أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
11.5K subscribers
363 photos
140 videos
12 files
207 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
أسوء وأخطر فئة نخبويّة في العالم الإسلامي هم أصحاب العقليّة الحركيّة (غالبًا)!.

هذه العقول الحركيّة الهم الأوحد لها تحقيق النصر بهويّة إسلاميّة.

لا يهم أن تكون هذه الهويّة مشوّهة أو نقيّة، المهم أن تجمع تحتها جميع مَن يشهد الشهادتين حتّى ولو كانوا أهل أهواءٍ وبِدع!.

خطورة الفكر الحركي تكمن في أنّه يُداعب عواطف الإنسان المسلم، ويعزف على أوتار كُره الطغاة والحريّة والتقدّم الحضاري في داخله.

وهذه الخطابات جذّابة جِدًا في عصر المآدّيّة وما بعد الحداثة.

يجمع لك الأهداف الدنيويّة بقالب ديني سطحي يخلو مِن العقائديّة.

بمعنى آخر؛ يجعل الدنيا مُقدّمةّ على نقاء العقيدة.

فكر إنسانوي بثوب إسلامي مُزركش، وما أكثرهم بيننا!.
.........
12 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ستبقى تهوّن مِن العقيدة حتّى تتنازل عن أصولها بسبب زخرف القوّة والتقدّم والتطوًر والرفاه المعيشي الٌذي وصلته إن وصلت أصلًا!.

العقيدة ليست قنطرة لرفاه العيش الدنيوي؛ العقيدة ليست وسيلة، العقيدة هي الغاية!.

أتمنّى أن تكون الفكرة قد وصلت، وللحديث بقيّة إن شاء الله.
........
12 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مُراجعة مع النفس ...

قبل أن تسعى بما هو مُتاحٌ لك إلى التمكين والحكم بشرع الله سبحانه وتعالى:

سل نفسك، لِماذا أسعى إلى الحكم بشرع الله تبارك وتعالى؟! ما الغاية مِن ذلك؟!.

1 - هل لأنني أكره الطُغاة وفقط؟!.
2 - أم لأنني أريد سقف حريّةٍ أعلى، ومستوى معيشي أفضل؟!.
3- أم لأسابق الغرب الكافر في تقدّمهم العلمي؟!.
4 - أم لنكون كمسلمين قوّة عظمى في هذه الدنيا؟!.
5 - أم لأبسط شرع الله تعالى في أرضه، ولأنشر دينه الحق وعقيدة رسول الله -صلّى الله وسلّم- النقيّة، ولأدحر الكفر والكافرين حتّى لا يُعبد في الأرض سوى الله تعالى، وأُنقِذَ الخلائق مِن النار؟!.

غالب النًاس يسعون إلى الحكم بشرع الله تعالى للأسباب الأربعة الأولى بجموحٍ كبير. أمّا الخامس بجميع ما ذُكِرَ فيه فهو مُتفاوت في دواخلهم.

ليس هدفي مناقشة نوايا الناس ومُحاكمة سرائرهم، هدفي هو أن نَقِفَ مع أنفسنا بِصدق ونُراجعها ونُحاكمها بناءً على قدر الله سبحانه وتعالى في مساعينا.

هل نحن نسعى حقًا لبسط حكم الله تعالى لأنً قدر الله تبارك وتعالى في قلوبنا عظيم، ولا يهون علينا أن يُكفر به في أرضه ويُعصى، أم أنّ الحظ الدنيوي -المشروع- مِن بسطنا لحكم الله تبارك وتعالى هو المسيطر على نوازعنا الثوريّة ضد الطاغوتيّة؟!.

الإجابة على هذا السؤال تُحدًد أمورًا كثيرة، وأهمًها المنهجيّة المُتّبعة في السعي، ومفهوم "النجاح" مِن الحكم بشرع تبارك وتعالى.

(ملاحظة: لا أُنكِر على الأسباب الأربعة الأولى؛ بل أنا أحاول تحديد المركزيًة الّتي تحركنها، وشتّان بين جعل العوامل -الأسباب الأربعة الأولى- هي المركز، وبين جعلها دوافع للغاية الأسمى).

.........
14 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِمّا راق لي:

الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مات وبقي الحق قائمًا.

والصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا؛ بل قد وصلوا إلى الاقتتال بالسيف فيما بينهم وبقي الحقّ قائمًا!.

فعلامَ تجزع وتخاف وتبتئس حينما ترى خِلافًا بين شيخين أو عالمين أو طائفتين؟!.

هنالك كثيرٌ مِن الشباب مَن إذا رأى خِلافًا بين شيخين أو فِرقتين جزع وهلع واختلّت بوصلته.

