خبز في شمال القطاع
اللهم اطعمهم واسقهم وآوهم واحفظهم وانصرهم

والله ليس أحبُّ إليّ من دبيب الحياة في شوارع إخواننا، وأن أرى جائعهم شابع وأحزانهم تتبدل رويدا للفرح وقلوبهم مطمئنة.

الكلام عن المقاطعة بيختفي تماما ظنا من الناس إن خلاص الكلام بقى مستهلك والناس بالفعل قاطعت وخلاص!
الناس بتنسى أكتر ما بتتنفس، محتاج اللي يفكرهم كل شوية بضرورة المقاطعة.
طبعا هم كبار والمفروض عارفين الصح من الغلط وكل نفس بما كسبت رهينة، لكنك بتتكلم علشان تنصر إخوانك ولو بأضعف الإيمان، كذلك إنت بتستقطب شريحة تانية ممكن متعرفش إيه اللي بيحصل وجاية متأخر فتنبههم وتعرفهم.
أما اللي تناسى وعاش حياته؛ فالله يهديه.
اعمل اللي عليك وذكر الناس، والسلام.

لا يزهد المرء في الوصال دفعة واحدة؛ قد رغب في من يحب في أشياء، ثم يُقابل بالصد في شيء تلو الآخر حتى يرغب عنه بالكليّة.

وإذا قلنا: أن فلانا يحب فلانا، رأيناه يفعل ما يثبت حبه ويتقي الله في محبوبه، لا أن يملأ المجالس ويصدح بحبه ثم يظهر في فعله عكس قوله!

لا يمكن الغوص في معاني ألم غيرك؛ أنت تستشفها وتستشعرها وتقارب ولا تسدد!
محاكاة تقربك للواقع الذي يعيشه غيرك، وفي تلك المحاكاة تهذيب لنفسك وتريث منك ألا تجور على غيرك وأن تعرف قدر الابتلاء وتحمد الله على نعمته.

كنت من نادي مبغضي الاندومي؛ إلا أنني اكتشفت أنها اكلة سريعة جدا تسد الرمق وخلاص، وأهي ماشية، والحمد لله.

الفترة اللي جاية فترة تمحيص شديدة جدا؛ وربما تدور الدائرة على الكل ونشهد حروبا حامية الوطيس في العالم برمته.
المهم؛ ألا تتعب فكرك بتحليل تلك الأحداث، لا يهمك إن كانت مسرحية أم لا، الأهم أن لا تنسى الدعاء لإخوانك المستضعفين؛ أن يخرجهم الله سالمين غانمين وأن ينصرهم ويثبت أقدامهم ولا نرى فيهم ما يسوؤهم أبدا.

العيش مع رفيق صالح يحمد معك رغد العيش ولا ينسى شكر نعمة الله عليه، ويربت على كتفك إذا اشتدت الدنيا وضاقت بك السبل؛ ودود طلق المحيا في وجهه سماحة؛ يسرك متى نظرت إليه ويفتح أمامك الأبواب الموصدة بكلمة لطيفة واحدة!
رفيق يقال عنه؛ ليّن، تلك والله من نِعَم الله العظيمة أن ينعمها على عبد من عباده؛ يقضي بها العبد أميالا في الدنيا غير مثقل ولا فاتر.

أفتر من كثرة الكلام.
وإنني متى رأيت كثير كلام وإن كان في موضعه، وإن كان ودودا محببا إلى النفس، أزيح نفسي عنه وأكتفي باللقاءات الخفيفة والسلامات التي لا يُقطع بها ود.
المرء منا يجب أن يكون خفيفا، فالكلام الكثير يزل به صاحبه ويقع به فيما يعاب.

الفيس بقى ممل أكثر من انتظار صاحبي ساعة طويلة في نهار الصيف!
الواحد بيفكر يهجره تماما والله.

لو كان الأمر بيدي لاعتزلت الدنيا برمتها إلا قلة قليلة ألوذ بهم من وحشتي وقلقي!
لكن لا مناص من مخالطة الناس، كأنني أغلبهم ويغلبونني في اليوم ألف مرة.
وعزلتي ليست عن ضعف فيّ! ولكنه حق النفس عليّ أن أحفظها وأصونها.
وما رأيت في كثرة المخالطة إلا ضياع نفسي ونسيانها، وعزلتي واجبة لتهذيبها وترتيبها.

يصمت من تعبه؛ لا من قلة الكلام.

