ثُمَّ الْسُّنَّةَ، فَإِنَّهَا شَقِيقَةُ الْقُرْآنُ 🌸
229 subscribers
133 photos
96 videos
1 file
56 links
ثُمَّ الْسُّنَّةَ، فَإِنَّهَا شَقِيقَةُ الْقُرْآنُ 🌸

الداء و الدواء[١٩/٢٤٦]✍🏻
Download Telegram
ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبی، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد.

📚 #الفوائد صـ ٩٦ | ابن القيم.
مصدر ما في العبد من الخير والشر والصفات الممدوحة والمذمومة من صفة المعطي المانع؛ فهو سبحانه يصرف عباده بین مقتضى هذين الاسمين؛ فحظ العبد الصادق من عبوديه بهما الشكر عند العطاء، والافتقار عند المنع؛ فهو سبحانه يعطيه ليشگره، ويمنعه ليفتقر إليه، فلا يزال شكورا فقيرا.

📚 #الفوائد صـ ١١٤ | ابن القيم.
أصول المعاصي كلها ـ كبارها وصغارهاـ ثلاثة: تعلق القلب بغير الله، وطاعة القوة الغضبية، والقوة الشهوانية.

وهي: الشرك، والظلم، والفواحش.

فغاية التعلق بغير الله: الشرك وأن يدعى معه إله آخر، وغاية طاعة القوة الغضبية: القتل، وغاية طاعة القوة الشهوانية: الزنى.

ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله: (والذين لا يدعون مع الله إلهاءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) [الفرقان: ٦٨].

📚 #الفوائد صـ١١٦، ١١٧ | ابن القيم.
🏷 هجر القرآن أنواع:

▪️أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.

▪️والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به.

▪️والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأنّ أدلته لفظية لا تحصل العلم.

▪️والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.

▪️والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها؛ فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله: (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا) [الفرقان: ٣٠]، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض.

📚 #الفوائد صـ ١١٨ | ابن القيم.
[فائدة جليلة]

إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده؛ تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته.

وإن أصبح وأمسى والدنيا همه؛ حمله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم؛ فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره؛ كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضالعه في نفع غيره.

📚 #الفوائد صـ ١٢١ | ابن القيم.
🏷 قاعدة.

التوكل على الله نوعان:

أحدهما: توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.

والثاني: التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.

وبين النوعين من الفضل مالا يحصيه إلا الله، فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية. ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضا، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل عليه فيما يحبه ويرضاه.

فأعظم التوكل عليه: التوكل في الهداية، وتجريد التوحيد، ومتابعة الرسول، وجهاد أهل الباطل؛ فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم.

📚 #الفوائد صـ ١٢٤، ١٢٥ | ابن القيم.
وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده: فلا يضره مباشرة الأسباب؛ مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها، كما لا ينفعه قوله: توكلت على الله؛ مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به فتوكل اللسان شيء، وتوكل القلب شيء؛ كما أن توبة اللسان مع إصرار القلب شيء، وتوبة القلب وإن لم ينطق اللسان شيء.

فقول العبد: توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله: تبت إلى الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها.

📚 #الفوائد صـ ١٢٦ | ابن القيم.
قال الله تعالى: ( يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) [الأنفال: ٢٤] .

فتضمنت هذه الآية أمورا:

أحدها: أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة الله ورسوله؛ فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له، وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات.

فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب الله والرسول ظاهرا وباطنا؛ فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان.

ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول؛ فإنّ كل ما دعا إليه ففيه الحياة؛ فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة، وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

📚 #الفوائد صـ ١٢٧، ١٢٨ | ابن القيم.
والمقصود قوله: «عدل فيّ قضاؤك»، وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده؛ من عقوبة، أو ألم، وسبب ذلك؛ فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن؛ كما قال ﷺ: «والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء؛ إلا كان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن».

قال العلامة ابن القيم: فسألت شيخنا: هل يدخل في ذلك قضاء الذنب؟ فقال: نعم بشرطه.

فأجمل في لفظة (بشرطه) ما يترتب على الذنب من الآثار المحبوبة الله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذل والبكاء وغير ذلك.

📚 #الفوائد صـ ١٣٥، ١٣٦ | ابن القيم.
🏷 فائدة

لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا.

ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:

نظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخسّتها، وألم المزاحمة عليها والحرص عليها، وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد، وآخر ذلك الزوال والانقطاع، مع ما يعقب من الحسرة والأسف؛ فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها، وهم في حال الظفر بها، وغم وحزن بعد فواتها. فهذا أحد النظرين.

النظر الثاني في الآخرة، وإقبالها ومجيئها ولابد، ودوامها وبقائها، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات، والتفاوت الذي بينه وبين ما هاهنا؛ فهي كما قال الله سبحانه: (والأخرة خير وأبقى) [الأعلى: ۱۷]؛ فهي خيرات كاملة دائمة، وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.

فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره، وزهد فيما يقتضي الزهد فيه.

📚 #الفوائد صـ ١٣٦، ١٣٧ | ابن القيم.
أساس كل خير أن تعلم أن ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه، فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.

وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده. وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين: نفسك.

فإذا كان كل خير فأصله التوفيق ، وهو بيد الله لا بيد العبد؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه ؛ فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه.

📚 #الفوائد صـ ١٤١ | ابن القيم.