دروس القضية الحسينية
188 subscribers
23 photos
1 file
10 links
Download Telegram
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع).
الحلقة الثالثة عشر

عزم الامام الحسين (ع) في الخروج الى العراق

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
وهكذا عارض بعض الصحابة وابنائهم والتابعين خروج الامام الحسين (ع) الى العراق وكان جواب الامام واحدا في انه رأي رسول الله ص وان عليه امر.... من يريد مراجعة باقي الذين عارضوا ليرجع لكتابنا البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)

وفي ليلة الخروج من مكة إلى كربلاء خطب الإمام الحسين (ع) خطبة نصها :

  قال(عليه السلام): «الحمدُ للهِ، وما شاءَ الله، ولا قُوّة إلّا بالله، وصلّى الله على رسوله، خُطّ الموتُ على ولدِ آدم مخطّ القِلادةِ على جِيدِ الفتاة، وما أولَهَني إلى أسلافي اشتياقَ يعقوبَ إلى يوسف، وخُيّر لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تُقطّعُها عسلان الفلوات بين النواويسِ وكربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً.  لا محيصَ عن يومٍ خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويُوفينا أجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عَينه، وينجزُ بهمْ وعدَه.  مَن كان باذلاً فينا مهجتَه، وموطِّناً على لقاءِ الله نفسه، فلْيَرْحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاءَ الله»  وارسل لبني هاشم ( من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يبلغ الفتح )

وفي هذه الخطبة امور عدة :
١/كان يعلم انه سيقتل وذلك جليا من اقواله (خط الموت...تتقطع اوصالي في كربلاء... من كان موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا.. من لحق بي استشهد) وكما ذكرنا في الحلقات السابقة انه لابد من القتل والشهادة وان كان يعلم انه سيقتل فالاسلام مرهون بدمه المبارك ....
٢/ أي فتح كان يقصده الإمام الحسين (ع) والمعلوم انه لم ينتصر عسكريا ؟ واقعا اجابة هذا السؤال يفهمه كل لبيب , خلود الإمام الحسين وثورته واصحابه وثورتهم المقدسة , كان اكبر دليلا على الفتح الذي يقصده ولاننسي ان بفضل دمهم المقدس اليوم نحن من اتباع محمد وال محمد ولولاهم لترضينا على يزيد اليوم..
أقول إن إصرار الإمام الحسين (ع) للذهاب الى كربلاء سر لايفهمه من عارضه , إلا ذوو البصائر النافذة من أهل بيته ومحبيه ,ومن كلامه يتضح انه كان مأمور بالذهاب إلى كربلاء لعلمه أهمية العراق , فسيد الشهداء كانت له  نظرة مستقبلية لإحداث ووقائع العراق وانه سيكون عاصمة للشيعة والتشيع , ومنه ينبثق أنصار الإمام الحجة القائم المنتظر ومنه ستنبثق دولة العدل العظمى الإلهية , فالعراق له ميزة خاصة كان يعلمها الإمام وكان يجب أن يقتل فيها لتكون النفوس فيها مهيأة لنصرة الإمام المهدي (ع) مليئة بمبادئ أبي عبد الله وثورته لذكرهم المستمر له ولأهدافه ومبادئه . فنفوس أهل العراق مهيأة أكثر ومعبأة ومشحونة حبا وعشقا لنصرة الإمام الحسين (ع) بسبب وجود مرقده المقدس وذكره المستمر , وبالتالي هم اكثر تهيئة لنصرة صاحب الزمان (ع) من غيرهم ومن الاهداف الاخرى هو الخلود فخلود قضيته لايمكن ان تتم الا ان يقتل بالعراق... وهذا الخلود هو مكافأة الله للامام الحسين ع بعد ان اعطى كل شيء لاخ... فيجب ان لاتذهب تضحياته سدى وينسى ماجاء به وقدمه الامام.....

٣/من كان يريد رضا الله ولقاءه عليه ان يبذل مهجته للامام الحسين ع وبذل المهجة تعني ان يعطي روحه وقلبه وجسده لهم وان لايأبه وان تقطعت اوصاله...
فالطريق الى الله هو اعطاء كل ماتملك لاهل البيت ع مال واهل ووقت ونفس وروح.... فيترك لنا لوحة التضحية لامام زماننا.. من كان يريد الله عليه ان يعطي كل مايملك لامام زمانه وهذا العطاء لاياتي من فراغ الا اذا كان الفرد ذو بصيرة من امره....

٤/كأني بأوصالي تقطعها
عسلان الفلوات...
كأني اي انه رأى كل مايحصل له كما بينت بالحلقات السابقة....
عسلان الفلوات.. ذئاب البراري والمقصود بها الذئاب البشرية التي شاركت بقتل الامام الحسين ع...
تملأ مني اكراشا جوفا....
اي بسببي وبسبب قتلي يحصلون ع مطامعهم ومصالحهم الدنيوية من اموال وامتيازات وولايات....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الرابعة عشر


رسائل أهل الكوفة للإمام الحسين (ع)

📚بعد إن علم أهل الكوفة بموت معاوية وتولية يزيد بدأوا بمكاتبة الإمام الحسين (ع) للقدوم ومبايعته وأخذت الشيعة تجتمع في منزل سليمان ابن الصرد
جاء في مقتل الإمام الحسين لأبي مخنف : عن بشر الهمداني قال: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكرنا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن صرد: ان معاوية قد هلك وان حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فان كنتم تعلمون إنكم ناصروه ومجاهد وعدوه فاكتبوا إليه، وان خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه. قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه. قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا إليه
للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من سليمان بن صرد ، والمسيب بن نجبة ، وحبيب بن مظاهر ،ورفاعة بن شداد ، وعبد الله بن وال ، وجماعة شيعته من المؤمنين :
سلام عليك. أما بعد : فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدوّ أبيك من قبل الجبار العنيد ، الغشوم الظلوم ، الذي ابتز هذه الامّة أمرها ، وغصبها فيئها ، وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثمّ قتل خيارها ، واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعدا له كما بعدت ثمود ، ثمّ انه قد بلغنا أنّ ولده ـ اللعين ـ قد تأمر على هذه الامّة بلا مشورة ولا اجماع ولا علم من الأخيار. وبعد فإنا مقاتلون معك ، وباذلون أنفسنا من دونك ، فأقبل إلينا فرحا مسرورا ، مباركا منصورا ، سعيدا سديدا ، إماما مطاعا ، وخليفة مهديا ، فإنه ليس علينا إمام ، ولا أمير إلّا ـ النعمان بن بشير ـ وهو في قصر الامارة ، وحيد طريد ، لا نجتمع معه في جمعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولا نؤدي إليه الخراج ، يدعو فلا يجاب ، ويأمر فلا يطاع ولو بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه عنّا حتى يلحق بالشام ، فأقدم إلينا فلعلّ الله تعالى أن يجمعنا بك على الحقّ ، والسلام عليك يا ابن رسول الله وعلى أبيك وأخيك ورحمة الله وبركاته.

ثمّ طووا الكتاب وختموه ودفعوه إلى عبد الله بن سبيع الهمداني وعبد الله بن مسمع البكري فتوجها به إلى الحسين ، فقرأ كتاب ـ أهل الكوفة ـ فسكت ولم يجبهم بشيء ،
ثم قدم إليه بعد ذلك ـ قيس بن مسهر الصيداوي ؛ وعبد الله بن عبد الرحمن الأرحبي ؛ وعامر بن عبيد السلولي ؛ وعبد الله بن وال التيمي ـ ، ومعهم نحو من خمسين ومائة كتاب ؛ ـ يسألونه القدوم عليهم ، والحسين يتأنى في أمره ولا يجيبهم في شيء. ثم قدم عليه بعد ذلك ـ هانئ بن هانئ السبيعي ؛ وسعيد بن عبد الله الحنفي بكتاب وهو آخر ما ورد إليه من ـ أهل الكوفة ـ وفيه:
بِسمِ اللهِ الرحمن الرَحِيم للحسين بن عليّ أمير المؤمنين ـ من شيعته وشيعة أبيه. أما بعد ـ فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يا ابن رسول الله! فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار ؛ وأعشبت الأرض ؛ وأورقت الأشجار ؛ فاقدم إذا شئت ؛ فإنما تقدم إلى جند مجندة لك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وعلى أبيك من قبل.ووقع عليه قيس بن الاشعث وحجار بن ابجر وشبث بن ربعي والحارث بن زيد....

يتبع....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الخامسة عشر

رسالة الامام الحسين ع لاهل العراق وارساله مسلم بن عقيل... ورؤيته رسول الله للمرة الثالثة


بعد ان وصلت رسائل اهل العراق للامام الحسين (ع) قام ـ الحسين ـ وتوضأ وصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، ولما انفتل من صلاته ، سأل ربه الخير فيما كتب إليه ـ أهل الكوفة ـ ، ثمّ رجع إلى الرسل ، فقال لهم :

«إني رأيت جدي رسول الله (ص)في منامي ، وقد أمرني بأمر ، وأنا ماض لأمره فعزم الله لي بالخير ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه»

*يعني جاء للامام الحسين ع امر الذهاب لكربلاء من رسول الله ص وانه خير*

ثم أمر بجواب كتب ـ أهل الكوفة ـ على هذا النحو :

بِسْمِ الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، سلام عليكم ، أما بعد ـ
فإنّ هانئ بن هانئ ؛ وسعيد بن عبد الله ، قدما عليّ من رسلكم ، وقد فهمت الذي اقتصصتم وذكرتم ، ولست اقصر عمّا أحببتم ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي ـ مسلم بن عقيل بن أبي طالب ـ ، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وخبركم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم ، وهو متوجه إليكم إن شاء الله ، ولا قوة إلا بالله ، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم ، فقوموا مع ابن عمي وبايعوه ولا تخذلوه ، فلعمري ، ما الإمام العامل بالكتاب القائم بالقسط ، كالذي يحكم بغير الحقّ ، ولا يهتدي سبيلا ، جمعنا الله وإياكم على الهدى وألزمنا وإياكم كلمة التقوى ، إنه لطيف لما يشاء ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم طوى الكتاب وختمه ودعا ـ بمسلم بن عقيل ـ فدفع إليه الكتاب ، وقال :

«إني موجهك إلى ـ أهل الكوفة ـ ، وسيقضي الله من أمرك ما يحب ويرضى ، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء ، فامض ببركة الله وعونه حتى تدخل الكوفة ، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها ، وادع الناس إلى طاعتي ، فإن رأيتهم مجتمعين على بيعتي ، فعجل عليّ بالخبر حتى أعمل على حسب ذلك إن شاء الله تعالى» ، ثمّ عانقه الحسين وودعه وبكيا جميعا.
....................
الفتوح لابن اعثم ج٢ ص٣١
ملاحظة : ان الامام الحسين ع رأى رسول الله ص في منامه ٥ مرات يأمره بأمر ويشير اليه بالذهاب للعراق... ماذا اخبره الرسول ص وماذا اراه من انتصار مستقبلي لانعلم ذلك سر بين الحسين وبين الله ورسوله....
Audio
‏مقطع صوتي من ....
سلسلة البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة السادسة عشر

وصول مسلم بن عقيل للكوفة والحوادث الواقعة


📚خرج مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليلا ومعه كتاب أبي عبد الله (ع) حتى وصل إلى الكوفة فنزل عند دار (مسلم بن المسيب) وهي دار( المختار ابن ابي عبيدة الثقفي ) فاصبحت الشيعة تختلف اليه وهو يقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله الحسين (ع) وهم يبكون شوقا له ثم تقدم الى مسلم رجل من همدان اسمه ( عابس الشاكري ) فقال له أما بعد ـ فإني لا اخبرك عن الناس بشيء ، فإني لا أعلم ما في أنفسهم ، ولكن أخبرك عما أنا موطن عليه نفسي ، إني ، والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولاقاتلنّ معكم عدوكم ، ولأضربنّ بسيفي دونكم أبدا ، حتى ألقى الله ، وأنا لا اريد بذلك إلا ما عنده .

ثم قام «حبيب بن مظاهر الأسدي الفقعسي» ، فقال : أنا ، والله ، الذي لا إله إلّا هو ، لعلي مثل ما أنت عليه وتتابعت «الشيعة» على مثل كلام هذين الرجلين ، ثم بذلوا الأموال فلم يقبل مسلم منهم شيئا.

كان الوالي على الكوفة النعمان ابن بشير فلما بلغ اليه خبر بيعة الناس لمسلم بن عقيل واجتماع الشيعة حوله , فطلب منه بعض من اهل الكوفة ان يقاتلهم ويمنعهم من الالتفاف حول مسلم بن عقيل , خرج من قصر الإمارة مغضبا حتى دخل المسجد الأعظم ، ونادى بالنّاس فاجتمعوا إليه ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ـ يا أهل الكوفة! فاتقوا الله ربكم ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ، فإنّ فيها سفك الدماء وقتل الرجال ، وذهاب الاموال ، واعلموا أني لست اقاتل إلا من قاتلني ، ولا أثب إلّا على من واثب عليّ ؛ ولا أنبه نائمكم ولا أحرش يقظانكم ؛ ولا آخذ بالقرف والظنة والتهمة ، غير أنكم قد ابديتم صفحتكم ، ونقضتم بيعتكم ، وخالفتم إمامكم ، فإن أنتم انتهيتم عن ذلك ، ورجعتم وإلا فوالذي ، لا إله إلّا هو لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن منكم لي ناصر ، مع أني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممّن يريد الباطل. فقام إليه ـ مسلم بن سعيد الحضرمي ـ فقال : أيها الأمير! أصلحك الله ، إنّ هذا الذي عليه من رأيك إنما هو رأي المستضعفين ، فقال له النعمان : يا هذا! لئن اكونن من المستضعفين في طاعة الله تعالى أحبّ إلي من أن أكون من الغاوين في معصية الله ، ثم نزل عن المنبر ، ودخل «قصر الامارة»
البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة السابعة عشر

تولية عبيد الله على الكوفة وقلب الامور على مسلم

📚استاء الناس من النعمان بن بشير لعدم مقاتلته مسلم بن عقيل وتساهله مع محبي الامام الحسين ع ومبايعتهم مسلم... ارسلوا رسائل الى يزيد بن معاوية وطلبوا ان يولي الكوفة لمن هو اقوى من النعمان.... فارسل يزيد كتابا الى عبيد الله يأمره فيه بتولية الكوفة والقضاء على كل محبي وموالي الامام الحسين ع.....
وصل عبيد الله إلى الكوفة وكان قد علم بمبايعة ثمانية عشر الفا من اهل الكوفة . لم يكن عبيد الله متساهلا كما كان النعمان بل كان فضا غليظا شديدا على الشيعة كما كان أبيه زياد , بدأ عبيد الله بإعداد خطة عسكرية سياسية للكوفة استطاع ان يقلب الأمور لصالحه... سنبين ماذا فعل عبيد الله لقلب الامور والطاولة على مسلم بن عقيل...

لما علم مسلم ابن عقيل بقدوم ابن زياد الى الكوفة غير مكانه ونزل الى بيت هانيء ابن عروة فأخذت الشيعة تختلف عليه في بيت هانيء ويكتبون له العهود والمواثيق حتى بايعه قرابة عشرون الفا . بعد ذلك استطاع ابن زياد من معرفة مكانه عن طريق معقل الجاسوس الذي كان بين اتباع مسلم بن عقيل ,حيث قام بخداع مسلم بن عوسجة وقدومه ب ثلاثة الف درهم زعم أنها هدية لمسلم بن عقيل ليعينه بها على عدوه وبعد ان اخذ منه مسلم العهود والمواثيق لم يكن له بد سوى تصديقه فأخذه إلى بيت هانيء وفيه مسلم ابن عقيل فوشى عليه.. ومن هنا بدأ عبيد الله بتنفيذ خططه.....

يتبع
البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الثامنة عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
خطط ابن زياد لتخذيل الناس عن مسلم وانقلاب الناس على الامام الحسين ع


اولا /تشديد عبيد الله العسكري في الكوفة
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
ذكرت العديد من كتب التواريخ أن عبيد الله الكوفة إلى عدة أقسام ومناطق ووضع على كل منطقة ودائرة من البيوت عرافة وعلى كل مجموعة عرفاء امير , مهمة هؤلاء العرفاء اخذ معلومات كاملة عن من يظهر الولاء لمسلم بن عقيل والإمام الحسين (ع) ومراقبة مشددة عن كل شخص موجود ضمن منطقة عرافتهم, وبعد ان يعرف انه من أنصار الإمام الحسين( ع ) يكتب اسمه ويبعثه لعبيد الله أشبه بنظام التقارير في عهد صدام لعنه الله كون صدام تعلم هذا من سيده عبيد الله.

هؤلاء العرفاء يكتبون معلومات ونتائج المراقبة اليومية ويبعثوها لأمير عرافتهم ثم أمير عرافتهم يرفقها لعبيد الله , وإذا لم يكن موجود ضمن عرافتهم شيعي ومناصر للإمام الحسين ( ع) يأخذ تعهد وضمان انه لايوجد اي فرد من أنصار الإمام الحسين (ع) وهذا التعهد تعهد حياة او موت.... يعني لو تمكن عبيد الله من كشف ومعرفة ان في منطقة عرافتهم مواليا... سيصلب ويقطع رأس العريف الموجود عليهم ورئيس عرافتهم.

فنقول بعد كل هذا التشديد من الذي يستطيع أن يعلن نصرته للإمام الحسين (ع)؟ ومن الذي ينجو وان كان سرا , فحتما الشيعة الحقيقيين إما نفيت من الكوفة أو سجنت أو بعضهم لحقوا بقافلة الإمام الحسين (ع) كعابس وحبيب ونافع وغيرهم وهذا ماسنتناوله لاحقا.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
المصدر
تاريخ الطبري احداث سنة ٦٠ للهجرة
مقتل الحسين للخوارزمي ٢٨٩

الوثيقة التاريخية من كتاب تاريخ الطبري👇
البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة التاسعة عشر
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
خطط عبيد الله في تخذيل الناس عن مسلم والانقلاب على الامام الحسين (ع)

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
*ثانيا /جيش الشام المزعوم*
اعد ابن مرجانة خطة متكاملة لتخذيل الناس عن مسلم بن عقيل ونكث العهود والمواثيق والكتب التي كتبوها لمسلم من بين تلك الخطط هو جيش الشام لإخافة الناس ونفورهم عن مسلم

جعل رجل من أصحاب ابن زياد يقال له : ـ كثير بن شهاب ـ ؛ ومحمّد بن الأشعث ؛ والقعقاع بن شور ؛ وشبث بن ربعي ، ينادون فوق القصر بأعلى أصواتهم : ألا يا شيعة مسلم بن عقيل! ألا يا شيعة الحسين بن علي الله ، الله في أنفسكم وأهليكم وأولادكم ، فإن جنود أهل الشام قد أقبلت ، وأن الأمير عبيد الله قد عاهد الله : لئن أنتم أقمتم على حربكم ولم تنصرفوا من يومكم هذا ، ليحرمنكم العطاء ، وليفرقن مقاتلتكم في مغازي أهل الشام ، وليأخذن البريء بالسقيم والشّاهد بالغائب ، حتى لا يبقي منكم بقية من أهل المعصية إلّا أذاقها وبال أمرها. فلما سمع ذلك الناس جعلوا يتفرقون ، ويتخاذلون عن مسلم بن عقيل ، ويقول بعضهم لبعض ما نصنــع
بتعجيل الفتنة وغدا تأتينا جموع أهل الشام ، فينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء الــــقوم

حتى يصلح الله ذات بينهم. قال : وكانت المرأة تأتي أخاها وأباها أو زوجها أو بنيها فتشرّده ثمّ جعل القوم يتسللون والنهار يمضي فما غابت الشمس حتّى بقي مسلم بن عقيل في عشرة من أصحابه ، واختلط الظلام فدخل مسلم المسجد الأعظم ليصلي المغرب فتفرق عنه العشرة وبقي وحيدا
Audio
‏مقطع صوتي من ....
البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة العشرون
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
خروجه إلى العراق


وعزم أبو عبد الله الإمام الثائر على الظلم والعصيان والفسق والفجور الخروج إلى العراق, شد رحاله ورحال عياله وتهيأ بقلب يملئه عشق الشهادة والذبح في سبيل المعشوق , كان يعلم بكل ماسيجري وكان يعلم بأنه سيقتل ويذبح ولكن كل هذا هان في عين أبي عبد الله إمام المعشوق الله ونصرتا لدينه...

وسار الحسين حتى وصل ( الحاجر ) فأرسل قيس بن مسهر الى سليمان بن الصرد وباقي شيعة الكوفة يذكرهم بكتبهم التي أرسلوها وليؤكد بيعتهم له واستشهد قيس بن مسهر بعد ان القى القبض عليه الحصين بن النمير , وطلبوا منه ان يمدح يزيد ويذم الامام الحسين(ع) فصعد المنبر وجمع أهل الكوفة ومدح الإمام الحسين (ع) وذكرهم بأنه قادم إليهم وعليهم الوفاء بكتبهم التي كتبوها إليهم ولعن يزيد وابن مرجانة فقطعوا رأسه .

وسار الحسين (ع) في قافلة العشق ومسير الهيام إلى العراق , فلقي في طريقه زهير بن القين فدعا لنصرته فلم يجب في أول الأمر ثم دعاه وكلمه بكلمات فاستجاب لنصرته وطلق امرأته لكي لايضعف عند رؤيتها والأطفال حين يكون في المعركة , وتذكر زهير بن القين حينما كان في معركة بلنجر مع رسول الله (ص) وكانوا فرحين بالنصر بمااصابوا من الغنائم حيث قال الرسول (ص) (إذ أدركتم شباب آل محمد فكونوا اشد فرحا بقتالكم معه منكم بما اصبتم اليوم)..
البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)
الحلقة الواحد والعشرون
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
🔹
وقائع الخروج الى العراق

وذكر أحمد بن أعثم الكوفي : وصل الامام الحسين ع «بمنطقة يقال لها الشقوق» فسلم عليه الفرزدق ، ثم دنا منه فقبل يده ، فقال له الحسين : «من أين أقبلت يا أبا فراس»؟ فقال : من الكوفة يا بن رسول الله! قال : «فكيف خلفت أهل الكوفة»؟ قال : خلفت قلوب النّاس معك وسيوفهم مع بني اميّة ، والقضاء ينزل من السماء ، والله يفعل في خلقه ما يشاء ، فقال له الحسين : «صدقت وبررت ، إن الأمر لله تبارك وتعالى كلّ يوم هو في شأن ، فإن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء فلن يبعد من الحق بغيته».
فقال الفرزدق : جعلت فداك يا ابن رسول الله؟ كيف تركن إلى أهل الكوفة ، وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟ فاستعبر الحسين باكيا ، ثم قال : «رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه ، وتحيته وغفرانه ورضوانه ، أما إنه قضى ما عليه ، وبقي ما علينا»
*البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)*
*الحلقة الثانية والعشرون*

🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
استمر سيد العشق المقدس بالمسير مع قافلته الصغيرة التي ضمت كل عاشق وولهان في عالم الملكوت , حتى وصل(قصر بني مقاتل ) والتقى بأبن الحر ودعاه لنصرته فلم يقبل ثم ندم ابن الحر , ثم وصل منطقة ( زرود ) ورأى فيه رجالا من بني اسد فحذروه الكوفة وقالوا له (ننشدك الله : في نفسك ؛ وأهل بيتك ؛ وهؤلاء الصبية ، إلّا انصرفت من مكانك هذا ، فإنّه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة ، بل نتخوف منهم أن يكونوا عليك.
فنظر الحسين إلى ـ بني عقيل ـ فقال لهم : «ما ترون فقد قتل مسلم»؟ فبادر بنو عقيل وقالوا : والله ، لا نرجع ، أيقتل صاحبنا وننصرف؟ لا ، والله ، لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق صاحبنا ، فأقبل علينا ، وقال : «لا خير في العيش بعد هؤلاء»

واستمر الحسين (ع) في المسير حتى وصل منطقة يقال لها ( زبالة ) فاخرج للناس كتابا فقرأ عليهم. بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن بقطر , فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام قال: فتفرق الناس عنه تفرقا، فاخذوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة, وأراد الإمام الحسين (ع) من هذا إن لايبقى معه إلا من كان ذو بصيرة من أمره, متعلق قلبه بالشهادة , قوي العقيدة والإيمان .
واستمر بالمسير الطاهر حتى وصل (شراف) وهناك التقى بالحر بن يزيد ألرياحي وكان على ألف فارس أمروا بمتابعة الإمام الحسين(ع) , وهنا تتجلى مبادئ الإنسانية والكمال الأخلاقي لدى الإمام الحسين (ع) حينما كان الحر وأصحابه وخيولهم عطشى ولايستطيعوا إكمال المسير فلم يتوانى أبو عبد الله من سقيهم الماء , وفي هذه الإثناء حان وقت صلاة الظهر وصلى الإمام الحسين (ع) بأصحابه وبالحر وجيشه .

