أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
11.1K subscribers
351 photos
140 videos
12 files
204 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
أهلًا بكم يا أحبّة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه القناة ذات نفعٍ لي ولكم، وأن يرزقني الإخلاص والقبول فيما سأطرحه فيها.

لا أدري إلى الأن منهجيّة النشر فيها؟!.

وهل سأنشر فيها ما أنشره على فيس بوك؟ أو أضيف إليها أمورًا لا يمكنني نشرها هناك فقط؟!.

سنرى في قادم الأيّام إن شاء الله.

ولكن كبداية؛ هي سبيل وصولي إليكم في حال فقداني لحسابي على الفيس بوك.

حفظكم الله وبارك فيكم، ووفّقني وإيّاكم لِما يُحِبُّ ويرضى.

17 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
أبياتٌ قد كتبها وأنشدها أحد المجاهدين في وداع والدته، ووالده، وزوجه، وابنته (هتون)، بعد ذهابه إلى سوريّا للجهاد في سبيل الله، وقد استشهد -بإذن الله- هنالك.

منذُ أيّام وأنا أُعيد سماعها مِرارًا وتِكرارًا، ويهيج قلبي على إثرها بمشاعر مختلفة؛ خجل، فخر، عِزّة، ألم، حزن، قهر، لا أدري حقيقةً؟!.

والله أنّ أمثال هذا البطل كُثر، وبالألاف في بلادنا الإسلاميّة، وينتظرون فقط من يجمعهم تحت رايةٍ واحدة تبتغي إعلاء دين الله في الأرض بحق.

مخطِئ مَن يعتقد أنّنا بحاجةٍ إلى قرون وقرون لننتصر؛ فوالله أنّ مائة ألف مِن هؤلاء، وبعتادٍ يسير؛ يستطيعون دحر أقوى جيوش الدنيا ولو كانت مجتمعة!.

معيّة الله، وعقيدة راسخة، وأسودٌ لا يهابون الموت؛ بل يسعون إليه، وفرصةٌ يُقيّضها الله سبحانه لاجتماعهم، وسترى النصر المؤزّر بإذن الله.

فاللهمّ اجعلنا مِمّن ترفع بهم راية التوحيد يا أكرم الأكرمين.

17 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
"ذهبت إلى الغرب ووجدت إسلامًا بلا مسلمين".

هذه العِبارة فيها مِن الجهل بالدّين، والانبطاح للحضارة الغربيّة ما يندى له الجبين!.

والمؤسف أنّها قد صدرت وتصدر مِن أناسٍ مِن المفترض أنّهم يدعون إلى الإسلام، والله المستعان.

فدعونا نهدم هذا الصنم بعقلانيّة ومنطقيّة.

فأقول مستعينًا بالله العليّ العظيم:

سأروغ إلى هذا الصنم بسيـ ـف الحق مِن وجهين:

1- شرعيّة.
2- واقعيّة.

° الشرعيّة:

غالبًا، مَن يتشدّق بهذه العبارة المتهافتة قد قالها لأنّه رأى بعض المظاهر الّتي أمرنا بها الإسلام؛ كالنظافة، والعدل، والاهتمام بالعلم والعلماء والتعليم، ونحو ذلك.

والسؤال الجوهري هنا: "هل الإسلام جاء أصلًا مِن أجل هذا؟!"

بالطبع لا! بل الإسلام جاء لغايةٍ وهدفٍ أساسيٍّ هو الأصل، وما دونه فروع مبنيّة على هذا الأصل؛ ألا وهو التوحيد، توحيد الله تبارك وتعالى، وإفراده بالربوبيّة والألوهيّة جلّ ثناؤه.

أنت تُسمّى مسلمًا ليس لأنك نظيف، أو لأنك عادل، أو لأنك عالم؛ بل لأنّك أسلمت واستسلمت لله تبارك وتعالى، وأقررت بألوهيًته وربوبيّته وحده لا شريك له، هذا مِن جهة.

مِن جهةٍ أخرى؛ هل هذه الأعمال تنفع بدون توحيد؟!.

بالطبع لا!.