والمشكلة هنا ليست في الخِلاف، المشكلة في البوصلة ذاتها؛ فبوصلته قائمة على الشيخ أو العالم الفلاني، وليس على الحق المنظور والمسطور في كتاب الله تعالى وسُنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وكتب السلف رضوان الله عليهم.

- الدكتور آدم صقر حفظه الله.
.......
15 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
الخلل يبدأ مُبكرًا جِدًا!.

مِن تلك اللّحظة الّتي يتلفّظ فيها الطفل الصغير في بداية كلامه بالشتائم، ويتفاعل معها أهله بالفرح والسعادة!.

مِن تلك اللّحظة الّتي يُحرًض الأهل فيها بنيهم على الشِجار، وأنّ مقياس الرجولة هو في عدد الّذين أوسعتهم ضربًا بغض النظر عمّا إذا كان على حق أو باطل!.

من تلك اللّحظة الّتي اصطلح فيها طُلّاب المدارس على أنّ الزميل الّذي يُعين زملائه على الغِش فهو الزميل الوفي والمُضحّي، وأنّ الّذي يأبى الغِش والتغشيش فهو الحقود الحسود الّذي لا يُريد الخير لزملائه!.

مِن تلك اللّحظة الّتي جُغِلَ فيها مقياس حُبّ الطلبة لأستاذهم بمقدار تساهله وسماحه بالغش.

مِن تلك اللّحظة الّتي مكّن الأهل فيها ابنهم مِن ممارسة عنجهيّته وبلطجته وغطرسته على أخواته الإناث.

مِن تلك اللّحظة الّتي استبدلنا فيها كلمة "حرام" بـ "عيب، تريد أن تفضحنا بين الناس؟!" وجعلنا الله تعالى أهون الناظرين إلى أفعالنا وأفعال أولادنا،

مِن تلك اللّحظة الّتي غضب فيها الأهل على تأخر الأولاد عن استيقاظهم للّحاق بباص المدرسة، وشفقتهم عليهم دون إيقاظهم على صلاة الفجر.

مِن تلك اللّحظة الّتي نكاتف بها المؤسّسات التعليميّة والأسرة على غرس فكرة أنّ مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء أهمّ مِن مادة الدّين؛ لأنً نجاحه في مستقبله "الدنيوي" في نجاحه في تلك المواد.

مِن تلك اللّحظة الّتي صبّ الأباء والأمهات جآمّ غضبهم على ولدهم إن جاء بنسبةٍ منخفضة في الثانويّة العآمّة، ولا يغضبون عُشر مِعشار غضبهم ذاك على كون ولدهم لم يسجد ركعةً لله تعالى منذ سنوات!.

مِن تلك اللّحظة، ومِن ذاك الوقت، ومِن ذلك الأسلوب التربوي ....

الأمر بدأ مُبكرًا، مُبكرًا جِدًا، والله المستعان.
.......
15 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثباوا_فالحق_جلي
أسوء خُصلةٍ في الرجل هي أن يكون بشوشًا، مُتسامحًا، ضحوكًا، خلوقًا مع الأقارب والأغراب، وما إن يدخل على أهل بيته تبدّل حاله تبديلًا!.

فتراه عابسًا، مُكشّرًا، غاضبًا، نافرًا، جافيًا، جَلِفًا لا يُحاكى ولا يُطلَب!.

وما زاد الطين بِلّة في عالم التواصل الاجتماعي، لم يعد انشغال الرجل عن زوجه وأولاده بسبب عمله أو فُسحه؛ بل حتّى وهو جالسٌ بينهم يتشغل عنهم بالجلوس على هاتفه لساعاتٍ وساعات.

وهذا عين الجور والظلم والبغي، فزوجك وبنيك أحقّ بك مِن سواهم.

والتعذًر بالعمل والمشقّة ليس عذرًا؛ فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقود أمةً بأكملها، ومع ذلك كان مِن أرق وألطف وأحنّ الخلق على أهل بيته بأبي هو وأمّي.

ولا تقل هو رسول الله، ولا يمكنك المقارنة.

صحيح، لا مقارنة بين أعظم خلق الله تعالى وما دونه، ولكنّه بشرٌ بأبي هو وأمّي، وما كُنّا لنؤمر بالتأسًي به لو لم يعلم الله تعالى بأننا قادرون على ذلك ولو على درجات متفاوتة!.

{خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

والأمر رغم بداهته، إلًا أنّ الكثيرين لا يعملون به، والله المستعان.
.........
16 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
عطفًا على المنشور السابق.

