القوم يسيرون والمنايا تسير خلفهم...
واقعا هذه الاسباب التي خرج من اجلها ابي عبد الله ع واحدث التغيير والنصر الذي سنتحدث عنه لاحقا... وينبغي ان لايشبه احد ثورته بثورة الامام الحسين ع فثورة الحسين كانت لحفظ الشرع من يزيد ومجااهرته بالمنكر... فكانت العقيدة على شفا حفرة من الانهيار... لاعلى المناصب والكراسي فالامام الحسين ع.. لايستحق منكم ان تشبهوا ثورات البعض التي جلها الفساد وتضم من لايعرف للصلاة عنوان ولايعرف من الحسين سوى اسمه ولايعرف احكامه وتكاليفه بثورة كان اصغر من فيها على بصيرة من امره بثورة كان الدم مصداقا لاخلاصهم لله بثورة ارادت حفظ الصلاة بثورة كان مسيرها العشق لله والتفاني لاجله لاتظلموا الامام الحسين ع ولتأخذكم الغيرة على ابي عبد الله ع ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)

الحلقة السادسة
🛑رأي علماء السنة بيزيد لعنه الله


اولا /يقول الذهبي : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي : روى عن أبيه وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان مقدوح في عدالته ، وليس بأهل أن يروي عنه ، وقال أحمد ابن حنبل : لا ينبغي أن يروي عنه .... ثم إن أهل المدينة خلعوا يزيد في سنة ثلاث وستين ، فجهز إليهم مسلم بن عقبة المري في جيش حافل فقاتلهم فهزمهم ، وقتل منهم خلق كثير من الصحابة وابناؤهم وسبق أكابر التابعين وفضلاءهم ، واستباحها ثلاثة أيام نهبا وقتلا ثم بايع من بقى على أنهم عبيد ليزيد ومن امتنع قتل ، ثم توجه إلى مكة لحرب بن الزبير فمات في الطريق ، وعهد إلى الحصين بن نمير فسار بالجيش إلى مكة فحاصر بن الزبير ، ونصبوا المنجنيق على الكعبة فوهت أركانها ، ثم احترقت ، وفي أثناء ذلك ورد الخبر بموت يزيد (1)

ويقول ايضا : “قلت: ولما فعل يزيد بأهل المَدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشَرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرةً، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يُبارك الله في عمره، فخرج عليه أبو بلال مرْداس بن أُدَية الحنْظلي”(2)

قال : كان ناصِبياً، فضا، غليظا، جلفا. يتناول المسكر، ويفعل المنكر. افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس. ولم يبارك في عمره. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين. كأهل المدينة قاموا لله، وكمرداسِ بن أُدية الحنظلي البصري، ونافع بن الأزرق، وطواف بن معلى السدوسي، وابن الزبير بمكة».(3)

وقال الذهبي ايضا «يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي. رَوَى عن أبيه. وعنه ابنه خالد ، وعبد الملك بن مروان . مقدوحٌ في عدالته . ليس بأهلٍ أَنْ يروى عنه . قال أحمد بن حنبل : لا ينبغي أن يروى عنه»(4)

ثانيا /قال ابن حجر الهيثمي : «ولا عجب ؛ فإن يزيد بلغ من قبائح الفسق والانحلال عن التقوى مبلغاً لا تستكثر عليه صدور تلك القبائح منه(5)

ثالثا/ قال الشوكاني في كتابه نيل الاوطار: «ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرَّامية ومَنْ وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط – رضي الله عنه وأرضاه -، باغٍ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية. فيا لله العجب من مقالاتٍ تقشعر منها الجلودُ، ويتصدعُ من سماعها كل جلمودٍ»(6)

رابعا /سُئل ابن الدمشقي عن يزيد بن معاوية ؟ فقدح فيه وشطح ، وقال : لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل ، قال : فأما قول السلف فلأحمد ومالك وأبي حنيفة فيه قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد هو التصريح ، وكيف لا وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيد بالفهود ، ومدمن الخمر.(7)

خامسا /نص ابن كثير في البداية والنهاية : وقد روي أن يزيد كان قد إشتهر بالمعازف ، وشرب الخمر والغناء ، والصيد ، وإتخاذ الغلمان ، والقيان ، والكلاب ، والنطاح بين الكباش ، والدباب والقرود ، وما من يوم إلاّ يصبح فيه مخموراً ، وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به ، ويلبس القرد قلانس الذهب ، وكذلك الغلمان ، وكان يسابق بين الخيل ، وكان إذا مات القرد حزن عليه ، وقيل : إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته.