الإنسان لا تنقضي له راحة؛ كأنه يدور في فلك مستمر عن الشقاء والتعب.
فإذا ما استنشق بعض الطمأنينة، لا تلبث أن تنقضي من صدره بقلق محتوم يغشاه؛ يجعله مترقبا متوجسا كأنه في حرب وعدوه فوق رأسه..
فإن كان الله في قلبه؛ ذهب عنه كل ما فيه، واسترسل يبحث عن هدايته وطيب خاطره، ليس من الدنيا، وإنما من هو مالك الدنيا والقاهر فوق عباده.
عزاؤه في ذلك أن الله يعلم ما في قلبه، يعلم سره ونجواه، يعلم تعبه وكم يستخلص من ذلك التعب من وقت يدعو فيه ربه أن ينجيه من الكرب والغم.
عظّم أمر ربه في قلبه فهان عليه كل شيء وصغر في عينيه، بات يرى الدنيا بتعبها ومشقتها صغيرة.
لكنه إنسان له قلب ضئيل؛ تارة تغلبه الدنيا وتارة يغلبها، وهو بين ذلك كله يرجو عفو ربه والسلامة من كل شر.

والمرأة أبدا لا تستحسن الرجل الذي يطاوعها في كل أمرها؛ وإن كانت جبلت على حب كلمة (نعم)، تظل أسيرة الحكمة والقرار الصائب في رجلها وإن أبدت اعتراضا.
مع الوقت؛ ترى الرؤية كاملة بعقل واسع واع مدرك، لا ببصيرة لحظية قاصرة.

اللي عامل الايموشن ده 🤔 على المنشور الأخير؛ عارفك وهجيبك.

دايما كنت بفكر اللي بيعمل حادثة بعربيته - حفظكم الله - كان بيبقى فيه تمهيد ولا لا قبلها!
لحد ما وقعت في موقف النهاردة، من حيث لا أدري والله مرة واحدة العربية امتلأت مياه بسبب المطر لأننا كنا فاتحين الزجاج الجانبي، والزجاج الأمامي اتغرق ومبقناش شايفين أي شيء في الطريق تماما، لولا ستر ربنا إن الطريق كان فاضي كان زماننا دلوقتي في خبر كان!
لحظة واحدة اتبدل الهدوء اللي كنا فيه إلى فوضى عارمة، والله في لحظة.
سبحان الله على معيته وحفظه لعباده، ويمكن اللي حصل ده بسبب مداومتي على أذكار الصباح والمساء وآخذ بالأسباب على قد ما أقدر متوكلا على ربي.
وأنتوا خارجين من بيوتكم استحضروا التوكل على الله ورددوا أذكاركم بعناية وتدبر وادعوا الله أن يحفظكم من سوء المنقلب في المال والأهل.
الحمد لله رب العالمين.

في قلبي شيء يريد؛ لكن ليس كل ما يريده القلب مباح.

غزة..
السودان..
سوريا..
المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها؛ إخوانكم.
لا تغفلوا عنهم، ضعوا أنفسكم في حفنة مما هم فيه، وتخيلوا البؤس والشقاء والتعب والكد.
إخوانكم في ابتلاء عظيم، فإن غفلتم عنهم، هلكتم، ولن يضرهم غفلتكم.
الله الله في إخوانكم، لا تغفلوا عنهم.

وإن العبد الذي لا ينظر أبدا لما في يد غيره من النعمة؛ قناعة منّ الله عليه بها واستحسان ما في يده واستحضار لطف الله عليه، هو الذي لا يستأنس من الدنيا كلها إلا الراحة ويرجوها؛ أن يرزقه الله بعبادٍ يسهلون عليه الرحلة، سلسين هينين، لا يحملون ضغينة ولا يظنون ظن السوء.
تلك الخفة المرادة أن تمر بها الأيام، غير مستسلم ولا كسول، لكنه قلب هاديء يريد أن تجري به الأيام سلسة هنيّة.
فإن غلبه الناس بشيء من القهر والاستعلاء، اعتزلهم؛ قانع غير قانط، يهرب من أذاهم بصمت مطبق وتعامل ظاهري نادر، لا يبادر بحديث ولا يخرج من فمه كَلِم.
فَعلى قدر بساطته يعظم داخله شيئان متضادان متنافران، حسن الظن بالناس والعزلة.
أيهما أرجى وأقرب يرنو إليه دون تردد.