فهب أنّ إنسانًا يُصلّي، يصوم، يحج، يُزكّي، نظيف، عادل، عالم، خلوق، طيّب القلب، لم يؤذي نملةً في حياته، ولكنّه يبذل جميع ما سبق لله ولبشرٍ يدّعي أنّه ابن الله والعياذ بالله؛ فهل هذا يُسمّى مسلمًا؟ وهل أعماله هذه مُتقبّلة؟! بالطبع لا!.

فحتًى الإنيان بأركان الإسلام جميعها على وجهها العمليّ الصحيح؛ لا تنفع إن كانت مبذولةٌ لشريكٍ مع الله سبحانه وتعالى.

ولِتُدرِك أهميّة التوحيد ومركزيّته؛ فيكفيك أن تعلم بأنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر في سورة الأنعام اسم 18 نبيٍّ مِن أنبيائه صلوات ربي وسلامه عليهم، وقال في آخر الآيات {ولو أشركوا لحبِط عنهم ما كانوا يعملون}!!.

تخيّل أن الأنبياء الّذين هم أفضل البشر مُطلثًا؛ لم يكن لعملهم أيّ قيمة ولا وزن لو كانوا أشركوا بالله تعالى!.

هذا لِتعلم يا رعاك الله أنّ القائلين بتلك العبارة السخيفة لا يعرفون قدر التوحيد كما ينبغي، وإنّما زُيّنت لهم الدنيا وزخرفها!.

° الواقعيّة:

وهنا الطآمّة الكبرى!.

أين أولئك السُذّج عن سب الأنبياء والسخرية منهم ومِن الأديان خلف ستار حريّة التعبير؟؟.

أين هم عن جرائم القـ تـ ـل المرعبة للأجنّة خلف ستار حق الإجهاض؟!.

أين هم عن أبشع وأقبح وأشنع فاحشةٍ عرفتها البشريّة (الـ شـ ذ و ذ) والّتي يُدافع عنها بلاد "الإسلام بلا مسلمين"؛ بل ويُجرُّمون مَن يُعارضها؟!.

أين هم عن تعليم الزنا والفُحش للأطفال بمدارسهم مذ نعومة أظفارهم خلف ستار حقّ الطفل بممارسة الجنس؟!.

أين هم عن حقّ "المراهق/المراهقة" بجلب العشيق إلى منازلهم ليزنيا بعلم أهلهم؟!.

أين هم عن العتصريّة الصارخة والقبيحة تجاه المسلمين، والّتي تجلّت للعالم بعد الحرب الروسيًة الأوكرانيّة؟!.

أين هم عن بنوك الحيوانات المنويّة الّتي تستعمل لتخصيب النساء مِن غير زواج بنطفٍ لا يُعرف مَن صاحبها أصلًا؟!.

أين هم عن خطف الأطفال ومصادرتهم مِن أهلهم خلف ستار أنّ الأهل يُعلمونهم العفاف والحشمة؟!!.

أين هم عن اضطهاد المحجّبات والمنتقبات والملتحين؟!.

أين هم عن منع المساجد مِن إقامة الأذان في حين أنّ أجراس الكنائس تصرع الدنيا؟!.

أين هم عن محاكم التفتيش ضد أئمة المساجد الّذين لا يوافثون رؤيتهم للإسلام المميّع؟!.

أين هم عن أعلى معدلات الاغتـ صـ ـاب والتحـ ـرش في العالم في بلاد "الإسلام بلا مسلمين"؟!.

أين هم عن السفّاحين والمجرمين الّذين ارتكبوا أبشع المجازر، والّذين يقيمون الأن في سجونٍ تكاد تكون أرقى مِن منازلنا؛ بل هي كذلك بحجّة أنّ حكم الإعـ ـدام غير إنساني؟! هذا هو العدل صحيح؟!.

وغير ذلك الكثير مِن البلايا والفُحش والانحطاط الأخلاقي!.

أم أنّك يا عزيزي المنبطح ترى عدم رؤيتك لقشرة موز أو كيسٍ فارغ في الشوارع أعظم مِن كلّ ما سبق وأهم؟!.

أم أنّك ترى حداثة المؤسّسات التعليميّة وتطوّرها، والّتي تُعلّم الفُحش، والزنا، والّلواط، والسُحاق، والعدميّة أهمّ مِن كلّ ما سبق؟!.

أم أنّك ترى العدالة في حكمٍ قضائيّ عندهم بين متشاجرين شجارًا سخيفًا أهمّ مِن جميع ما سبق؟!.

