أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ
275 subscribers
1.03K photos
9 videos
2 files
83 links
شيءٌ يحتاجُ إرجاعَ البَصَرِ، وإرجاعَ الفهمِ كرّة وكرّتينِ.. كما هو نتاجُ ذلكـ.
Download Telegram
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
تعودكُ الخيباتُ وقوفا جبانًا في مُنتصفِ الأشياءِ، دون أن يبدوَ الأمرُ كارتِكابِ جُرمٍ أو اقترافِ ذنبٍ.. عادي.

المُتاحُ مخيِّبٌ بِطبعِهِ والمُأمَّلُ بِطبعِهِ غيرُ متاحٍ ..

أو هكذا يرتسمُ الأمرُ لمن قد تلبسَ شعورُ الخيبةِ شجرة روحه فأسقط ثمارها قبل مواسمِ النضوج. هذا سادتي ما يمليهِ شيطانُ اليأسِ الذي أوطأ سقف الجميعِ فأصبحَ الزيفُ بديلا مرضيا عن الحقيقةِ..

#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
وإذا كانَ الحُبُّ همزة وصلِ العالمِ، والقيمة التي لا بُدَّ يمُرُّ بها الجميعُ، فهو حريٌّ بأن يُجعلَ مُوصِلاً لمكارمِ الأخلاقِ والسَّويّ من الشُّعورِ والكريمِ الجليل منهُ.
لا العكس.

وذلك من باب تقديس شعائر الله، والإحسان في الفعل وإلى النفسِ ومن باب الطهارة.

الصورة : صباط دار من دور مدينة تونس

#سنن
#في_استنطاق_الداء
#آية
#سلسلة
#تعلمو_الحب
#أدب
كأن العالم كله ينظر لقوتك، ولا يراك أنت! وينتظر كسرك، أو زلتك أو يحتاج سقوطك سقوطا لا رجعة لك فيه، فقط ليجدَ في ذاتهِ دافع الجبر أو دافع الإصلاح أو همة السعي!

#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
لا تكن غافلاً،
أنت يقينا مُحاربٌ. منتصبٌ أبدا في ساحة القتال. وعقلُك ذاك، عدوٌّ شرسٌ لدود.
أن تسأل لماذا؟ بمثابة رفعِ الترس.
أن تسأل لم لا؟ بمثابة استلال السّيفِ من الغِمـدِ.

#في_تشخيص_الدواء
#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
في مرحلةِ النُّضوجِ وخِلالهُ، تطرأُ تحوُّلاتٌ حاسمةٌ على الإنسان. تنمو العظامُ وتشتدُّ، يتفرعُ طولُ الأطرافِ، تعيشُ الخلايَا وتتجددُ، تتفجرُ الطاقاتُ وتتوزعُ، يتناسقُ العملُ في انتظامٍ وإذعانٍ عجيبينِ. يهيِّئُ الجسدُ نفسه دائما للآتي، وتتوافقُ كل الأطرافِ في نموه وتتحاورُ فيما بينها، وتقبلُ راضيةً تدافعها وتزاحمها وتبادلها. توقرُ جديدها، وتتصالحُ مع نسخها المتعاقبةِ المختلفة عن سابق أمرها. وتسجلُ تجاربها في دفترِ حمضها بعنايةٍ مذهلةٍ وتحفظُ تاريخها أتمَّ الحفظِ، وتحدد بدقة ما هو منها وما هو غريبٌ عنها، ويعانقُ الكلُّ منها أجزاءهُ جميعا بحفاوةٍ تبلغُ من الدّفئ مبلغا ينسُجُ الحياة!

كذلك، ففي هذهِ المرحلة ذاتها، يُمتحنُ العبدُ في ثباتهِ ورجاحتهِ ويحتكُّ جلدُه الغضُّ الأملسُ بخشونة التجاربِ.. تكتملُ تجربةُ العقلِ ويكتمل وعيُهُ بالوجودِ بمُصاحبةِ الظلامِ بعدَ مُصاحبة النُّورِ ومُلامسة الأذى بعدَ ملامسة اللُّطفِ.. فتتشعب أسئلتهُ وعنها إجاباتها الممكنة وتتكاثرُ تحت قدميهِ السُّبلُ والمسالكُ.

آنذاك، يكونُ من سنن النُّموّ ذاتها وتراتيبِ الكونِ المُطَّردةِ المتقنةِ أنَّ الفضيلةَ في الإنسانِ تُغادرُ منزِلَ فطرتهِ لتستقِرّ في مقامِ عقله. [ لكي يعلمَ يقينًا ماذا وكيفَ وأنى ومتى].. ومن مستقرِّها الذي بوءته تكون وظيفتها الجديدة الذودَ عن الفطرةِ فتصونُ سلامتها وبقائها، أو تنتبه لخللٍ حاصلٍ فيها فتعملَ بتمكينِها من آلياتِ المُقاربة على تقويمهِ وتفاضِلَ بينَ أحوالها.

وبذلك تصبحُ فضيلتهُ أخيرًا نتاجَ وعيهِ وينبوعَ بصيرتهِ، ويغدو هو فردا مكلّفا مسؤولاً، لهُ ما له وعليهِ ما عليهِ. فرد حرٌّ يختارُ سُبُله، تامةٌ فيهِ شروطُ خلافتهِ.

وإذا كانَ نموُّهُ البُنيويُّ مُحكمًا لا إراديًّا، لا يتدخلُ فيه المرءُ بوعيهِ بحال من الأحوالِ. فإن نضوجهُ الروحيَّ محتكمٌ إلى الوعي مرتبط به، فهو ميزانهُ ومحركهُ أو هو دائهُ وسبب تأخرهِ! وقد يتمثَّلُ الداءُ في رفضِ انتقالِ الفضيلةِ من الفطرة إلى العقلِ ومقاومةِ حدوث ذلك. إما خوفا من عقلنةِ ما كان ينسابُ طبيعيًّا طيِّبًا دونَ جُهدٍ أو تفكيرٍ فتطربُ لجودةِ أصلهِ الروحُ وتطمأن لوجودِ خيرٍ فيها النفسُ. وهو خوفٌ واهمٌ يُعاكس تياراتِ الحياة ويصادمها. أو كسلاً عن التأمل والتفكر واستنباط المنطق السليمِ الذي يترجم الفطرة السليمة، أو خشية أن يلتاثَ النقاءُ السابقُ بالشوائب والسّوءِ المُكتشفِ! أو هو شيء من هذه الأسبابِ مُجتمعة.

لا ينقدحُ الوعيُ قويًّا مضيئا إلا إذا كانت الهنات والهفوات والعيوبُ والأخطاءُ جميعُها لهُ وَقودا، ينتبه إليها ويفهمها ويعالجها ويستهلك شرها احتراقا ويستخرج خيرها نورا.

"بل الإنسان على نفسه بصيرة!"

لا يصح أن يبصر عقلك شيئا، وتلتقط فطنتك علامةً، فتتظاهر بالعُمي ونورُ بصيرتك يكادُ بشدَّةِ انقداحهِ يحرقكَ، بل هو يحرقك فعلاً! فإذا بك تنهرهُ فزعا وتستقبحُ فعلهُ وإدراكهُ الذي خلق فيهِ فتنكرُ عليهِ نفسهُ وتقول له غض بصرك عن السوء! ما هذا بغض بصر وما تلكَ بفتنةٍ! أنت تبصرُ أصلا لأن اللّٰه جعلك مبصرا واعيا، لماذا تهابون أنفسكم؟ وتعطلونَ ملكاتكم؟ كيف سبيل الإصلاح دونما وعيٍ ينيرُ بذاتهِ بقع الظلام!

#في_استنطاق_الداء
#سنن
وإنك في حالِ تعلقتَ مُقبلاً مُدبرًا معًا، أو ارتهنتَ إلى أنصاف الأحوالِ والأشياءِ، ستُسقط سهوا جوهر نفسِك، وتغيبُ عنك ثمرةُ قلبكَ دونَما أن تنتبه أو تعي، وذلكما الإخلاصُ. فإن ما علّقت به نفسك قد أحالك إلى حاله، فأنت تريدُ ولا تُريدُ، وجعلك مثيلا لهُ، فأنت مقبل بشيء منك ومُدبِرٌ مِنكَ بشيء، لا تسيرُ وإنما تُسايرهُ مسلوبًا، وأنى يفلحُ ذا الذي حُرِمَ في أمورِهِ الاخلاص.

#في_استنطاق_الداء
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (أرأيت ثم رأيت)
إن أسخفَ ما يعانيه المرء في طباعه أن يكونَ ميالا للتّصديقِ، مريضا به، أن يرغب رغبةً خالصةً نقيةً بتصديقِ كل ما يصدر عن الآخرين، بغض النظر عما يصدر عن الآخرين، تصديقًا يعفيهِ من الشكِّ في ما يقولون، والمفاضلة بينهم والتفرقة بين خيِّرهمْ وأشرّهم ومن الرزية ببعضهم بل قل بأغلبهم وما يظهرون وما يبطنون، فيُريحهُ من مداخل شيطانِهِ عليهِ. وهو طبعٌ لا محالة نابع عن طيبِ نفسٍ وجمالٍ داخليّ أصيل ولكنه طبعٌ سخيفٌ متعب لأنه تصديق يُدخلُ على الحقائقِ والمُثُلِ التي رسخت بداخلهِ الشك فيهزها ويشوب صفاءَ رؤياها كما يشوبُ الماء التراب، ويخالطُها فيفسدَها ويجعل منها شيئا آخر ينفي عنها أصلها.

هذه الحقائق التي لا تُخالِطُ إلا نفسها لتكونَ، وتُقصدُ لذاتها، وتدل على نفسها بنفسِها وتنبذُ كل باطلٍ وتفنِدُهُ، كيف ننفي عنها ما هو منها: أنها يُضرب بها الباطل، فتظهرُ هي ويفنى هو! كيف لطبع انسانيّ ما أن يجعل من ضدين سواسية، لإرضاء عاطفةٍ ما بشرية؟

#في_استنطاق_الداء