ثُمَّ الْسُّنَّةَ، فَإِنَّهَا شَقِيقَةُ الْقُرْآنُ 🌸
231 subscribers
130 photos
96 videos
1 file
56 links
ثُمَّ الْسُّنَّةَ، فَإِنَّهَا شَقِيقَةُ الْقُرْآنُ 🌸

الداء و الدواء[١٩/٢٤٦]✍🏻
Download Telegram
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه.

وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته؛ فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك.

فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به، وهو العليم الحكيم، وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.

وملاك ذلك الصبر؛ فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.

📚 #الفوائد صـ ١٤١، ١٤٢ | ابن القيم.
الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا.

📚 #الفوائد صـ ١٤٣
من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.

📚 #الفوائد صـ ١٤٣
لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة.

📚 #الفوائد صـ ١٤٣
وإذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبيه، واستخلصه لعبادته، فشغل همه به، ولسانه بذكره، وجوارحه خدمته.

📚 #الفوائد صـ ١٤٣
من اشتغل بالله عن نفسه كفاه الله مؤونة نفسه، ومن اشتغل بالله عن الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن اشتغل بنفسه عن الله وكله الله إلى نفسه، ومن اشتغل بالناس عن الله وكله الله إليهم.

📚 #الفوائد صـ ١٥٦
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، فأما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله؛ فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة؛ ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة.

قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده.

وقولهم: «من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه» حق، والعوض أنواع مختلفة، وأجل ما يعوض به: الأنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب به، وقوته، ونشاطه، وفرحه، ورضاه عن ربه تعالى.

📚 #الفوائد صـ ١٥٦، ١٥٧
علامة صحة الإرادة: أن يكون هم المريد رضى ربه، واستعداده للقائه، وحزنه على وقت مر في غير مرضاته، وأسفه على قربه والأنس به. وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١٧٠)
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العز والرفعة؛ فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه؛ تنال بذلك غاية العز والرفعة.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١٧٠)
وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره، شاكر لمن شكره؛ فذكره سبب لذكره، وشكره سبب لزيادته من فضله.

فالذكر للقلب واللسان
والشكر للقلب محبة وإنابة، وللسان ثناء وحمدا، وللجوارح طاعة وخدمة.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١٨٧، ١٨٨)
في قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد:
فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه؛ لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب؛ فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١٩٨، ١٩٩).
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة؛ فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب؛ فإنه لا قلب لك.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١١٨).
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت.

فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة؛ فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؛ سهل عليك الإخلاص.

فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟

قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه؛ لا يملكها غيره، ولا يؤتي العبد منها شيئا سواه.

وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده؛ كما قال ذلك الأعرابي للنبي ﷺ: إن مدحي زين وذمي شين. فقال: «ذلك الله عز وجل»؛ فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه.

ولن تقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين؛ فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١١٩، ١٢٠).
وكذلك الكرامات امتحان وابتلاء كالملك والسلطان والمال؛ قال تعالى عن نبيه سليمان لما رأى عرش بلقيس عنده: (هذا من فضل ربى ليبلوني ءأشكر أم أكفر) [النمل: ٤٠]

فالنعم ابتلاء من الله وامتحان يظهر به شكر الشكور وكفر الكفور؛ كما أن المحن بلوى منه سبحانه؛ فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب.

📚 #الفوائد لابن القيم (صـ ١٢٨).