أوفٍ لكم وكيف تفكرون وتنظرون!.

وللحديث تتمّة ...

وإنّا لله الواحد القهّار
............
13 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
تتمّةٌ لِمقال:

«ذهبت إلى الغرب ووجدت إسلامًا بلا مسلمين».

بدايةً؛ أريدُ التنويه إلى أمرٍ رغم أنّه بدهي لِمن يُتابعني، ولكن لا بُدَّ مِنه؛ لِتجَنُّب كيد المتصيّدين:

"أيّ مثالٍ سأضربه في المقارنة بين بلادنا الإسلاميّة وبلاد الكـ فـ ُر الغربيّة؛ لا يعني أبدًا بأنني راضٍ على السُلطة؛ فأنا أعتقد بأنّه لا توجد بلدٌ على وجه هذه البسيطة تحكم بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، ولا يعني ذلك بأنني أدعو إلى التطبيع مع الواقع والتصالح معه".

حسنًا؛ لِنبدأ، وأقول مستعينًا بالله العليّ العظيم:

غالبًا؛ يلجأ العلمانيّون، والّليبراليّون، والتنويريّون، والإنسانويّون، ونحوهم مِن عبـ ـيد الحريّة وأذنابها، إلى حيلةٍ خبيثةٍ؛ لاستدراج المسلمين إلى هدفهم القـ ـذر الأعظم!.

- ما هي الحيلة؟ وما هو الهدف؟!.

الحيلة؛ نسج المُقارنات -دومًا- بين أفضل الدول الغربيّة -بمقاييسهم- في العالم، مع أسوء الدول المسلمة -بمقايسيهم- في العالم.

أمًا الهدف؛ فهو توجيه المسلمين إلى الاقتداء بتلك الأنظمة الغربيّة الكـ ـافـ ـرة، والّذي يعني ضرورةً العزوف عن التفكير بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى، وإسقاط هيبة الحكم الإسلامي في عقولهم قلوبهم.

وللأسف للشديد؛ مِمّا ساعد على نجاحهم "النسبي" في الوصول إلى هدفهم؛ هو غفلة المسلمين عن دينهم أولًا، ثمّ غياب السند القوي لهم ثانيًا، فنحن لأول مرةٍ مذ جاء الإسلام؛ نعيش بلا خلافةٍ إسلاميّةٍ لها وزنها، وقوّتها، ونفوذها في العالم منذ قرنٍ كامل، وهنالك عوامل أخرى ساعدت في ذلك لا مجال لبسطها ههنا.

ولِنهتك أستار صنمهم الّلعين هذا؛ علينا تفكيك حيلتهم بعقلانيّة لا تنفكّ عن الدّين، ثمّ تقوم بنثر حِبالها تحت أقدامنا.

علينا أن نُدرِكَ جيّدًا أنّه لا يوجد مكانٌ على وجه هذه الأرض لا شرّ فيه، هذا مستحيل! الحياة الكاملة، والّتي لا شرّ فيها، وهي خيرٌ محض، لا توجد إلّا في الجنّة، رزقنا الله إيّاها.

بل إنّ وجود الشرّ ضرورةٌ لإدراك معنى الخير أولًا، ولِيكون هنالك معنىً لوجودنا أصلًا، فنحن في اختبار، والاختبار يتطلّب ضرورةً وجود الخير والشر؛ فمن سلك طريق الخير فلح، ومن سلك طريق الشرّ هلك.

وهنا مربط الفرس، والحبكة الّتي تلتقي عِندها جميع خيوط حيلتهم الخبيثة!.

- كيف؟!.

عبـ ـيد الحريّة هؤلاء، يبذلون قُصارى جهدهم في ترويج صورةٍ واحدة أو مجموعة صور للشرّ في بلادنا الإسلاميّة، ومقارنتها مع صورةٍ واحدة أو مجموعة صور مِن الخير -النسبي- في بلاد الغرب، هذا مِن جهة.

مِن جهةٍ أخرى؛ يقومون بالتعتيم على صور الخير في بلادنا الإسلاميّة، وصور الشرّ في بلاد الغرب.

وهذا الأمر يُدركه الكثيرون وغالبًا، مَن يعلم ذلك، يلجأ إلى مقارنة أسوء بلدٍ غربيٍّ يسير على نظام الغرب، مع أفضل بلدٍ إسلامي؛ كردٍّ مضاد لِطرح أولئك الزنادقة.

ومع أنّ هذه الطريقة فعّالة إلى حدٍّ ما، ولكنّها لا تُعالج المشكلة جذريًّا؛ لِذلك لن ألجأ إليها لهدم صنمهم الملعون؛ بل إنني سأسير معهم على منهجهم -المنحرف- في المقارنة بين أفضل بلاد الغرب، وأسوء بلاد الإسلام؛ لِنرى، هل حقًّا هي أفضل؟!.

ولكن اغرس في قلبك، وعقلك، وروحك هذه القاعدة "الذهبيّة" الأولى قبل أن نبدأ:

«عِندما تريد تقييم أيّ شيءٍ في هذا الوجود، إن كان سيّئًا أو جيّدًا؟! خيرًا أم شرًا؟! ضع في اعتبارك أن تضع ذلك الشيء على ميزان الحياة الدنيا والأخرة، فأنتَ تعيش دنياك أصلًا لأجل أخرتك، وإن فصلت الأخرة عن الدنيا في حساباتك؛ فسيختل الميزان؛ لأنّك كمسلم، تؤمن بأنّ هنالك ثوابًا دنيويًّا وأخرويًّا فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار مراعاة مصلحتك في أيّ شيءٍ، على أساس المنفعة في الدنيا والأخرة، وإن وقعت في مُفاضلةٍ بين مصلحتك الدنيويّة والأخرويّة؛ فحتمًا، وقطعًا، وجزمًا عليك أن تُرجّح المصلحة الأخرويّة؛ لأنّها دار الخلود».

حسنًا، إلاَمَ يلجأ أولئك الزنادقة -غالبًا- في مقارانتهم بين أفضل دول الغرب، وأسوء دول الإسلام (في نظرهم)؟!.

التركيز على الفساد المالي والإداري، والرِشى (السُحت)، والفقر، والبطالة، والقمع؛ هذا في "أسوء" بلاد الإسلام.

أمّا في "أفضل" بلاد الغرب يُركزون على: تطوّر البنية التحتيّة، رفاهية المعيشة، انخفاض نِسب الفقر والبطالة، الرعاية الصحيّة، تطوّر المناهج التعليميّة، انخفاض نسبة الفساد المالي والإداري، الحريّة المزعومة.

والسؤال هنا: "ألم تلاحظ شيئًا مشتركًا بين المساوئ والمحاسن؟!".

جميعها تتمحور حول حال الإنسان في الدنيا، الدنيا ولا شيء سواها!.

وهذا يقودنا إلى السؤال الجوعري: "أيّ الحالين أفضل للإنسان المسلم؟! وضع ألف خط تحت "المسلم"! أيّ الحالين أسلم لدينه؟! أيّهما أشدّ ضررًا على مصيره الأخروي؟!".

أفضل بلاد الغرب بمقاييسهم، صحيح، هي تؤمّن لي راتبًا أفضل، رعايةً صحيّةً أفضل، بنيةً تحتيًةً أفضل، مؤسّسات تعليميّة أفضل، وسقفًا مِن الحريّة أكبر، ولكن جنيع هذا في مُقابل ماذا؟!.
في مقابل الانسلاخ التدريجي عن الدين، في مُقابل التطبيع مع الفواحش، في مُقابل النعرض "اليومي" لأعظلم الفتن، في مُقابل خسارة أولادي في الدنيا والأخرة بسبب مناهجهم التعليميّة الّتي تبيح لهم وتُعلّمهم كلّ قبيحٍ وفاحشٍ يرفضه الدين، في مُقابل إجباري وأهلي على مخالطة الأنـ جـ ـا س؛ كالـ شـ ـو ا ذ، والمـ لا حـ ـدة، والزنادقة؛ لأنّه لا يحق لي التعبير عن رفضي لهم بأيّ شكلٍ مِن الأشكال، فهم حولي في كلّ مكان بدعوة الحريّة!.

في مُقابل أن أرى مَن يحتقرني، ويحتقر ديني، ويسخر مِنه، ويتعدّى عليه، ولا أستطيع النبس ببنتِ شفة بسبب حريّة التعبير، في مُقابل عدم قدرتي على إظهار ديني والاعتزاز به كما ينبغي، في مُقابل التنازل عن كثيرٍ مِن أمور ديني لأتجنب ضغط المحيط المهووس بالإسلاموفوبيا!.

في مُقابل رؤيتي اليوميّة للكاسيات، العاريات، الـ ـعـ ـاهـ ـرات، الباغيات، في مُقابل رؤيتي اليوميّة للسُّحـ ـاقـ ـيـ ـات والّلوطيّين القـ ـذر ين، في مُقابل رؤيتي للسكارى، ومتعاطي الحشيش والمُخدرّات -المُباح عندهم- في الشوارع، في مُقابل أن تألف عيني وقلبي على رؤية كلّ فاحشٍ وقبيح؛ حتّى أصل إلى مرحلةٍ لا أستقبح ما قبّحه الله تعالى، وغير ذلك الكثير!.

أمّا في أسوء البلاد الإسلاميّة، صحيحٌ أنّهم لا يُؤَمنون لي حياةً كريمة، ولا رعاية صحيّة جيّدة، ولا بنية تحتيّة متطوّرة، ولا راتبًا شهريًّا كافيًا، ولا سقف حريّةٍ عاليًا، ولكن .....

ولكن يُمكنني ممارسة شعائر ديني كما ينبغي (إن لم يكن كلّها؛ فأغلبها)، يُمكنني تربية أولادي كما أريد دون محاكمةٍ حكوميّة، يُمكنني أن أُعبّر عن رفضي لكلّ قبيحٍ يرفضه ديني.

صحيحٌ أنّ جميع الفواحش في بلاد الغرب موجودةٌ هنا، ولكنها ليست بنفس النسبة والظهور، وليست مُقنّنة، وليست مُباحة؛ على الأقل قانونيًّا، وجميع من يُمارسها؛ يُمارسونها في الملاهي الّليليًة، وخلف الأبواب الموصدة؛ خوفًا مِن المجتمع الإسلامي الّذي رغم غفلته وتجهيله، ما زالت فطرته سليمة كفاية لترفض كلّ قبيح!.

نسبة نعرضي للفتن أقل بكثير مِن تلك الموجودة في بلاد الغرب؛ بل لا مقارنة أصلًا!.

صحيح، يوجد قمع، ولكن ليس قمعًا للدين ومظاهره بقدر ما هو قمعٌ سياسي، أمّا قمع الغرب، فهو قمعٌ جلي لجميع مظاهر الدين، وإن كان أسلوب القمع مختلفًا!.

ومِن هنا نصل إلى الثاعدة "الذهبيّة" الثانية، تلك الّتي قالها سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

«ليس الفطن مَن عرف الخير مِن الشر، وإنما الفطن مَن عرف خير الشرّيين».

أخيرًا:

ليس الهدف مِن مقالي هذا تلميع أنظمتنا القمعيّة والفاسدة، ولا تجميل حال بلادنا السيّء، ولا نبذ كلّ خيرٍ في بلاد الغرب وجحده.

إنما أريدك أن تُدرك بأنّ بلادنا وبلادهم وجهين لعملةٍ واحدة، فجماعتنا يُفسدون بالعنف، وجماعتهم يُفسدون بالخبث؛ بل بلادنا أفضل في قِلًة العثرات دون السير في الطريق المستقيم الموصل إلى الجنّة!.

وأريدك أن لا ترضى بهذا ولا ذاك؛ بل بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى لا غير.

وإلى ذلك الحين -أقصد التمكين بإذن الله- عليك أن تكون فطنًا تميّز بين خير الشرّين، وتستنبط الخير مِن كلّ شرٍ تحسبه شرًا محضًا، وتحمد الله سبحانه وتعالى على أنه رغم ضعفنا، وهواننا، وقِلّة حيلتنا! إلّا أننا ما زلنا لقمةً صعبة عصيّة على بلاد الكـ فـ ـر، وأن تُربّي أولادك على كلّ ذلك؛ لعلهم يكونون هم جيل التمكين إن شاء الله.

وتذكّر؛ الاغترار بزخرف الحياة الدنيا مهلكة، وأنتَ تعيش لتكسب ثمنًا، والثمن هو إمّا جنّة، وإمّا نار؛ فانظر ما أنتَ كاسب!.

وإنّا لله الواحد القهّار
...........
16 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي