سراخس🌿
5.91K subscribers
82 photos
95 videos
202 files
167 links
محتوى طبي علمي وثقافي هادف 🌿
فيديوهات طبية 🌿

بوت التواصل لمن أحب مشاركتنا برأي أو اقتراح @Sarakhesbot

صفحتنا على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Sarakhesmed/
Download Telegram
#فقرة_يوم_السبت 🌿🤍

تأملات آخر سبت في عطلة قصيرة:
صديقي الذي قرأ قرار العطلة قبل ثلاثة أسابيع ثم قرأ قرار أن استئناف الدوام غداً..
صديقي الذي بقي على قيد الحياة طوال هذه الأسابيع:

يبدو الوقت شيئا متدفقا لا نستطيع الإمساك به، تعلّق الدوام وأنت تشعر أنك ما زلت تركض، منهمك في مشروع تخرجك أو دراسة تراكمت عليك أو مشاريع أخرى التزمت بها خارج الجامعة، نمنا واستيقظنا ومرت الأيام، تقول الآن: أحتاج شهراً آخر كي أنهي التراكمات التي على ظهري، أقول: صدقت، تنتهي الحروب والحياة كلها ولا ينتهي العمل.
مضى الوقت سريعا جدا حتى قبل أن تجرد حساباتك...

لكنني وأنا أتأمل الفتاة الرضيعة قريبتي بدا أمر الأسابيع رهيبا
في هذه العطلة: أتمت الصغيرة الأربعة أشهر، (العمر كله ان شاء الله).
هذا يعني أنها بدأت تضحك بصوت عال، ترسخت لديها الرؤية في العينين، بدأت بنطق الأحرف الساكنة، اختلفت الزاوية التي صارت تستطيع أن تبلغها محاولة النهوض من الاستلقاء، زال منعكس بابنسكي ومنعكس القبض الراحي، صارت يداها تتحركان معا كمحاولة للالتقاط الأشياء، أشياء كثيرة أحدثت فرقا على تطور الصغيرة خلال هذه الأيام التي مرت بسرعة البرق.

هل تذكر الملف المرير الذي كان يشرح التطور الروحي بالأسابيع، المسكين كان يحاول أن يقول شيئا: هذه الأيام السبعة التي تمر عليك سريعة، تدرك انتهاءها فقط حين تقرأ "حدث هذا الأسبوع" على قناة دفعتك، شكّلت فرقا كبيرا فيك قبل أن تتم سنتك الأولى، وهي الآن تحدث فيك فرقاً أكبر لا تلحظه، بل قادرة (إن استغليتها أكثر) أن تزيد على تطورك ((الروحي)) أكثر واكثر..
كان يقول: للأسبوع وقعٌ مدوي لا نسمعه..
هذه الأسابيع الراكضة هي حياتنا..
هذه الأسابيع التي نبدأها بفقرة يوم السبت..

#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك.🌿❤️
والذي تخيفه التواريخ دائما...
صديقي يا صاحب الدرب الطويل:
كلّ عام والرياحين التي في قلبك مزهرة..

صراحةً: ما كنت ستلاحظ أي فرق فيما إذا كتبت معايدتي هذه ليلة العيد أو كتبتها أول أيام الصيام وركنتها بهدوء في حاسبي، والسبب بديهيّ، هو أن العيد قادم لا محالة، لا يعتذر عن القدوم لأن الظروف غير مناسبة ولا لأنه يكره القدوم في موسم الحساسية.
ستقول وأنت تقرأ رسالتي: ((لأبعد حدّ أنت ثرثار متحذلق، ما الجديد فيما تقول))، لكن مهلاً: حتمية قدوم العيد ألا تعني لك أن السعي -أي سعي- لابد له أن ينتهي في يوم ما، وأنه لم يحدث أبداً أن استمر الكدّ إلى الأبد، وأن عيدك الخاص قادم لا ريب وإن لم تعرف السبيل لالتماس هلاله، وأن مآذن روحك ستغرّد حتما في يوم ما فَرحة.

صديقي يا صاحب الدرب الطويل:
كل ما علينا هو انتظار عيدنا والاستعداد له، بهمة جدّة تخيط الفساتين لحفيداتها، وكدّ أب يشتري الطحين والسمن والسكر ل"معمول العيد"، وعزيمة أم (وأخت:) تنظف النوافذ وتعلّق الستائر المغسولة، وحماس طفل يعانق لعبته ليلة العيد ثمّ يسير في الشوارع صباحاً وهو يكبر بصوت عال حتى تنخدش حنجرته.

