رياض الصالح الحسين، البسيط كالماء واضح كطلقة مسدس. عرفت رياض الصالح عندما أرسلت لي حبيبتي السابقة قصيدة "عيدٌ للقُبلةِ أعيادً للقتلْ". خطفتني تلك القصيدة وقتها، سمعتها مرتين متتاليتين. بعدها قرأت أعماله الكاملة ثلاث مرات على مدار سنة.
قال لي الشاعر الفلسطيني غياث المدهون ونحن نتحدث عن رياض الصالح الحسين: حرام مات صغير، يا ريته عاش شوي يكتب كمان. كان شيء محزن لما عرفت انه مات شاب لم يبلغ التاسعة والعشرين من عمره، كان قد كتب فيها أربع دواوين شعرية فقط أحدهم نشر بعد وفاته.
في معرض القاهرة الدولي للكتاب جاءنا في جناح دار المتوسط شاب آسيوي كان مهتمًا بالشعر والقصيدة النثرية، وكان ذلك شيئًا نادر الحدوث، أن يسأل آسيوي عن شيء غير جناح الأزهر او دار السلام. وسألني عن مكان الشعر ودخل اليه مباشرة، وبعد دقائق قالي لي اختر لي كتاب، لم اتردد لدقيقة وفتحت له كتاب الأعمال الكاملة لرياض على قصيدة "رغبات" وأحضرت له كرسيًا ليجلس ويقرأها. قرأها ورأيته يقلب الصفحات ويقرأ صفحة تلو الأخرى، وقام منبهرًا، شكرني على اخياري الموفق وأخذ الكتاب. بعد بضعة أيام جائني ثانية وقالي لي انه انتهى من قراءة الكتاب وعبر لي عن حبه له وانبهاره به. واخذ كتاب من اختياره هو هذه المرة: قالها وهو يبتسم.
قرأت مقال من قبل لا أتذكر كاتبه، يقول فيه معبرًا عن ثقل لسان رياض: كان لا يتكلم إلا الشعر". وعندما هجرته حبيبته هيفاء ذكرتني ببطل رواية الحب في زمن الكوليرا، الرسائل التي كان يكتبها بإسراف عاطفي هي من حجبت حقيقته كإنسان في قلب "فيرمنا". فكان رجل الكلمات لا رجل الحياة. هيفاء كانت سببًا في تغيّر رياض الصالح من شخص يتضح من قصائده انه لا يأبه بالحياة إلى قصائده الأخيرة المليئة بالحب والتفائل، كانت سببا في ذلك وايضًا سببا في موته بعد أن هجرته، ساءت حالة رياض الصالح الحسين الصحية، ودخل بعدها المستشفى فترة قبل أن يتوفى. ويذكرني هذا بما قاله وديع سعادة: لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصًا نحبُّه. ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه؟ ألم تكن النزهة كلها من أجله؟ ألم يكن هو النزهة؟ كيف يمشي واحدٌ إذا فقد شخصًا! أنا، حين فقدت شخصًا، توقفت. كان هو الماشي وأنا تابعه، كنت الماشي فيه، وحين توقَّف، لم تعُدْ لي قدمان."
لا أكتب هذا كسيرة عن حياته فالمقالات عنه تملئ المواقع. لكن دفعتني عاطفتي لكتابته في حين قراءتي الرابعة لكتاب أعماله الكاملة، وكل قراءة كأنها الأولى، ومع كل قصيدة أشعر بأنني أولد من جديد، أجد نفسي كثيرًا في قصائده. رياض الشاعر الفذ المحب المناضل. أحد أهم الشعراء في فترة الخروج من عباءة الشعر العمودي وإثبات القصيدة النثرية نفسها. يقول وانا مرددًا معه:
فتحتُ الباب
لم يدخله أحد
لا ضيف، لا امرأة، لا شرطي
فتحتُ النَّوافذ
لم يدخلها أحد
لا هواء، لا فراشة، لا أغنية تائهة
فتحتُ قلبي
لم يدخله أحد
لا نهر، لا رصاصة، لا طير
وها أنذا الآن
مغلقاً ووحيداً
أنادي
تعالي.
🥀♥️
قال لي الشاعر الفلسطيني غياث المدهون ونحن نتحدث عن رياض الصالح الحسين: حرام مات صغير، يا ريته عاش شوي يكتب كمان. كان شيء محزن لما عرفت انه مات شاب لم يبلغ التاسعة والعشرين من عمره، كان قد كتب فيها أربع دواوين شعرية فقط أحدهم نشر بعد وفاته.
