إِسْلَام مَنْصُوْر
15K subscribers
132 photos
29 videos
5 files
14 links
بُورِكتم وَأنرتم يا كِرام. طِبتم وطاب مَسْعَاكم وَنفع اللَّهُ بِكُم.
Download Telegram
نَفَسك مش طويل زي ما كنت متخيل!
هتيجي في الأيام العظام دي وتبدأ همتك تفتر وجسمك يتكاسل ويتسلل إليك جو العيد والتغير الطاريء المفاجيء السعيد!
يتخللك جو ارتياح للهدنة القادمة وتبدأ تتجهز لها وتترك ما اعتدت عليه من روتين الطاعة واستحضار النية والمثابرة.
الأيام دي علشان تيجي تاني محتاجة منك ٣٦٥ يوم بينقلب في اليوم الواحد العالم رأسا على عقب!
بتموت ملايين ويتولد غيرهم وهناك على البعد الآخر ملايين كفة حسناتهم أرجح وأثقل ففاوزوا وحازوا، وآخرون خسروا بسيئاتهم!
٣٦٥ يوم كفيلة تغيرك تغيير جذري؛ للأحسن وده من فضل الله عليك ونعمته، أو للأسوا وده إن وكلك سبحانه لنفسك طرفة عين!
تستفيد إيه من كلامي؟
إنك تنحت في الصخر وتتضرع وتتذلل لخالقك أن يبدل سيئاتك حسنات ويعفو عنك، ادع كما لو أنك طريحٌ لا تجد زادا ولا شربة ماء.
أنا مش هقولك نظّم وقتك واعمل جدول ونام امتى واصحى امتى!
لا، أنا هقولك صل فرض ربنا في المسجد، ثم متسكتش؛ اذكر ربنا، ادع، اغدق على أهلك بجميل الكلام وأحسن إليهم، تصدق، تبسم في وجه أخيك، ادع لإخوانك ولا تنسهم أو تغفل عنهم!
من أكبر طاعة لأصغر معروف - عادة ما يتم تحقيره وتهميشه - كل ده أنت مأجور عليه أجر عظيم؛ واخلص ذلك كله لله.
لا تكن مختصرا في الإذعان عن حبك وخوفك ورجائك لمولاك!
ادعوه بأسمائه سبحانه ولا تعتمد البيان الحلو وفصاحة اللسان إذا لم يسعفك لسانك، ادعوه كما دعاه رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن شئت فَزد؛ الإنسان منا يخرج عن النص أحيانا - خروج الحكاية والشكوى التي يسهل عليه سكبها لربه دون اعتداء - ويختلجه من المعاني ويتولد داخله كل ما استكبر عنه؛ ليفيض كالماء المنحدر لا يجد مسكنا يؤويه، لكن الله يؤويه!
قد أتى مولاه رضوخا منه مستكينا محملا بالجبال الراسيات، لكنه يتكلم كما لو تكلم الأبكم بعد قدرته على النطق والمحاورة! اسكب شعور إنسانيتك الضعيفة لبارئها القوي العزيز سبحانه، واستشعر نعمة الخالق الوهاب؛ من له ملكوت السماوات والأرض.
كن من الشاكرين إذ دعوت؛ على أن وهبك نعمة الدعاء له سبحانه أولا، تستجلب بها نفحات الرحمن على قلبك الضعيف المكلوم، واشكره ثانيا وثالثا وشكرا لا يحصى على نعمه الظاهرة والباطنة، ما علمت وما لم تعلم.
لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة.
استحضر فكرا ما لا يذهب عنك دائما؛ الله غني لا يحتاج لعبادتك، غني لا يحتاج لأحد من خلقه سبحانه، غناه مطلق، وهو في ذلك قيوم على عباده بإطلاق!
أي لا تخفى عليه خافية، يعلم باطنك وظاهرك وما تخفي وما تبدي!
تعبد ربا حليما لطيفا أمد في عمرك لتتوب، وهو سبحانه شديد العقاب لا يُؤمن مكره!
اخرج بنتيجة؛ أنك عبد لا بد ميت، وموتك نهاية انقضاء أيامك المتخبطة في الدنيا وبداية حسابك؛ يوم يتحدث عنك عملك، لا لسانك الذي يظهر عكس ما يخفي، ولا نفسك التي تثبطك عن التوبة بأنك قد قدمت عملا صالحا ولا ضير ببعض الذنوب والتوبة اللاحقة!