بصراحة أنا خَجِلٌ مِن قول ما سأقوله لحساسيّته، ولكن سأحاول قدر المستطاع عدم الخوض في التفاصيل، وانتقاء الأوصاف الأكثر حِشمة.

ولولا أنّ الأمر شائع، وكثيرةٌ هي البيوت الّتي خُرِبت بسببه لما تجرأت للحديث عنه.

ألا وهو العلاقة الغريزيّة بين الأزواج.

حسب ما لاحظته وقرأته وسمعته مِن مشاكل وأخبار وحالات طلاق، تبيّن لي أنّ هنالك فئة ليست بالقليلة مِن الأزواج -رجالًا ونساءً- لا يُدركون خصائص الجِنس الآخر وطبيعته في العلاقة الحميميّة.

وهذا الخلل يطغى في الرجال أكثر مِن النساء والله المستعان.

على الرجل المتزوّج أن يُدرك بأنً طبيعة المرأة وخصائصها في هذا الباب مختلفة عنه اختلافًا جذريًا، ومِن الظلم والجور بمكان أن يتعامل معها كما يتعامل مع نفسه.

فالمرأة ليست مثل الرجل الّذي تنطفِئ شهوته بمجرد الإيلاج والقذف!.

وهذا أعظم الخطأ الّذي يقع فيه بعض الأزواج مع نسائهم، فتراه لا يأبه باحتياجها الفطري والإشباع الغريزي، المهم أن يستريح هو ويُفرّغ شهوته دون اكتراث بحاجة زوجته، والله المستعان.

مُخطِئٌ مَن يعتقد أنّ المرأة تأخذ حقّها مِن الوطء بمرحلة الإيلاج وفقط؛ بل العكس تمامًا!.

فالاكتفاء بالإيلاج يَضرًها ولا ينفعها، فطبيعة المرأة أحوج ما تكون إلى مداعبة وملاطفة مراكز تحفيز غريزتها مِن الإيلاج؛ بل إنها قد تكتفي بالمداعبة وتأخذ حاجتها دون إيلاجٍ أصلًا!.

ليست وظيفتي هنا إعطاء دروسٍ في العلاقة الجنسيّة الطبيعيّة، فأنا لست متزوجًا أصلًا، وما أمتلكه مِن معرفة هي أمور نظريّة وخبرات كلاميّة مِن أفواه المتزوجين.

هدفي هو تسليط الضوء على هذا الجانب المُحرج مِن علاقة الأزواج، والّذي يتورّع الكثيرون عن طرحه لِما فيه مِن تفاصيل مُحرجة.

ولكنّ الأمر خطير جدًا يا كرام، خطير فوق ما تتخيّلون!.

فمن الممكن أن يكون الزوجان صالحان، تقيّان، متفاهمان على كلّ شيء، ولكن عدم اكتراث أحدهما للآخر جنسيًا قد يُدمّر علاقتهما بدون أيّ مبالغة!.

الجانب الديني مهم، والخُلُقي مهم، ووجود التفاهم والتراحم والمودّة بين الزوحين مهم، ولا جِدال في ذلك.

ولكن خطورة وجود الخلل في هذا الباب -العلاقة الغريزيّة- قد يطغى على جميع المحامد آنفة الذِكر!.

وأنا أجزم يقينًا بأنّ غالبيّة الخيانات الزوجيّة سببها وجود هذا الخلل، أنا لا أُبرًر الخيانة معاذ الله، ولكن أقول أنّ مِن أسبابها هذا الأمر، وعلينا مراعاة ذلك والاهتمام به حِفظًا وصونًا للأسرة المسلمة.

لا أدري ما الحل الشرعي لِذلك؟ وكيف يمكن توعية الرجال والنساء في هذا الباب بما لا يخدش حياء ديننا؟! ولكن أحببت تسليط الضوء عليه؛ لعلًنا نجد حلًا شرعيًا يُساهم في معالجة هذه المشكلة الخطيرة.

وإنّا لله الواحد القهّار
.........
16 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
عن أهميّة العقيدة السليمة في حياة المسلم.

أذكر منذ عِدّة سنوات حينما سمعت لأولّ مرةٍ عن ميكانيكا الكم، كان الأمر مُذهلًا ومُدهشًا بالنسبة لي لأقصى الحدود.

فلم أكتفي بمعرفة رؤوس الأقلام عن هذا الموضوع؛ بل تتبّعته مذ كان محض نظريّة غير مُثبتة.

كنت أريد فهم تفاصيل هذا العالم ما دون الذرًي؛ لِما فيه مِن تفاصيل وحقائق مُخالفة للطبيعة المُشاهدة!.

فبدأت بماكس بلانك والحُزم الكنيّة، مرورًا بأيمشتاين واكتشافه للتأثير الكهروضوئي، وإثباته أنّ الضوء ليس جسيم؛ بل هو جسيم وموجة في آنٍ واحد، وتجربة الشق المزدوج، واكتضاف أنّ الإلكترونات كذلك تسلك سلومًا موجيًا وجسميّا في آنٍ واحد، مرورًا بمبدأ الريبة لهايزنبرج، وانتهاء بنلز بور وشرودينجر وتجربته الشهيرة مع القطة.

كان الأمر بالنسبة لي ساااااحرًا، ولم أترك أحدًا حولي إلّا وصرعته بما علمته في هذا الباب 😅.

إلى هنا لم يكن هنالك مشكلة.

المشكلة كانت في تفسير أولئك العلماء للظواهر الغريبة الّتي تُمارسها الجسيمات الذريّة وما دون الذرّيّة!.

فعلى سبيل المثال:

مِن عجائب عالم الكم، هي تجربة الشقّ المزدوج مع الإلكترونات!.

فكما هو معلوم، أنّ الإلكترون جسيم، وهو مُكوّن أساسي مِن مكوّنات الذرّة.

العجيب والصادم أنً مِن خلال تجربة الشقّ المزدوج تبيّن للعلماء أنّ هذا الإلكترون يسلك سلوك الأجسام
بشكل طبيعي في حال عدم رصده وهو يتحرّك، ولكن بمجرد أن تحاول رصده وهو يتحرّك يقوم بتغيير سلوكه إلى سلوك موجي!.

وهذا عجيب! كيف للإلكترون أن يعلم بأننا نرصده حتّى يُغيّر مِن طبيعته!.

فمن المُسلّمات العلميّة -إلى الآن، وحسب ما أعلم- أنّه لا يُمكنك تحديد موقع الإلكترون وسرعته في نفس الوقت؛ إمّا أن تُحدّد موقعه، وإمّا أن تقيس سرعته، لا يُمكنك الجمع بين الأمرين.

هذا عدا عن مبدأ الترابط اشبحي، ومبدأ اللّايقين ونحوه مِن منتجات الكم.

فكان السؤال المطروح:

"كيف لهذه العشوائيّة -حسب فهمهم- الموجودة في مكوّنات -الذرّة ومحتوياتها- كلّ شيءٍ في الكون، أن تُكوًنَ هذا العالم المحيط بنا بما فيه مِن تناسق وانضباط عظيم؟!".

ولأنّ غالب أولئك العلماء غير مؤمنين، أو لا يُدخِلون إيمانهم في علومهم، لجؤوا إلى تفسيرات هي في نظرهم علميّة، ولكنها خرافيّة لا دليل عليها أصلًا!.

يعني حاولوا إنكار القصديّة والغائيّة وأنّ لهذا الكون صانعًا مِن خلال نظريات تصوّريّة لا دليل يؤيّدها؛ كالأكوان الموازية مثلًا!.

ولأنني كنت جاهلًا في عقيدتي سابقًا، انطلت عليّ نتائجهم الخرافيّة هذه، والله المستعان.

فمن قرأ قليلًا في خرافة الأكوان المُتعدًدة؛ سيرى مآلها الخبيث في نفي الخالقيّة، والقدر، والمشيئة، والقصديّة، والإرادة!.

الّذي أريد إيصاله مِن كلامي هذا:

1- أنّ العلم الغربي ليس دجلًا بإطلاقه؛ بل هو نافع، وبكن الخبث يكمن في تفسيراتهم لهذه العفوم.

2- العقيدة حِصن المسلم المتين دون ترًسب الأفكار الإلحاديّة المُفلّفة بالعلم الحقيقي.

3- السُذّج الّذين يُنكرون علينا بيان عقيدتنا الصحيحة لا يُدركون هذا الخطر! فعقائد أهل الكلام في باب القدر خصوصًا تدعم هذا الهراء العلمي في نتائجه الخرافيّة بشكلٍ أو آخر، ولكن هات الّذي يفهم ذلك!.

وإنًا لله الواحد القهّار
........
16 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}.

عِندما مرّ سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- على بِئر مدين ووجد رعاة الغنم يسقون أغنامهم، ووجد ابنتي شعيبٍ واقفتين تنتظران دورهما، قام إليهما فسألهما: "ما خطبكما؟!".

فأجابتا: "لا نسقي حتّى يصدر الرعاء وأبونا شيخّ كبير" أي: لا نسقي حتّى ينتهي الرعاء مِن سقايتهم لأغنامهم.

