قناة أبي حسان القيسي حفظه الله

*📍في حكم امتهان اللغة العربية بالوطئ عليها بالأقدام.*

*🔻السؤال* : ياشيخ فتحت المساجد بفضل الله مع تباعد المصلين درءا للمفسدة وقد كتب عند مكان كل مصل { قف هنا } فهل الوطأ على العبارة من امتهان اللغة العربية ...وجزاك الله خيرا

*🔸الجواب:*

هذه المسألة مبنية على اختلاف العلماء في مسألة حرمة الحروف العربية لأنها لغة القرآن والسنة وبعضهم يعمم كل الحروف عربية وغيرها ففي بعض كتب المالكية والحنفية والشافعية القول بكراهة امتهان الحروف فقالوا لا يستجمر بورق فيه كتابة ولا يجلس على بساط فيه كتابة بل يجب احترام ذلك وإليك بعض النقول في ذلك : ففي كتاب المحيط البرهاني في الفقه النعماني لأبي المعالي برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مَازَةَ البخاري الحنفي (المتوفى: 616هـ) ( بساط أو مصلى كتب عليه في النسج الملك لله يكره بسطه، والقعود عليه واستعماله، فلو قطع حرف من حروفه وخيط على بعض الحروف حتى لم تبق الكلمة متصلة لا تسقط الكراهة؛ لأنه بقيت الحروف، وللحروف المفردة حرمة؛ لأن نظم القرآن وأخبار النبي عليه السلام بواسطة هذه الحروف، وقد روي أن واحداً من الأئمة رأى الشبان يرمون، وقد كان المكتوب على الهدف: أبو جهل لعنه الله، فمنعهم عن ذلك، ومضى بوجهه، ثم رجع، فوجدهم محوا اسم الله وكانوا يرمون كذلك، فقال: إنما أمنعكم لأجل الحروف.) إحياء التراث (5/ 297) ومن كتب المالكية مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (1/ 287)(وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَلَا يَجُوزُ الِاسْتِجْمَارُ بِهِ، قَالَ فِي التَّوْضِيحِ: لِحُرْمَةِ الْحُرُوفِ وَتَخْتَلِفُ الْحُرْمَةُ بِحَسَبِ مَا كُتِبَ قَالَ: وَفِي مَعْنَى الْمَكْتُوبِ الْوَرِقُ غَيْرُ الْمَكْتُوبِ لِمَا فِيهِ مِنْ النَّشَا، انْتَهَى.
(قُلْت) فَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاسْتِجْمَارُ بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَلَوْ كَانَ الْمَكْتُوبُ بَاطِلًا كَالسِّحْرِ؛ لِأَنَّ الْحُرْمَةَ لِلْحُرُوفِ
ومن شرح مختصر خليل للخرشي (1/ 150)
(قَوْلُهُ: لِحُرْمَةِ الْحُرُوفِ) قَالَ اللَّقَانِيِّ إذَا كَانَتْ مَكْتُوبَةً بِالْعَرَبِيِّ وَإِلَّا فَلَا حُرْمَةَ لَهَا ... ومن كتاب حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني (1/ 176)
[قَوْلُهُ: لَيْسَ بِذِي حُرْمَةٍ] أَيْ لَا مَكْتُوبٍ وَلَوْ بِغَيْرِ أَسْمَاءِ اللَّهِ لِحُرْمَةِ الْحُرُوفِ إذَا كَانَتْ مَكْتُوبَةً بِالْعَرَبِيِّ، وَإِلَّا فَلَا حُرْمَةَ إلَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى
ومن كتاب الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (1/ 113)
(قَوْلُهُ: لِحُرْمَةِ الْحُرُوفِ) أَيْ لِشَرَفِهَا قَالَ الشَّيْخُ إبْرَاهِيمُ اللَّقَانِيُّ مَحَلُّ كَوْنِ الْحُرُوفِ لَهَا حُرْمَةٌ إذَا كَانَتْ مَكْتُوبَةً بِالْعَرَبِيِّ وَإِلَّا فَلَا حُرْمَةَ لَهَا إلَّا إذَا كَانَ الْمَكْتُوبُ بِهَا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ) فهذه بعض النقول لعلها تفي بالمقصود والمسألة لم أجد فيها دليلا يدل على كراهة ذلك لكن أقوى ما علل به أصحاب هذا القول هو كون الحروف العربية هي لغة القرآن والسنة فينبغي احترامها
والله أعلم بالصواب.

*✍🏼كتبه أبو حسان سمير علي القيسي*

412 views10:49