في معرض القاهرة الدولي للكتاب جاءنا في جناح دار المتوسط شاب آسيوي كان مهتمًا بالشعر والقصيدة النثرية، وكان ذلك شيئًا نادر الحدوث، أن يسأل آسيوي عن شيء غير جناح الأزهر او دار السلام. وسألني عن مكان الشعر ودخل اليه مباشرة، وبعد دقائق قالي لي اختر لي كتاب، لم اتردد لدقيقة وفتحت له كتاب الأعمال الكاملة لرياض على قصيدة "رغبات" وأحضرت له كرسيًا ليجلس ويقرأها. قرأها ورأيته يقلب الصفحات ويقرأ صفحة تلو الأخرى، وقام منبهرًا، شكرني على اخياري الموفق وأخذ الكتاب. بعد بضعة أيام جائني ثانية وقالي لي انه انتهى من قراءة الكتاب وعبر لي عن حبه له وانبهاره به. واخذ كتاب من اختياره هو هذه المرة: قالها وهو يبتسم.
قرأت مقال من قبل لا أتذكر كاتبه، يقول فيه معبرًا عن ثقل لسان رياض: كان لا يتكلم إلا الشعر". وعندما هجرته حبيبته هيفاء ذكرتني ببطل رواية الحب في زمن الكوليرا، الرسائل التي كان يكتبها بإسراف عاطفي هي من حجبت حقيقته كإنسان في قلب "فيرمنا". فكان رجل الكلمات لا رجل الحياة. هيفاء كانت سببًا في تغيّر رياض الصالح من شخص يتضح من قصائده انه لا يأبه بالحياة إلى قصائده الأخيرة المليئة بالحب والتفائل، كانت سببا في ذلك وايضًا سببا في موته بعد أن هجرته، ساءت حالة رياض الصالح الحسين الصحية، ودخل بعدها المستشفى فترة قبل أن يتوفى. ويذكرني هذا بما قاله وديع سعادة: لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصًا نحبُّه. ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه؟ ألم تكن النزهة كلها من أجله؟ ألم يكن هو النزهة؟ كيف يمشي واحدٌ إذا فقد شخصًا! أنا، حين فقدت شخصًا، توقفت. كان هو الماشي وأنا تابعه، كنت الماشي فيه، وحين توقَّف، لم تعُدْ لي قدمان."
لا أكتب هذا كسيرة عن حياته فالمقالات عنه تملئ المواقع. لكن دفعتني عاطفتي لكتابته في حين قراءتي الرابعة لكتاب أعماله الكاملة، وكل قراءة كأنها الأولى، ومع كل قصيدة أشعر بأنني أولد من جديد، أجد نفسي كثيرًا في قصائده. رياض الشاعر الفذ المحب المناضل. أحد أهم الشعراء في فترة الخروج من عباءة الشعر العمودي وإثبات القصيدة النثرية نفسها. يقول وانا مرددًا معه:
فتحتُ الباب
لم يدخله أحد
لا ضيف، لا امرأة، لا شرطي
فتحتُ النَّوافذ
لم يدخلها أحد
لا هواء، لا فراشة، لا أغنية تائهة
فتحتُ قلبي
لم يدخله أحد
لا نهر، لا رصاصة، لا طير
وها أنذا الآن
مغلقاً ووحيداً
أنادي
تعالي.
🥀♥️
كان بوسعي أن أصير شاعراً
غير أنّي لم أجد في اللغة
بيتاً يتّسع لاحتوائِك
.
كنتُ أحلمُ أن أكون قسّاً
غير أنهم، طردوني عندما أخبرتهم
أنني كما المسيح
نجوتُ من الصلبِ
عندما نبّأتِني بحُبّكِ
.
كان من السّهل أن أصير مهندساً
لولا أنّني رسبتُ عدّة مراتٍ
في امتحانِ المقاومة
إذ لم أصدّق أن العمود المُحنّب*
قد لا يعود لشكله مطلقاً
.
كان من الصعب أن تصدّقي
أن حياتي سترجعُ كما كانت
لو أزلنا عنها حِمل غيابك
.
كان كل شيء يبدو سهلاً
لو لم تتركيني وترحلي..
🥀.
#أحمدكوكش
غير أنّي لم أجد في اللغة
بيتاً يتّسع لاحتوائِك
.
كنتُ أحلمُ أن أكون قسّاً
غير أنهم، طردوني عندما أخبرتهم
أنني كما المسيح
نجوتُ من الصلبِ
عندما نبّأتِني بحُبّكِ
.
كان من السّهل أن أصير مهندساً
لولا أنّني رسبتُ عدّة مراتٍ
في امتحانِ المقاومة
إذ لم أصدّق أن العمود المُحنّب*
قد لا يعود لشكله مطلقاً
.
كان من الصعب أن تصدّقي
أن حياتي سترجعُ كما كانت
لو أزلنا عنها حِمل غيابك
.
كان كل شيء يبدو سهلاً
لو لم تتركيني وترحلي..
🥀.
#أحمدكوكش
"الشيء الوحيد الصحيح بما لا يدع مجالًا للشك هو طالما نحن أحياء، فلن نستطيع أن نصل للنجوم مثلما لا نستطيع أن نركب القطار إذا كنا أمواتاً. "
- فان غوخ ✨
- فان غوخ ✨
قبل اختراع الأدوية كان النّاس يُسمون كل شيءٍ يُشعرهم بشعورٍ جيّد -علاج- ابتداءً من البحر والسّماء وغروب الشمس.. انتهاءً بالمطر ولقاء الحبيب♥️
Forwarded from وَتَرْ (فرح ياسين)
_
الحقل كبيرٌ كبير، بالنسبة لزهرةٍ بين العشب.
بذات الطريقة، قد ضاع قلبي وأنا أحاول فهم هذا العالم.
_
أنظرُ إلى السماء وشيءٌ ما في لونها الأزرق يؤلم قلبي.
_
ليس لديّ ما أحكي عنه، طالما أنّ الشعور سيبقى دائماً مثل وردةٍ عالقة في السياج.
_
يمكنني أن أكتب قصيدةً لموت عصفور، لكن ليس كلمةً واحدة لموت السياسيّن في الحرب.
_
أملك قطة خائفة في رأسي طوال الوقت.
_
رسالتي للزنابق في أصيص النافذة:
أنتِ أجمل حين تذبلين، هذا اللون البنفسجيّ الذي لا يموت بعد يُبسه، هو أنا.
_
لديّ خطٌ قبيح، أحاول استعماله في كتابة كلماتٍ جميلة.
_
أغادر المكان الذي لا أنتمي إليه بكامل الهدوء، ولا أمشي إنشاً واحداً باتجاه المكان الذي لا يناديني.
_
انا متعافيه منذ اللحظة التي تعلمت بها أن أفتح أبواب الخروج لمن يود الرحيل.
_
رميت قلبي في النهر، وشاهدته على الضفاف يصير عشباً ويرقات، رملاً وأحجار، طُحلباً وزنابق. رميته في المياه مثل سمكةٍ ميتة لاسألك: لو توقف النهر عن الركض، هل سيعود لي القلب ذاته؟
_
#فرح_ياسين
الحقل كبيرٌ كبير، بالنسبة لزهرةٍ بين العشب.
بذات الطريقة، قد ضاع قلبي وأنا أحاول فهم هذا العالم.
_
أنظرُ إلى السماء وشيءٌ ما في لونها الأزرق يؤلم قلبي.
_
ليس لديّ ما أحكي عنه، طالما أنّ الشعور سيبقى دائماً مثل وردةٍ عالقة في السياج.
_
يمكنني أن أكتب قصيدةً لموت عصفور، لكن ليس كلمةً واحدة لموت السياسيّن في الحرب.
_
أملك قطة خائفة في رأسي طوال الوقت.
_
رسالتي للزنابق في أصيص النافذة:
أنتِ أجمل حين تذبلين، هذا اللون البنفسجيّ الذي لا يموت بعد يُبسه، هو أنا.
_
لديّ خطٌ قبيح، أحاول استعماله في كتابة كلماتٍ جميلة.
_
أغادر المكان الذي لا أنتمي إليه بكامل الهدوء، ولا أمشي إنشاً واحداً باتجاه المكان الذي لا يناديني.
_
انا متعافيه منذ اللحظة التي تعلمت بها أن أفتح أبواب الخروج لمن يود الرحيل.