صديقي يا صاحب الدرب الطويل:
عش عيدك اليوم بالطول والعرض، افرح، الفرح في كثير من حالاته فعل إراديّ، كُل الكثير من المعمول واشرب القهوة المرّة، وزع السكاكر على أطفال العائلة وامزح مع أقرانك، الق المعايدات على جيرانك، اختطف لحظات سرور من هذه الأيام خطفاً، وخذ منها مؤونة سعادة تعينك على الأيام القادمة
ولكن لا تنسَ، مع فرحتك هذه، بقعةً طاهرةً حبيبةً تئن تحت الاحتلال، نعلم أن عيدنا الحقيقي -الحقيقي حقاً- هو يومٌ يُطرد المحتل فيه من باحات المسجد الأقصى، نعضّ على قلوبنا الآن أن لا حجارة تمسكها أكفُّنا ولا حناجر في حلوقنا تصرخ في وجه المعتدي، لكننا نرفع دعاءً كثيفاً، نقول ربما يصير درعاً يحمي المرابطين، أو عريش ياسمين يختبئ الأطفال تحته ويرمون الحجارة، وتفوح رائحة أزهاره لتحارب رائحة البارود والدخان، إلى أقصانا الحبيب إلى المرابطين هناك رجالاً ونساءً وأطفالاً -ليتني أفديهم-: كل عام وانتم بقية الخير فينا، كل عيد ومعارككم منصورة.

مع حبي ودعائي لك بفرحة كبيرة تسكن فؤادك، لا حَرم الله شفاهك الابتسامة.
#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك
كان العيد يسير متقافزا بين الحارات، يضع على رأسه قبعة بشكل رأس خروف، يحمل بيده أكياساً سوداء فيها قطع لحم من الأضحية، وبيده الثانية يحمل بعض الحلوى حيث يتراكض الأطفال بملابسهم الجديدة حوله فيوزع عليهم الحلوى بابتسامته المشرقة، ويدق على الأبواب فتأخذ النساء منه أكياس اللحم لتنبعث بعد قليل من مطابخهنّ رائحة اللحم المسلوق وهنّ يطهين "الشاكرية".

وأنت... تجلس على كرسيك ودفتر مفتوح على الطاولة، تحاول أن ترتب فيه أفكارك المبعثرة حول الروح والفحج، أو تقارن بين كسور مونتيغا وغاليازي، يدق على بابك، تفتح طرف الباب، ترى البهجة المشعة من عينيه، تريد أن تقول: (أنا مشغول، عد بعد شهرين... أو شهر ونصف... على الأقل)، لكنك -وبطريقة ما- تفتن بابتسامته، تفتح الباب على مصراعيه، تدخله، تجلسه في مواجهتك على الطاولة، تشاطره فنجان قهوتك الذي برد، ثم تخبره أنك تريد أن تفرح رغم تشوهات القدم الولادية...

في الحقيقة: كنت أريد أن أكتب لك معايدة قصيرة مختصرة لأن الوقت ضيق، لكنني مؤمن أن السعادة لا تحتاج لمتسع من الوقت كي تسكننا، وأن اختصار المعايدة لا يعني أنك كسبت مزيداً من الوقت، فقط افتح للفرحة باب قلبك وافرد لها كرسيا قربك على الطاولة... ثم أخبرها ان تعتبر نفسها من أهل البيت.
وكل عام وأنت بخير
والغاية في دربك واضحة..
#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك.
#سراخس..
#فقرة_يوم_السبت
بعد انقطاع لا بأس بمدته...
ستقول لي أولا: أين أنت يا فتى، "وين غاطط"
سأقول بأنني أسير معك في السرداب نفسه، أخوض حروبا "مثلك تماماً" مع طفل عنيد يسمى دماغي، أقطّع المعلومات إلى قطع صغيرة جداً، أضعها في صحن ملون، أُجلس دماغي على الطاولة كأم شفيقة، أحمل الملعقة وأبدأ بحشي أثلامه وما بين تلافيفه بالمعلومات، يثور ويشاكس ويهرب مني، يختبئ تحت الطاولة ويبدأ بالعبث:-طلاء خشب الطاولة تالف عند الزاوية..
-أعرف ذلك، كانت شقيقتي تمسح الأ....، ما دخلك أنت أصلا، كنت تعدد لي أنواع التهابات المفاصل سلبية المصل..
يبصق المعلومات من فمه بتقزز، يقول بأنه لن يأكل لقمة إضافية حتى آتيه بقهوة، يعلن اضرابه لحين تنفيذ مطالبه..
أعنو لمطالبه باستسلام كما تفعل مع دماغك، ولسان حالنا كلنا: ((اللهم جيبك يا طولة البال))...
طوال الوقت، يهرب منا ويركض ويختبئ في أنحاء المنزل..
حسنا..
لا أكتب رسالتي لأشكو إليك دماغي، فلا أحد يرضى أن يشوه صورة دماغه لدى الآخرين، لكني أقول: إن كان كل هذا متعبا ومملاً فإنك قطعت معظم رحلتك، ولست بالملول الذي يترك السير قبيل الوصول.
استجمع كل ذرة صبر في قلبك، وقل: (( يا رب هذا زادنا الذي نملكه وهذا الطريق الذي نسلكه، مدنا بالقوة كي لا نقع قبل اكتمال المسير..))
#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك.
#سراخس..