السؤال هنا: "لِماذا بررتا ذلك بقولهما (وأبونا شيخٌ كبير)؟".

فسيّدنا كليم الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يسألهما "ألا يوجد معكما رجل يُعينكما؟!" ولكن سؤاله "ما خطبكما؟!" يتضمّن ذلك للفطِن.

فما الحاجة لتبرير سعيهنّ للسقاية بأنّ أبوما شيخٌ كبير ما دام سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- لم يُسألهما عن ذلك؟!.

ذلِك لفِطنتهنّ بأنّ المرأة مكانها بيتها، ولم يَكنّ ليخرجنَ للسقاية لولا حاجتهنّ المآسّة لذلك؛ لتقدّم أبيهما في العمر!.

وما يُعزّز هذا المعنى، هو أنّ سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- حينما ذهب لمقابلة الرجل الصالح شعيب؛ بادرت إحداهنّ بالقول لأبيها: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}.

فهي اقترحت على والدها أن يستأجر سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- ليكفيَ هذه العائلة مِن خروج النّساء إلى العمل بدل أبيهما الكبير في العمر.

وكما تقدّم في الآية الأولى: {ووجد مِن دونهم امرأتين تذودان}.

كانتا تقفان بعيدًا عن البِئر، وتذودان أغنامهما دون الاختلاط مع أغنام الرعاء خشية الأذيّة.

فهو الحياء، هو العفاف، هو السعي دون مُخالطة الرجال أثناء العمل الّذي اضطررن إليه اضطرارا، وحينما ساق الله سبحانه وتعالى لهما سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- بادرت إحداهما باقتراحٍ يُغنيهما عن الخروج إلى العمل ومناكفة الرجال!.

ولِفطنة الرجال الصالح شعيب، فهم اقتراح ابنته، وعرض على سيّدنا موسى -عليه الصّلاة والسّلام- أن يزوّجه إحدى ابنتيه، والمهر هو عمله في رعاية الغنم.

والحمد لله ربّ العالمين.
.........
17 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يا إلهي كم نحن ظالمون في حقّ أبناءنا وبناتنا!.

علّقناهم بالدنيا أيّما تعليق.

غرسنا في عقولهم وقلوبهم الهوس بالأسباب الدنيويًة مع تهميش معاني التوكّل على الله وحُسن الظنّ بالله.

صيّرنا لهم المدرسة والجامعة على أنّها معيار نجاح الإنسان وفلاحه في حياته.

هوّنًا لهم ما خُلِقوا لأجله، عبادة الله سبحانه وتعالى، وعظّمنا في المُقابل الالتزام بالشؤون الدنيويّة ولو على حساب آخرتهم.

أهملنا في توعيتهم عن البلاء، والتعامل مع البلاء، والصبر على البلاء، وكيف تنظر للبلاء؟.

في المقابل؛ صوّرنا لهم الدنيا بصورةٍ ورديّة مزركشة في حال تحصّلهم على الشهادة الفلانيًة أو الوظيفة الفلانيّة.

لم نعلّمهم أنّ الله تبارك وتعالى قد وعدنا بالبلاء الّذي سيختبرنا به: (ولنبلونكم بشيءٍ مِن الخوف والجوع ونقصٍ مِن الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}.

فما إن تعصف بهم الدنيا سقطوا كأوراق الخريف الصفراء.

ثنينا ركبنا بجوارهم لنعلّمهم جدول الضرب ونحل لهم واجاباتهم المدرسيّة، وقَلّ مَن ثنى ركبتيه بجوار أولاده ليعلّمهم القرآن وسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن عاقبة الفشل الأخروي بالمقدار الّذي يُحدّثهم فيه عن الفشل في الامتحان المدرسي أو الجامعي؟!.

كم مِنّا تحدّث مع أولاده عن النعيم الأخروي بالمقدار الّذي تحدّث فيه عن النعيم الدنيوي الحالم؟!.

علّمناهم أن يجتهدوا في دراستهم، ولكن لِمن؟!.

لأجل أنفسهم، لأجلنا كأباء وأمهات، لأجل المجتمع ونظرته، ولم نعلّمهم أن تكون نيّتهم في ذلك إرضاء الله سبحانه وتعالى والعمل بمقتضى أمره.

علّمناهم أنً مكانتك كإنسان تُقاس بمكانة شهادتك في نظر المجتمع وما تملكه مِن المال في البنك.

فصِرنا نُرهبهم إن قصًروا بعبارات "تريد أن تكون زبّالًا أو سبّاكًا؟!".

وكم مِن زبًالٍ وسبّاكٍ هو عِند الله أقرب مِن كثيرٍ مِن حملة الشهادات العليا!.