فإنك أمام رب حليم بك، أمهلك، وفي إمهاله لك ابتلاء عظيم، إما أن تشكره وتحمده على أنه حليم وتعود لرشدك، وإما أن تنجر وراء معصيتك وتأمن مكره فيأخذك على حين بغتة!
أخي! رمضان لم ينقض، وأنا أعلم أن بداخلك الخير الكثير الذي ترجو به وجه الله، ترجو به توبة نصوحة!
شمر عن ساعدك وعض بالنواجذ على كل خطوة تقربك، أنت أدرى بنفسك وما يشغلها، وأنت من لديه معول كسر الحائل بينك وبين طاعتك - بحول الله وقوته - توكل على ربك وانتفض نفضة تلقي الكسل بها والتسويف عن عاتقك!
واستحضر الذل لله في ذلك كله ولا تغتر!
لا تغفلوا عن إخوانكم المستضعفين!
غفلتكم عنهم؛ غفلتكم عن أنفسكم.
هم منا ونحن منهم.
قلب واحد يدعو لإخوانه المستضعفين، وللعزاب أن يزوجهم الله، وللمكروبين أن يفك كربهم، وللحيارى أن يهتدوا، وللثكلى أن ترزق بلطف من الله يؤويها، وللمريض أن يشفى، وللمسحور أن يبرأ من سحره.
تعددت حاجات الناس وتترتب حسب الأولويات، لكنها أبدا لا تنسى!
قلب واحد تجمعت فيه آلاف الدعوات، لرب قدير وهاب، سبحانه!
خُبِرت حكايات كثيرة عن عاشقين أوردوا أنفسهم موارد الهلاك؛ ذلك لأنهم لم يصبروا!
كان جزعهم من قلة الوصل والتجربة أكثر من جزعهم من قلة زادهم من المأكل والمشرب.
وكأن وصالهم بالمحبوب أسلوب ضروري وحتمي من أساليب البقاء!
ومع علمهم التام ووعيهم الكامل بخطورة ما يصبون إليه؛ إلا أنهم استدرجوا وخاضوا ونالوا المراد ثم ضاقت عليهم أنفسهم إذ تعثروا في الخطوة المقبلة؛ الفعل والجد.
استهلاك مشاعر وتزييف واقع ووعود واهية وتشبث بالشخص الأول الذي نبض له القلب واختلال ميزان الشعور وهلكة نفس.
نقول لا تفتح الباب؛ فيفتحه، ولا تقترب قيد أنملة فيسير أميالا، ولا تنغمس في خيالات واهية فيبني داخل عقله أفكارا لا تنتهي وأحلام لا طائل منها!
وإنه متى سأل: ماذا أفعل؟ كان بين طيات سؤاله علمه بجوابه، لكنه لا يستطيع دفع شعوره الكئيب عنه إلا بذلك سؤال، ظنا منه أنه يريح خاطره ببوحٍ يخفف عنه بعض أثقاله!
وهو في كثير من الأحيان لا يلتئم جرحه بالإجابة، ولا يدفع عن نفسه ذلك الشعور بالرضوخ للإجابة؛ ينغلق على نفسه مشتتا موهوما بشيء لن يأتي!
فما أجهل الإنسان وما أطول أمانيه!
ولله دَرُّ من يستكين لضعفه ويوبخ نفسه ويتحمل مشاقا كثيرة ليتجنب مشاقا أصعب منها وأثقل!
هذه الليلة هي أرجى الليالي عند جماهير المسلمين!
الله سبحانه يدعو عباده إليه، ويُقبل عليهم، ويدنو منهم، ويفاخر بهم، ويعتق رقابهم، وها هم عبيده من مشارق الأرض ومغاربها قد أقبلوا عليه واقفين على بابه يتضرعون، يُوشَك أن يُفتح لهم! .. وفيهم الطائع والعاصي، والمحسن والمسيء، والكبير والصغير .. الآن الآن!
ألا تستحي من ألّا يجدك الله فيهم؟!
أما تحب أن يرى الله تقلّب صُلْبِك في الساجدين وتردد لسانك مع الذاكرين؟!
ماذا تفعل هنا الآن والناس قد سبقوك إلى لقائه؟!
ألا تغار منهم وتود أن تقول كما قال موسى: "وعجلت إليك ربّ لترضى"؟!
ما أخلفك عن قومك يا فلان؟! .. بم شُغلت عنه؟! .. ساعات وينفض السوق!
إن تعسر عليك تفصيل الدعاء بما يحمله قلبك، فادع الله دعاء النبي الشامل؛ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
يقول السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره: "الحسنات المطلوبة في الدنيا، يدخل فيها كل ما يَحسُن وقوعه عند العبد؛ من رزق هنيءٍ واسع حلا‌لٍ، وزوجة صالحة، وولدٍ تقَرُّ به العين، وراحة، وعلمٍ نافع، وعمل صالح، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة.
وحسنة الآ‌خرة هي: السلا‌مة من العقوبات في القبر والموقف والنار، وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المُقيم، والقرب من الرب الرحيم.
لا تزال في رمضان بقية..
اعمل في الحفنة البسيطة الباقية كأنك ستعتق من النيران.
دقيقة واحدة في رمضان تعدل الكثير في غيره.
رأيت الإحسان حقًا في امرءٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب دون أن يعرف أخوه أنه يدعو له، لا تبادل لمصالح مادية ولا حتى قد أخبره أنه دعا له ليمتاز في قلبه عن غيره!
هو فقط حبٌ خالص لوجه الله، ظهر جليا في ساعة خلوة بين العبد وربه، لم تتدخل الدنيا بزينتها وماديتها ومنافعها فيه.
أخ يدعو لأخيه أن يصلح الله حاله وأن يوسع عليه رزقه وغيرها من الأسئلة التي تقر العين وتجبر الخاطر.
درجة من صفاء القلب ينعم الله بها على عباده الأتقياء؛ عبد يصفو من سخيمة القلوب وفساد النيّات، فاللهم اسلل سخيمة قلوبنا، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا واجمعنا على حبك.
لكن السودان لا بواكي له!
دثروا إخوانكم في السودان في دعائكم في تلك الليالي المباركة.
لا تغفلوا عنهم.
ينتهي رمضان والحمد لله الذي هيأنا وهذبنا ورزقنا طاعته، ويبدأ العيد أيضا في طاعة!
مفيش نقطة فاصلة ولا وقت استثنائي تريح فيه شوية ببعض الذنوب!
كن عبدا شكورا وارجُ لله وقارا وادع الله أن يثبتك على طاعته وحبه.
يا رب يا كريم!
الحمد لله على شعائر الإسلام التي تروينا وتبهج قلوبنا.
"الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده"
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون."
بضع دقائق اللي باقية في رمضان؛ مش هتتكرر إلا العام القادم!
اغتنمها كويس جدا وادع بما في قلبك ودثر إخوانك في دعائك.
من شيم المؤمن أن يستبشر الخير بقدوم العيد؛ أن يتناسى أحزانه وهمومه في خضم فرحة إخوانه، فيكون دافعا لهم وسباقا للخير وهم مثله.
فتتراحم القلوب وتطلق الوجوه بابتسامات لطيفة؛ مستبشرة بالخير والفضل من الكريم المنان.
كل عام وأنتم بخير.
لما بفتكر اللي ورايا بعد العيد؛ تلقائي أصاب بغم شديد وأفكار تقفز في رأسي فجأة عن كم الضغط اللي هشوفه.
لكن بستهدى بالله وأرجع أتفكر في تشريع العيد من رب العباد لعباده.
ربنا شرع لنا العيد علشان نخرج من حيز الدنيا دي تماما بضغوطها بأحزانها بهمومها ونسعد ونهنأ محسنين الظن به سبحانه.
تصل رحمك، تغدق على أهلك، تذكر ربك وتهذب نفسك وتفرح بشعيرة ربنا وتملأ قلبك بهجة.
من فرحتك دي ربنا ينظر إلى قلبك ويراك مستبشرا الخير ومحسنا به الظن، فسبحانه يدبر لك الأمر.
كده كده قبل العيد وبعده وكل يوم، لا حول ولا قوة لك إلا بالله!
مفيش خطوة تخطوها إلا بمعية الله وتوفيقه سبحانه.
فَأنت اخرج من حيز الدنيا المعتادة مؤقتا واستبشر الخير، وربك كريم.
مكر الله وكيده فوق كيد ومكر الماكرين.
ندعوه ونرجوه أن يرد كيد الكائدين في نحورهم ويخرج إخواننا من بين أيديهم سالمين غانمين.