أراد الحر إخضاع الحسين وأخذه إلى عبيد الله للكوفة , فأبى الإمام الحسين (ع) وقال له أتريد أن نقاتلك فقال له الحر والله لم اؤمر بقتالك واني أخاف قتالك فأخسر الدنيا والآخرة , ولكن شق لك طريقا آخر فأكتب لعبيد الله إني لم استطع السيطرة على أبي عبد الله واتخذ طريقا آخر .
فسأل الإمام الحسين (ع) أصحابه أيهم يكون الدليل في الطريق فأجابه الطرماح وسار بهم حتى وصلوا الى ( عذيب الهجانات)
*البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع.)*
*الحلقة الثالثة والعشرون*

🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
فسار الحسين حتى وصل إلى «عذيب الهجانات» فورد كتاب من عبيد الله بن زياد إلى الحر يلومه في أمر الحسين ، ويأمره بالتضييق عليه ، فأصبح الحسين من وراء عذيب الهجانات ، وإذا الحرّ قد عارضه أيضا في جيشه ، ومنعه من المسير. فقال له الحسين : «ويلك ما دهاك؟ ألست قد أمرتنا أن نأخذ على غير الطريق ، فأخذنا وقبلنا مشورتك»؟ فقال الحرّ : صدقت ، يا بن رسول الله! ولكن هذا كتاب الأمير ورد عليّ ، يؤنبني ويضعفني في أمرك ويأمرني بالتضييق عليك.
قال الحسين : «فذرنا إذن ننزل بقرية نينوى أو الغاضرية» ، فقال له الحر : لا ، والله يا أبا عبد الله لا أستطيع ذلك ، فقد جعل ابن زياد عليّ عينا ، يطالبني ويؤاخذني بذلك. وفي رواية : قال الحر : لا ، والله ما أستطيع ذلك ، وهذا رسول ابن زياد معي ، وإنما بعثه عينا عليّ.
فقال للحسين رجل من أصحابه ، يقال له : «زهير بن القين البجلي» : يا ابن رسول الله! ذرنا نقاتل هؤلاء القوم ، فإنّ قتالنا إياهم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا معهم بعد هذا فقال له الحسين : «صدقت ، يا زهير! ولكن ما كنت لأبدأهم بالقتال حتى يبدءوني» ، فقال له زهير : فسر بنا حتى ننزل «بكربلاء» فإنها على «شاطئ الفرات» فنكون هنالك ، فإن قاتلونا قاتلناهم واستعنا بالله عليهم ، فدمعت عينا الإمام الحسين (ع)حين ذكر كربلاء ـ، وقال : «اللهمّ! إني أعوذ بك من الكرب والبلاء»

وهكذا وصل الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء المقدسة وأناخ الرحال هناك وكان معه من أصحابه وأهل بيته (اثنان وسبعون ) وقد انضم إليهم الحر ابن يزيد ألرياحي وابنه وغلامه في يوم العاشر من محرم .
و قاتل الإمام الحسين (ع) وأصحابه قتالا شديدا حتى قطعت أوصالهم ونحورهم في سبيل الله
و لم يبقى احد منهم وذلك في يوم العاشر من محرم في القصة المعروفة في مقتل سيد الشهداء.
*البيان الجلي في قضية الحسين بن علي (ع)*
*الحلقة الرابعة والعشرون*

🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
🛑 *هل الكوفة كانت شيعية وأين ذهبت الشيعة  ؟*

🛑 *الجزء اول*

🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
في الواقع أن مجتمع الكوفة لم يكن كله شيعي كما يضن الكثير ويتصور وقبل أن نبين مجتمع الكوفة وتقسيماته بداية نتحدث عن الشيعة وصفاتهم ومن هم الذين كانوا في الكوفة.
ان معنى الشيعي هو الموالي لمحمد وال محمد والمتبع لنهجهم واوامرهم ونواهيهم لدرجة ان الإنسان فيما لو كان من عاصيا فلايكون من شيعتهم يقول الإمام الكاظم (ع) (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل خيرا استزاد الله منه وحمد الله عليه، وإن عمل شيئا شرا استغفر الله وتاب إليه)

الشيعة منزلة رفيعة جدا, ولايمكن أن يسمى شيعي إلا من كان قوي العقيدة متعلقا قلبه بمحمد واله الطاهرين ,كيف والله في القرآن اسماهم خير البرية .
روى الكثير من مفسري أهل السنة في تفسير قوله تعالى في سورة (البينة آية 7) : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )) قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( هم أنت وشيعتك ) (1)

فلايمكن ان نطلق تسمية شيعي على كل من يدعي انه من الشيعة وهو في حاله عاصي , يفعل المنكرات , غير سائر في نهج وخط اهل البيت . لدرجة ان حتى بعض اصحاب الائمة (ع) كانت صفتهم محبين او موالين وليسوا بشيعة بالمعنى الخاص:

قال رجل للحسن بن علي عليهما السلام: إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي عليه السلام: يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير (2).

قال الإمام العسكري (ع): وشيعة عليّ (ع) هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم، أو وقعوا على الموت. وشيعة عليّ (ع) هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم. وشيعة عليّ (ع) هم الذين يقتدون بعليّ في إكرام إخوانهم المؤمنين (3).

قال الإمام الصادق (ع): شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار يزكّون أموالهم، ويحجون البيت، ويجتنبون كل محرّم (4). 

  قال الإمام الباقر (عليه السلام): ما شيعتنا إلاّ مَن اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع والتخشّع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، وتعهّد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.

قال الإمام علي (عليه السلام): شيعتي والله الحلماء، العلماء بالله ودينه،  العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبّه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صُفر الوجوه من التهجّد، عُمش العيون من البكاء، ذُبل الشفاه من الذكر، خُمص البطون من الطوى، تُعرف الربّانية في وجوههم والرهبانية في سمتهم، مصابيح كلّ ظلمة (5)

قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة إلى رحمة الجليل، فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا.(6)

قال الإمام علي (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابّون في مودّتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يُسرفوا، بركة على مَن جاوروا، سلمٌ لمَن خالطوا.(7)

قال الإمام علي (عليه السلام): واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، يبذلون أموالهم وأنفسهم فينا (8)

قال أبو جعفر عليه السلام : إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، ومن إذا خفنا خاف ، وإذا أمنا أمن ، فأولئك شيعتنا (9)

إذا يتبين لنا هنا ان للشيعة خصائص وصفات , ولايمكن إطلاق تسمية شيعي إلا على من توفرت فيه جل هذه الصفات .ونتسائل هنا هل كان شيعة الكوفة يمتلكون كل هذه الصفات ام هو ادعاء محبة وولاء فقط ؟ وحتى لو كانوا مدعين ولاء ومحبة فمن يخالف خط اهل البيت ونهجهم يكون خارج من الشيعة والتشيع وبالتالي لايصلح تسميته شيعي , فكيف بمن يقتل إمامه وسيده ابي عبد الله (ع) هل يكون من الشيعة والتشيع ؟

النتيجة ان كل من وقف بوجه الإمام الحسين (ع) خرج عن دائرة الولاء والمحبة والتشيع الى دائرة النصب والعداء ولايمكن قول ان من قتل الإمام الحسين ع هم الشيعة .. حتى يثبتوا لنا ان مجتمع الكوفة كان شيعي موالي بالكامل وفيهم الصفات المذكورة اعلاه كاملا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مروج الذهب - الصواعق المحرقة,232,235 اريخ دمشق لابن عساكر ج5 ص543 ومجمع الزوائد ج9 ص 131
(2) بحار الانوارج65 ص156
من الصفات التي وصف بها الامام علي (ع) الشيعة :
(3) التفسير المنسوب للإمام العسكري: ۳۱۹
(4) بحار الأنوار 65 /167
(5) أمالي الطوسي12/576
(6)بحار الانوار ج65 ص169
(7) الكافي ج2ص۲۳۷
(8)بحار الأنوار ج 66 ص 287
(9)قرب الاسناد للحميري 350