اتخذنا المجتمع طاغوتًا، وعلى أساسه ربّينا أولادنا وعشنا حياتنا، والله المستعان.

لا أدري إن كنت أبالغ؟ ولكن والله رغم قسوة الدنيا إلّا أنّها أهون مِمّا انتهجناه في عيشنا فيها ولها.
.........
18 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
واعلم يا رعاك الله أنّ الالتزام والتديّن ليس سبيلًا لنيل جنّةٍ أرضيّةٍ لم تنلها بتقصيرك!.

إنّما الالتزام والتديّن هو سبيلٌ يرفع الإنسان به مِن قدرته على التحمّل والتعامل مع الدنيا وبلاياها بما يُرضي الله سبحانه وتعالى.

فأنتَ تعيش في دنيا وجِدتَ فيها لتُبتلى وتُمتحن وتُعاني {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ الله الّذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}؟!.

فالبحث عن الراحة "الحسيّة" والرفاه الدنيوي مِن خلال الالتزام هو أول خطوةٍ في الانتكاس عند أوًل ابتلاءٍ تمرّ به!.

ما يجري على الملتزم مِن أمارات الدنيا هو نفسه ما يجري على المُقصّر، ولكنّ الفارق بينهما أنّ الملتزم يذوق حلاوة الإيمان والقرب مِن الله تبارك وتعالى الّذي يُنسيه مرار الدنيا ويُخفّف مِن وطأة البلاء على روحه وقلبه.

الالعزام سبيلٌ لنيل الجنًة السماويّة وليس سبيلًا للعيش في جنّةٍ دنيويّة لا وجود لها إلّا في أذهان الّذين غفلوا عن الأخرة.

فضع نصب عينيك أنّ التزامك بالفروض والسُنن، ومداومتك على الأذكار وتلاوة القرآن، وصيام النوافل وإخراج الصدقات، وغير ذلك مِن أمارات الالتزام؛ لن يُغيّر مِن القدر الّذي كتبه الله تعالى لك وعليك.

إنّما تفعل ذلك لضمان موطئ قدم في جنّةٍ عرضها السماوات والأرض بإذن الله.

فهذه الدنيا يومٌ لك ويومٌ عليك؛ فبالتزامك تحمد الله وتشكره على يومٍ كان لك، وتحمده وتثني عليه على يومٍ كان عليك؛ لأنّ البلايا بالنسبة للمؤمن الفطِن رِفعة درجاتٍ في الأخرة.

وإنّا للرحمن المستوي على عرشه.
................
18 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثباوا_فالحق_جلي
عن الغلو العقدي:

روى الإمام عبد الله بن أحمد رضي الله عنهما في كتاب السُنّة: «عن عبد الله بن المبارك، أنً رجلًا قال له: «يا أبا عبد الرحمن، قد خفت الله من كثرة ما أدعوه على الجهمية. قال: لا تخف، فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء».

لِمن لا يعرف مَن هو الإمام عبد الله بن المبارك -رضي الله عنه- فهو مِن طبقة الإمام مالك، والثوري، وابن عيينة، والأوزاعي رضوان الله عليهم جميعًا.

قُلت: وقول الإمام -رضي الله عنه- (فإنّهم يزعمون أنّ إلهك الّذي [في السماء] ليس بشيء) هو قول الأشاعرة، فهم يقولون أنّه لا يوجد في السماء إله، وأنّ الله ليس فوق عرشه بذاته، وأنّ القول بوجود الله في السماء على العرش حقيقةً عندهم ضلالٌ وكفر!.

تخيّل لو أنّ هذا الرجل جاء وقال ما قاله -الدعاء على الأشاعرة- لأكثر شيوخ اليوم، ماذا سبفعلون معه؟!.

تالله لرأيتهم ينهرونه، ويُوبّخونه، ويُشنّعون عليه أيّما تشنيع، ويتّهمونه بالغلو!.

تخيّل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم يُريدون مِنّا أن نُعظّم ونُداهن أناسًا قالوا بهذا القول؛ بل كفّروا من قال أنّ الله في السماء حقيقةً!.

تخيًل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم يرون في هذا القول -الله ليس في السماء حقيقةً- هو "زلّة" مع أنّ الأخبار متواترة على إجماع سلف الأمّة وتشنيعهم على مَن أنكر وجود الله في السماء حقيقةً، وهذا مِمّا لا يخفى عن طالب علمٍ فضلًا عن عالم.

تخيّل يا رعاك الله أنّ غالب مشايخ اليوم لا يرون في الإنكار على القائلين بهذا القول ضرورةً! لِماذا؟! حتّى لا نشقّ صفّ الأمّة!.