_
رميت قلبي في النهر، وشاهدته على الضفاف يصير عشباً ويرقات، رملاً وأحجار، طُحلباً وزنابق. رميته في المياه مثل سمكةٍ ميتة لاسألك: لو توقف النهر عن الركض، هل سيعود لي القلب ذاته؟
_
#فرح_ياسين
هناك صنفٌ مِن العلاقات اسمُه علاقة "مُرِيحة"، ولا يُمكن وصفه بأبلغ مِن ذلك؛ وهم الأركان الآمنة، والزوايا الحَرجة، ومرافئ البوْح، وشواطئ الأمان، وملاجئ الهروب، ومخابئ التخفّي .. إنهم الذين لا يغتابونك ولا يعاتبونك؛ إن غبتَ أبدوا إليك اشتياقهم، وإن حضرت فتحوا لك أبوابَهم، وإن اشتقت إليهم استحضرتهم، وإن حضروا .. يمكنك بين أحضانهم الغياب.
إنهم المرايا التي لو كنتَ منكسِرًا، انكسرَت لكَ فظهرتَ فيها قائمًا.
#يوسف_الدموكي
إنهم المرايا التي لو كنتَ منكسِرًا، انكسرَت لكَ فظهرتَ فيها قائمًا.
#يوسف_الدموكي
وشَعرُكِ في الهواءِ يقولُ شِعراً
ويُلقيهِ عليَّ وليسَ يُلقِي ..
" فيا أنتِ التي لا بدَّ مِنها "
لكي أبقى دمشقيَّاً وتبقِي ..
هل ضاقَ خُلقكِ من صبيٍّ
يطاردُ حلمَهُ في" بابِ شَرقي " ؟..
هل ضاقَ خلقكِ كي تُغنِّي _ كما فيروزَ _ غنَّتْ
" ضاقَ خلقِي " ؟ ..
أحبُّكِ ، كلُّنا في الحبِّ حَمقَى
أحبُّكِ ، فاغفِري يا بنتُ حُمقِي ..
أنا الرجلُ الدمشقيُّ الذي .......
لا ، تعالي واشرَحي الرجلَ الدمشقِيْ ..
❤️
-طارق بغدادي
ويُلقيهِ عليَّ وليسَ يُلقِي ..
" فيا أنتِ التي لا بدَّ مِنها "
لكي أبقى دمشقيَّاً وتبقِي ..
هل ضاقَ خُلقكِ من صبيٍّ
يطاردُ حلمَهُ في" بابِ شَرقي " ؟..
هل ضاقَ خلقكِ كي تُغنِّي _ كما فيروزَ _ غنَّتْ
" ضاقَ خلقِي " ؟ ..
أحبُّكِ ، كلُّنا في الحبِّ حَمقَى
أحبُّكِ ، فاغفِري يا بنتُ حُمقِي ..
أنا الرجلُ الدمشقيُّ الذي .......
لا ، تعالي واشرَحي الرجلَ الدمشقِيْ ..
❤️
-طارق بغدادي
اخترعوا الباب فتورطوا بالانتظار
اخترعوا النافذةَ فتورطوا بالضجر
اخترعوا الحائط فتورطوا بالصور
اخترعوا الآه فتورطوا بالأغاني
اخترعوا التفاصيل فتورطوا بالذاكرة
اخترعوا الطرقات فتورطوا بالتيه
اخترعوا اللغة فتورطوا بالكتابة
من ثمّ اخترعتكِ من الخيال
فتورطتُ بكل ما سبق!♥️
-سعيد معلف.
اخترعوا النافذةَ فتورطوا بالضجر
اخترعوا الحائط فتورطوا بالصور
اخترعوا الآه فتورطوا بالأغاني
اخترعوا التفاصيل فتورطوا بالذاكرة
اخترعوا الطرقات فتورطوا بالتيه
اخترعوا اللغة فتورطوا بالكتابة
من ثمّ اخترعتكِ من الخيال
فتورطتُ بكل ما سبق!♥️
-سعيد معلف.
اللغة لا يمكنها أن تفهم معنى الحبّ
والحب لا يفهم معنى الحروف الهزيلة التي تتحدث عنه
وكلانا يضع قدماً في اللغة
وقدماً في الحب
اللغة تسير بنا
والحب يسير بنا
كمُعاقين في كرسي واحد.
-كاظم خنجر
والحب لا يفهم معنى الحروف الهزيلة التي تتحدث عنه
وكلانا يضع قدماً في اللغة
وقدماً في الحب
اللغة تسير بنا
والحب يسير بنا
كمُعاقين في كرسي واحد.
-كاظم خنجر