سادسا/أخرج الواقدي من طرق أَن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل ، قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أَن نرمي بالحجارة من السماء ، أَن كان رجلا ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة.

*فبعد كل هذه المنكرات سكوت الامام الحسين (ع) وبيعته له يضفي صيغة من الشرعية على خلافة يزيد مع جهره بالمنكرات , وحاشا لابي عبد الله وهو المعصوم أن يترك الإسلام لمثل يزيد الفاسق الفاجر لذلك صار خروجه واجبا* .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن حجر العسقلاني - لسان الميزان - حرف الياء من اسمه يزيد - 1050 - يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ج6 - ص ( 293 / 294 )
(2) (تاريخ الإسلام ج2 ص591 تحقيق بشار عواد معروف) في حوادث سنة 63هـ
(3) (سير أعلام النبلاء ج4 ص37-38)
(4)ميزان الاعتدال ج4 ص440 رقم9754
(5) المنح المكية في شرح الهمزية ص519
(6) نيل الأوطار ج13 ص469
(7) جواهر المطالب في مناقب الامام علي عليه السلام لابن الدمشقي ج 2 ص 301
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة السابعة
خروج الإمام الحسين (ع) إلى مكة وماوقع من أحداث

🔹 رؤيا الامام الحسين (ع) برسول الله (ص)


📚بعد إن رأى أبي عبد الله (ع) إن لاخيار إمامه سوى النهضة والثورة والرفض لحكم الفسق والفجور عزم على مغادرة المدينة إلى مكة .وقبل المغادرة كانت هناك إشارات سماوية للإمام الحسين (ع) بالخروج والاستشهاد :
خرج الحسين من منزله في إحدى الليالي فأتى قبر جده رسول الله (ص) فقال : «السلام عليك يا رسول الله! أنا الحسين بن فاطمة ، ابنك ابن بنتك  وسبطك والثقل الذي خلفته في امتك ، فاشهد عليهم ، يا نبيّ الله! أنهم قد خذلوني ، وضيّعوني ، ولم يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك ـ صلّى الله عليك». ثم صفّ قدميه ، فلم يزل راكعا ساجدا.  قال : وأرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر : أخرج من المدينة أم لا؟ فلم يصب في منزله ، فقال : الحمد لله إذ خرج ولم يبتلني الله في دمه ، قال : ورجع الحسين إلى منزله عند الصبح.  وذكر الثقة ، عن أبي سعيد المقبري ، أنه قال : رأيت الحسين يدخل مسجد المدينة معتمدا على رجلين يمينا وشمالا ، حين ورد خبر وفاة معاوية فسمعته ينشد :
لا ذعرت السوام في فلق الصبح           
مغيرا ولا دعيت يزيدا
يوم اعطي مخافة الموت كفّا       
والمنايا يرصدنني أن أحيدا
قال أبو سعيد : فعلمت حين سمعت ذلك منه أنّه سيمتنع عن بيعة يزيد . 
فلما كانت الليلة الثالثة خرج إلى القبر أيضا ، فصلّى ركعات ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول : «اللهمّ! إنّ هذا قبر نبيك محمّد(ص) ، وأنا ابن بنت نبيك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهمّ! إني أحب المعروف وأنكر المنكر ، وإني أسألك يا ذا الجلال والإكرام! بحق هذا القبر ومن فيه إلّا اخترت لي من أمري ما هو لك رضى ، ولرسولك رضى ، وللمؤمنين رضى».  ثم جعل يبكي عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح ، وضع رأسه على القبر فأغفى ، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله ، وبين يديه ومن خلفه ، فجاء حتى ضم الحسين إلى صدره ، وقبّل بين عينيه ، وقال : «حبيبي يا حسين! كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك ،مذبوحا بأرض كربلاء ، بين عصابة من امتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم في ذلك يرجون شفاعتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة؟ وما لهم عند الله من خلاق ، حبيبي يا حسين! إن أباك وامك وأخاك قدموا عليّ وهم إليك مشتاقون ، وان لك في الجنّة لدرجات لن تنالها إلّا بالشهادة».
قال : فجعل الحسين في منامه ينظر إلى جده محمد (ص) ويسمع كلامه ، ويقول له  «يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا ، فخذني إليك وأدخلني معك إلى قبرك» ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا حسين! لا بدّ لك من الرجوع الى الدّنيا حتى ترزق الشهادة ، وما قد كتب الله لك من الثواب العظيم ، فإنك ؛ وأباك ؛ وامّك ؛ وأخاك ؛ وعمك ؛ وعمّ أبيك  تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنّة».

قال : فانتبه الحسين من نومه فزعا مرعوبا ، فقص رؤياه على أهل بيته ؛ وبني عبد المطلب  فلم يكن في ذلك اليوم في شرق ولا غرب قوم أشد غماء من أهل بيت رسول الله ولا أكثر باكيا ولا باكية. قال : وتهيأ الامام الحسين ع ، وعزم على الخروج من المدينة ، ومضى في جوف اللّيل الى قبر أمه ، فصلّى عند قبرها وودعها ، ثم قام من قبرها ، وصار إلى قبر أخيه الحسن عليه‌السلام ففعل كذلك ، ثم رجع إلى منزله في وقت الصبح
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي ع

الحلقة الثامنة

ماجرى بين الامام الحسين ع وبين محمد ابن الحنفية في مكة ووصيته له
*من لحق بي استشهد*

*لم اخرج اشرا ولابطرا*
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وهكذا خرج أبو عبد الله (ع) هو واخوته وبنيه وجل اهل بيته  يوم 28 رجب من المدينة الى مكة سنة 60 للهجرة وهو يتلوا فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي من الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(سورة القصص اية 21)

الا محمد بن الحنفية فإنه بقي و قال له: يا أخي أنت أحب الناس إلى وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك  عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك وان أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا. قال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي
قال: فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا. فقال له الحسين :
«يا أخي! والله ، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لما بايعت يزيد بن معاوية ، قد قال النبي(ص) : اللهمّ! لا تبارك في يزيد ، فقطع محمد الكلام وبكى ، فبكى معه الحسين ساعة  ثم قال : «يا أخي! جزاك الله عني خيرا ، فلقد نصحت ، وأشرت بالصواب ، وأرجو أن يكون رأيك موفقا مسددا ، وأنا عازم على الخروج إلى مكة ، وقد تهيأت لذلك : أنا وإخوتي وبنو أخي وشيعتي ، ممن أمرهم أمري ورأيهم رأيي ، وأما أنت ، يا أخي! فلا عليك أن تقيم في ـ المدينة ـ فتكون لي عينا عليهم

📚دعا الامام الحسين (ع) بدواة وبياض ، وكتب فيها هذه الوصية لأخيه محمد.  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ  «هذا ما أوصى به ـ الحسين بن عليّ بن أبي طالب ـ إلى أخيه ـ محمد ابن علي ـ المعروف «بابن الحنفية» ، إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق ، وأن الجنّة والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور.  إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمّة جدي محمد (ص)اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر  وأسير بسيرة جدي محمد ، وسيرة أبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحقّ ، ومن ردّ عليّ هذا ، صبرت حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ ، ويحكم بيني وبينهم ، وهو خير الحاكمين.
هذه وصيتي إليك ، يا أخي! وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه انيب ، والسلام عليك  وعلى من اتّبع الهدى ، ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم».  ثمّ طوى الحسين كتابه هذا ، وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد ، ثمّ ودّعه وخرج في جوف اللّيل يريد «مكّة» في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستين ، فلزم الطريق الأعظم فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) القصص / ٢١.
وكتب الى بني هاشم : ان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح
.............................
مقتل الحسين للخوارزمي
تاريخ الطبري
الفتوح لابن اعثم
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة التاسعة


سير الامام الحسين (ع) من المدينة على الطريق العام ولقاءه عبد الله بن مطيع العدوي
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وخرج ابو عبد الله الى مكة بكل عزم وارادة للتضحية في سبيل الحبيب وحينما خرجوا قال له مسلم بن عقيل : يا بن رسول الله! لو عدلنا عن الطريق العام وسلكنا غير الجادة ، كما فعل ـ عبد الله بن الزبير ـ كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسين : «لا ، والله يا ابن عم! لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى».
هذا يبين تحدي عظيم من الامام الحسين ع لبني امية ان يسير على الطريق العام غير آبه بهم وغير وجل...

فبينما الإمام الحسين (ع) يسير إذا استقبله عبد الله بن مطيع العدوي ـ، فقال له : اين تريد؟ يا أبا عبد الله! جعلني الله فداك ، فقال : «أما في وقتي هذا ، فإني اريد مكة فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك»
فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك ، يا ابن رسول الله! فيما قد عزمت عليه ، غير إني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني ، فقال له الحسين : «وما هي؟ يا ابن مطيع! فقال :
إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرك ـ أهل الكوفة ـ فإنّ فيها قتل أبوك ؛ وطعن أخوك بطعنة كادت أن تأتي على نفسه فيها ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا ، فو الله ، لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك!. فودعه الحسين ودعا له بالخير ، وسار حتى وافى مكة فلما نظر إلى جبالها من بعيد ، جعل يتلو هذه الآية : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) القصص / ٢٢

تعلمنا هذه القصة قمة اخلاق وتواضع الامام الحسين (ع) مع علمه انه الحق وان سفرته الهية خطت بلوح الازل..
كان يجيب كل المعترضين بكل ود واحترام وادب ويشعرهم بأنهم قد يكونوا على حق.. حتى لايحرج احد او يشعرهم بأنه المعصوم وبأن مايراه هو فقط الصحيح مع انه فعلا هو الصحيح... لذلك يجب ان نتعلم خلق الامام الحسين ع وفن الرد والاحترام وان لانجعل الناس عبيد لاقوالنا وافعالنا واننا الصح فقط ونظرتنا هي الصحيحة فقط ونحن مليئون بالاخطاء والاثام
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة العاشرة
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصول الامام الحسين ع الى مكة َماجرى فيها....

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصل الامام الحسين ع الى مكة واخذت الناس تختلف عليه وتقدم .... وعلم حينئذ الصحابة والتابعين َبدأوا بمعارضة الامام الحسين ع للخروج الى كربلاء بسبب نظرتهم القاصرة سنقف على بعض الاحداث والكلمات المهمة ...
من ضمن الصحابة الذين عارضوا خوفا على الامام من القتل ابن عباس..

📚جاء ابن عباس بعدما علم ان الامام الحسين (ع)عزم للخروج الى العراق فأتاه فسلم عليه ، ثم قال له : جعلت فداك! إنّه قد شاع الخبر في الناس ، وارجفوا بأنّك سائر الى العراق ، فبين لي ما أنت عليه؟ فقال :
« نعم ، قد أزمعت على ذلك في أيامي هذه إن شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم » ،
فقال ابن عباس : اعيذك بالله ، من ذلك فإنك إن سرت إلى قوم قتلوا أميرهم ، وضبطوا بلادهم ، واتقوا عدوهم ، ففي مسيرك إليهم لعمري الرشاد والسداد ، وإن سرت إلى قوم دعوك إليهم ، وأميرهم قاهر لهم ، وعمالهم يجبون بلادهم ، فإنما دعوك إلى الحرب والقتال ، وأنت تعلم أنّه بلد قد قتل فيه أبوك ؛ واغتيل فيه أخوك ؛ وقتل فيه ابن عمّك ، وقد بايعه أهله ، وعبيد الله في البلد يفرض ويعطي ، والناس اليوم عبيد الدينار والدرهم ، فلا آمن عليك أن تقتل ، فاتّق الله والزم هذا الحرم ، فإن كنت على حال لا بدّ أن تشخص ، فصر إلى اليمن فإن بها حصونا لك ، وشيعة لأبيك ، فتكون منقطعا عن الناس.

فقال الحسين : « *لا بدّ من العراق»*

، قال : فإن عصيتني فلا تخرج أهلك ونساءك ، فيقال : إنّ دم عثمان عندك وعند أبيك ، فو الله ، ما آمن أن تقتل ونساؤك ينظرن كما قتل عثمان
فقال الحسين : «والله يا ابن عم! لئن أقتل بالعراق أحبّ إليّ من أن اقتل بمكة ، وما قضى الله فهو كائن ، ومع ذلك أستخير الله وأنظر ما يكون»

في هذه الحلقة نقف عند كلمات عظيمة للامام الحسين (ع)
لماذا يقول لابن عباس لابد من العراق......؟؟
ابن عباس يطرح خيارات على الامام الحسين ع كاليمن وغيرها فيقول الحسين ع لابد من العراق... لماذا هذا الاصرار على العراق ومااسبابه؟
ثم يقول له قول عظيم عميق جدا
(ان اقتل في العراق احب الي من اقتل في مكة)
اترك الاجابة لكم.... وسأجيب جوابا كاملا في الحلقة القادمة....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الحادية عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وصوله مكة وماجرى فيها من احداث

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
مكر ابن الزبير
ثمّ جاء ابن الزبير عند ابي عبد الله (ع) فسلم عليه ، ثمّ قال : أما والله ، يا بن رسول الله! لو كان لي بالعراق مثل شيعتك لما أقمت بمكة يوما واحدا ، ولو أنك أقمت بالحجاز ما خالفك أحد ، فعلى ما ذا نعطي هؤلاء الدنية ، ونطمعهم في حقنا ، ونحن أبناء المهاجرين وهم أبناء المنافقين؟
فلم يلتفت له الامام ولم يجيبه لعلمه بمايريد فلما خرج من عنده،
قال الحسين: قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معى شيء، وأن الناس لم يعدلوا بى غيري، فود أنى خرجت لتخلو له

اقول ان كلام ابن الزبير هنا كان مكرا حتى يخلوا له الحجاز برحيل الامام الحسين (ع)

ابن عباس يرد على ابن الزبير
سمع ابن عباس كلام الزبير فأتى للإمام الحسين (ع) وقال : والله ، يا ابن رسول الله! لقد أقررت عيني ابن الزبير بخروجك عن مكة ، وتخليتك إياه في هذه البلدة ، فهو اليوم لا ينظر إليه أحد ، وإذا خرجت نظر النّاس إليه بعدك.
فقال الحسين : «فإني أستخير الله في هذا الأمر وأنظر ما يكون» فخرج ابن عبّاس ، وهو يقول : وا حسيناه! ثمّ إن ابن عبّاس مرّ بابن الزبير في طريقه ، وقال له :
يا لك من قبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري إن ذهب الصائد عنك فابشري

قد رفع الفخ فما من حذر هذا الحسين سائر فانتشري
ثمّ قال له : قرّت عيناك يا ابن الزبير! فهذا الحسين يخرج إلى العراق ، ويخليك والحجاز واتصل الخبر بالمدينة ، وبلغهم أنّ الحسين عزم على الخروج إلى العراق.
توضيح للحلقة العاشرة والحادية عشر
اسباب اختيار الامام الحسين ع العراق....
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الثانية عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
ماجرى بين عبد الله بن جعفر والامام الحسين (ع)

رؤيا الامام الحسين (ع) برسول الله (ص) واخباره بأمر المضي لكربلاء سواء قتل او انتصر


كتب عبد الله ابن جعفر : بسم الله الرّحمن الرّحيم للحسين بن عليّ من عبد الله بن جعفر : أما بعد ـ فإني انشدك الله أن تخرج من مكة ، فإني خائف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه أن يكون فيه هلاكك ، واستئصال أهل بيتك ، فإنّك إن قتلت خفت أن يطفأ نور الله ,فأنت علم المهتدين ، ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالمسير إلى العراق ، فإني آخذ لك الأمان من يزيد ومن جميع بني اميّة لنفسك ولمالك وأولادك وأهلك ، والسلام.

فكتب إليه الحسين : «أما بعد ـ فإنّ كتابك ورد عليّ فقرأته وفهمت ما فيه ، اعلم *أني قد رأيت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي ، فأخبرني بأمر أنا ماض له ؛ كان لي الأمر أو عليّ ، فو الله ، يا ابن عم! لو كنت في حجر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني حتى يقتلوني ، وو الله ، ليعتدن عليّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت ، والسّلام»*
.
تاريخ الطبري
مقتل الحسين للخورزمي ٣٣٥