وقول الإمام ابن المبارك -رضي الله عنه- هو قول السلف بالإجماع بلا استثناء.

أولئك الأبرار الواحد فيهم لا يثقل علماء الدنيا في عصرنا على كفّةٍ فيها شعرةٌ مِن لحيته البيضاء!.

دومًا ما يمتحوننا في أسماءٍ بعيمها بسبب تشنيعنا على عقيدة الأشاعرة، جميل!.

تريدونها امتحانًا؟! لكم ذلك!.

فليجرؤ ابن أمّه وأبيه أن ينبس ببنت شفة في هؤلاء ويقول عنهم غُلاة وتكفيرون:

قال الخلال في كتاب «السُنّة» : «أخبرني «الميموني» أنه قال: سألت أبا عبد الله، يعني «أحمد بن حنبل» ما تقول فيمن قال: إن الله [ليس] فوق العرش؟ قال: كلامهم كله يدل على الكفر.

وقال ابن أبي حاتم: «حدثنا محمد بن يحيى، عن صالح بن الضريس، قال: جعل عبد الله بن أبي جعفر الرازي، يضرب قرابةً [له] بالنعل على رأسه، يرى رأي جهم، ويقول: لا. حتى تقول: الرحمن على العرش استوى، بائن من خلقه» .

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول: «حبس رجل في التجهم فتاب، فجيء به إلى هشام بن عبيد الله ليمتحنه، فقال له: أتشهد أنّ الله على عرشه بائن من خلقه. قال: لا أدري ما بائن من خلقه. فقال: ردُّوه فإنه لم يتب بعد».

قُلت: (والأشاعرة لا يقولون بأنّ الله سبحانه بائنٌ مِن خلقه؛ بل يقولون هو ليس منفصل عن العالم).

وروى أيضًا عن «عبد الرحمن بن مهدي» الإمام المشهور، قال: «أصحاب جهم يريدون أن يقولوا: إنَّ الله لم يكلم موسى، ويريدون أن يقولوا: ليس في السماء شيء، وأن الله ليس على العرش، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا».

وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: «من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون، والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم»

وقال الخلال في السنة 2109- سمعت أبا بكر المروذي يقول: أتيت أبا عبد الله ليلة في جوف الليل فقال لي: يا أبا بكر، بلغني أنّ نعيماً كان يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فإن كان قاله فلا غفر الله له في قبره.

قُلت: (والقول بأنّ لفظ القرآن مخلوق هو قول الأشاعرة).

وقال شيخ الحنابلة البربهاري (متوفّى 329 هـ) في شرح السنة [73] والإيمان بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره، فمن قال غير هذا فقد كفر.

قُلت: (وهذا قول الأشاعرة فهم يقولون أنّ الله لا يتكلّم بصوت).

وقال الإمام أبو معمر القطيعي (ت 236 هـ): آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله.

وروى عن أبي زرعة الرازي أنه سئل عن تفسير قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] فقال: تفسيره كما تقرؤه، هو على العرش وعلمه في كل مكان، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله].

وروى ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية عن سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة علماً وديناً من شيوخ أحمد أنه ذكر عنده الجهمية فقال: هم أشر قولاً من اليـ @ ـود والنصارى، وقد اجتمع اليـ @ ـود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش، وهم قالوا: ليس على شيء].
وعن الإمام عاصم بن علي بن عاصم -شيخ أحمد والبخاري وطبقتهما - قال: ناظرت جهماً؛ فتبين من كلامه أن لا يؤمن أن في السماء رباً.

والآثار في هذا الباب تُعدّ ولا تحصى؛ بل لا يُعرف شيءٌ أنكره السلف بهذا الزخم والشدًة والغِلظة أكثر مِن إنكارهم على مَن قال بعدم وجود الله بذاته فوق العرش.

هذا هو قول السلف، هذا هو قول تيجان رؤوسكم وأسيادكم، هذا هو القول الّذي نقوله وتتهموننا عليه بالغلو!.

تالله إنكم تسيئون للسلف الصالح لا لنا، فما نحن إلًا ناقلون مُتّبعون!.

والله أتحدى أيّ إنسانٍ أن يُنكر هذه الأقوال، وأتحداه أن يخرج ويقول هؤلاء غُلاة.

لكن لعدم قدرتهم على التجرؤ على أئمة السلف، يأتون ويشنّعون على ناقل كلام السلف، ويوهمون النًاس أنً ناقله يغلو في العقيدة.

والله المستعان.
..........
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
المرأة الّتي تعتقد أنّ [الأصل] هو حقّها في الخروج للعمل وليس القرار في المنزل، وإن كانت محتشمة؛ هي أخطر مِن تلك الّتي تخرج متبرّجة ولا تعتقد بهذا الأصل!.

لأنً فرض هذا [الأصل] يلزم ضرورةً اقتداء النساء به، وهذا يؤدّي بدوره إلى زيادة أعداد المتبرّجات الخارجات، وحتًى الّتي لم تكن تتبرّج سوف تتأثّر نفسيًّا برؤية قريناتها يخرجن متبرّجات؛ فتتبرّج تَبعًا للجو العام!.

- الشيخ عبد الله الخليفي حفظه الله {بتصرّف يسير}.
...........
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
أن يَكُفّ المُقصّرون عن معصية الله -تبارك وتعالى- في مجلسٍ أنتَ حاضره احترامًا لتديّنك الّذي لا تخجل مِن إظهاره [بنيّةٍ خالصةٍ لله] خيرٌ مِن مجلس يُعصى الله -تبارك وتعالى- فيه بحضورك منزوع التديّن؛ لأنّك خَجِلٌ مِن إظهاره!.

الحق يعلو ولا يُعلى عليه؛ فالله أحقّ أن تستحي منه وهو يُعصى أمامك ولا تُحرِكَ ساكنًا ولو كان بمفارقتك مجلسهم مُتعِضًا!.

.......
19 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
الرجل الّذي يجعل مِن مواصفات الزوجة الّتي يريدها أن تكون [عاملة] هو أخطر مِن النسوية على المجتمع الإسلامي؛ بل هو المُعين الأوّل لتفشّي فكرهنّ المُنحرف!.

خروج زوجتك للعمل [كأصل] دليلٌ على عدم استحقاقيّتك للقوامة!.

ولا يعتذّر أحدهم بالظروف المعيشيّة في هذا الزمن، فهنالك ملايين الأسر المسلمة تعيش دون مناكفة نسائها للرجال في ميادين العمل، ولكننا جعلنا مِن الرفاهيّات والكماليّات وتقليد نمط العيش العام في ظلّ المنظومة الرأسماليّة القذرة [ضرورة] وما هي بضرورة!.

إباحة الشرع لعمل المرأة بالضوابط الشرعيّة جاء مراعاةً لظروفٍ قاهرة قد تمر بها الأسرة المسلمة؛ أمّا أن نجعل مِن هذه الرخصة [أصلًا] نختار مَن سنتزوّج على أساسه؛ فلا والله هذا ليس مِن الرجولة في شيء!.

وأنا أنصح إماء الله أن لا يرضين بهكذا زوجٍ عديم القوامة يجعل مِن عمل زوجته شرطًا للزواج مِنها، ويُخاطر بعِرضه في ميادين العمل دونما ضرورة حقيقيّة!.
.......
19 - ربيع الأوًل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يتردّدُ على لسان المحبّين والعاشقين قولهم:
"أَحِبُكُ بلا حدود"

وما كانت لوعة قلوبهم، وتفتّت أكبادهم، وأنين أرواحهم بعد الفراق إلّا لللامحدودية تلك!

فالحبُّ الذي لم تُحط به حدود الله؛ أقامت عليه الدنيا حدّ الفراق!

فلا تفتحوا أبواب أفئدتكم إلّا لمن جاور قلبك قلبه في ميثاقٍ غليظ أحلّه الله
فمقصلة الفراق لا تتجبّر إلّا على مواثيقٍ رقيقة عقدتها ألسنة العُشّاق!
فرفقًا بقلوبكم الهشّة من مقصلة الفراق!
أنا أُُذنِبُ وأتوب، ولكنني أعود للذنب كثيرًا، وأتوب مِنه كثيرًا؛ فهل أنا مُنافق؟ هل الله تعالى يُحبّني؟!.
تنبّهوا يا كِرام ونبّهوا مَن حولكم إلى أنّ القراءة في الصّلاة السرّيّة يجب أن تكون بتحريك اللّسان والشفتين، وخصوصًا في الأركان الواجبة كالفاتحة والتسبيح عند السجود والركوع والتشهد الأول والتشهد الأخير، ولا يجوز القراءة في القلب، وإلّا فالصّلاة باطلة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة -رضي الله عنه-: "يجب أن يحرِّك لسانه بالذكر الواجب في الصلاة من القراءة ونحوها مع القدرة، ومن قال: إنها تصحُّ بدونه يُستتاب، ويستحب ذلك في الذكر المستحب". مختصر الفتاوى المصرية (ص: 43).
.......
22 - ربيع الأوّل - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي