#من_أنا ؟
هذا السؤال المحير وأسئلة أُخرى تنطوي في ثناياه وتندرج تحت ظلّه لطالما راودتني ؛
و الإنسان كائن مجيبٌ ، باحث عن أجوبة ترضي عقله أو نفسه وهواه ، ولهذا تراني أبحث بين الحادثات والماضيات عن جواب أسقي به رمقي وأشفي به حَيرة قلبي ،
في البدايات و بأسلوب تفكير مسطّح - بسيط - اعتقدت بوجود جواب أوحد لهذا السؤال ، فالأجوبة البسيطة الحاسمة غالبا ما تنفع في إقناع العامة ، وأنني عندما ارتقي له سأقفز فرحا كالمجنون وجدتها وجدتها .....
لكن الأمر لم يكن كذلك... و لم يجدِ هذا التفكير نفعا بل لمزيد من البحث والحيرة دفعني .
وأما الآن بت موقناً بوجود عِدّة عديدة من الأجوبة التي باجتماعها معا لربما تغطي جانبا أو كثر من هذا السؤال الوجودي الضخم ،
سأبث تحت هذا العنوان - من أنا ؟ - عدة أمور جمعتها من شتات أجوبتي لنفسي ، لا أقطع بحسمها وقطعيتها بل لدقة التعبير لا أقول أنها ستجيب على الجوانب التي تبحث عنها أنت ! لكنها إن لم تكن كافية لعلها تعطيك منهجا ، فكرا أو حتى معلومة عن الأمور التي بحثت عنها .


#لا_تحزن

#فقرة_يوم_السبت 🌿🤍
الجزء الثاني

#من_أنا
هدفٌ أبديٌ .
هناك الملايين من الطرق التي يمكن السير بها ؛ وكل طريقٍ سيأخذك لمكان مختلف
لكنّ السؤال أنّك أنتَ...! أين تريدُ الذهاب ؟
سأحاولُ -معكَ- البحث عن إجابةٍ .
تخيلْ أنك الآن عجوزٌ يرقدُ على فراشِ الموت ، لديكَ عِدةُ أنفاسٍ بقيت ثمَّ تُغادرُ لينقَطِعَ عملُكَ دون أثرِكَ من هذه الحياة الدنيا .
تنظر إلى ماضيكَ ، تدركُ - بكلّ رِضىً- أنّ حياتَك لم تكن مثاليةً إلا أنّك كنت تعيشُ جيدا ، تشعر بالفخرِ من نفسك ومن أسرتِك التي نمت نباتا طيبا في ظلّك ، تشعر بالفخرِ من الخيارات التي آثرتها والرحمةِ والمودةِ التي نَشرتَها ، تشعر بالرضى لأنّك ستلحَقُ من تُوفّيَ من أهلكَ راضٍ عنكَ وتشعرُ آخراً أنّك إنْ مِتّ الآن سيكُنْ هذا على ما يرام....!
حسنا لنعد للحاضر ،
ما هي الأمور التي تريد القيامَ بها حتى إذا وافتكَ المنية الآن لم تندمْ على قرارٍ اتخذتَهُ أو طريقٍ سرتَ فيهِ ؟
هل من المعقولِ أنْ تغادرَ الرحلة دونَ أقدسِ هدفِ لك منها دونَ أن تعلَم لماذا خُلقتَ وما الغايةُ من وجودكَ ؟

#لا_تحزن

#فقرة_يوم_السبت 🌿🤍
الجزء الثالث

من أنا ؟
هدفٌ واضح
هل يستوي الأعمى والبصير ؟
-مثلُ الأعمى كالذي يسير في صحراءِ الحياة يقتفي السّرابَ ،
ثمّ لا يزيدُه الوصولُ بعدَ عناءِ سيرٍ طويلٍ سِوى مزيداَ من الظَّمأ والخيبة ثمّ مصيره الحتميّ إلى زوالٍ ...

تخيّل معي مباراةً لكرةِ القدمِ بعدَ أن أزَلنا الشِّباك والعوارضَ الحديدية ... كيف حالُ اللاعبين بعدَ إذٍ ؟

تمهل عليَّ آتيك بمثالٍ آخر ، تخيّل معي عمّالَ مجتهدين مثابرينَ يشقّونَ طريقا في أكثفِ الغابات شجرا وأخيَرِها نباتاَ لا يكلّون من صعوباتِ العمل ؛ لكن مهلا !؟... ما فائدة الطريق -إذا لم يحقّقِ المخططَ الموضوعَ والوِجهةَ المحددةَ- إذا هُمِ انحرفوا فضلُّوا ، بلْ تخيّل معي حالَ من فتنَهُ اجتهادُهم فسارَ على نهجِهم علّه يصلْ لكنْ كيف السبيلُ لمن ضَلّه .

-ومثل البصير كالذي يسير في نفقٍ مظلمٍ في نهايته نورٌ ؛
كلما زادَ إشتياقة كلما تسارعت خطواته في نهارهِ حتّى أنه أحيانا يدلِجُ ليله ، طريقهُ ربما يكون صعبا وشاقا لكنّه ومعَ وضوحُ الوِجهة فهو أقدرُ على ترتيبِ أولوياتِه .....أقدُر على عبئِ حياته ... ، وهو على تلكَ الحالِ حتّى تَتحققَ لهُ العُقبى السّارة ببلوغِ النور الذي هوَ بدايةُ حياتهِ الجديدة .


#لا_تحزن

#فقرة_يوم_السبت 🍀🤍
الجزء الرّابع

#من_أنا ؟

فِطرة و رحمة .
إلى كل محاربٍ يحمي عن كلّ شائبة قلبهُ بأسوارٍ عالية حجارُها العِلم وإسمنتها الإخلاص ؛ إلى كلّ كائنٍ سماويٍّ بأملهِ وعزمهِ ، إليكَ هذه الكلمات .

جائني يشكو قلبه - ما أغلى قلبه - بعد أن كان الجواب بعد حديث دار وبالعاميّة " أنت بعييد عن الله " ، ما زادهُ تمنّعها إلا رغبةَ بها فهو بمشاعره صادق و من اختياره واثق ، وليست صفحة يطويها في قاموس الخِبرة قُبحا وتُعسا لمن يُقَلّب صفحاتِه ،

أي أُُخَيَّ إني آنست نارا - على ضعفي وقلّة حيلتي وقلّة صبري على أمرٍ أهمّكَ وأهمَّني - لعلي آتيكَ منها بقبسٍ ينيرُ فؤادَك بينَ ظلماتِ امتحانك ،

منذ صيحاتِك الأولى على هذا الحياة طُوّقت بأغلالٍ لا قُفلَ لها فتُفتح بل إنّك حُمِّلت أوزارَ من سبَقكَ ومن سبقهم ممّن زُيّن لهم كسبُ الدُّنيا ورغَدُها فبدّلوا وغيرُوا تعظيما للكسبِ ورغبةً بالكمالِ ، لكنَّكَ أُخَيّ لستَ ممَّن ينسلِخُ فنُناقشَ الخياراتِ الأُخرى ، لكنّك تحمِلُ الحقَّ ، خُوفُك عليه يمنَعُكَ من التخلّي عنهُ أو عن بعضهِ رغبةً في الوصول .

إنّما شُرِع الوصال ليطفِء نارا مُضرَمة ما أُضرمت إلا رحمة لقلوبنا فبإطفائها على وجه مخصوصٍ تخبو النّار التي تأكل ويبقى القنديلُ الذي يُنير ،

لكنّها - الآن - ما أُضرِمت أيضاً إلا بذنوبٍ إقترفتها.. إلا بنظرات إسترقتها ، لا يزيدُك اضطرامُها سوى لوعةً وحزناً لوصالٍ قُطوفه دانيّة لكنّها إن لم تحلَّلْ خبيثة .

بادئَ ذي بدءٍ ، لعلّ غِشاوةَ على بصيرتَك ، راجع نفسَك بالأمر حينا وتجاهلهُ حينا آخر ، لا تنتظرْ في مواقفِ الحياةِ كثيرا فتفوتَكَ الرِحلةُ التَّالية .


لا سبيلَ للوصال الحاليّ - أُخبِرُه - فهلا نزَعتَ عنك أهواءَ نفسِكَ وتمنّياتها وكتمتَ في فؤادكَ حبَّه العذريّ التّليدَ المجيدَ
هلا اجتنبتَه في كُلّ فئةٍ محاضرةٍ و مناسبَةٍ حتّى أن تصفو رؤيتُكَ ، لا تقلقْ أُخَيَّ فممّا قيْلَ في الحبّ الصّادق لا تخبو نارُه ولا سبيلَ لقطعِ وصاله ، ممّا قيلَ أيضا أنّ تمَنُّع الراغبِ يأبى أن يُفهمَ إلا حُبّا ومودة .

أي أُخيّ لا نَنْسى وكيف نَنْسى ! بل أقولُ ، كيف الشمسُ بلا نورٍ ! ، كيف الربيع بلا زهورٍ ! كيف الزهورُ بلا عطور ! ثمّ بعدَ إدراكِك استحالة اللاحق أُخبركَ باستحالةِ السّابق وثمَّ
قلْ لي كيفَ ننسى ! انظر حالَ من أبَت مشاعِرُ قلبهِ الذبولَ حتى بعدَ استحالة الوصولِ :
أسيئي بنا أو أحسني لا ....ملومةً لدينا ولا مقليّةً إن تقلّتِ
هنيئا مريئا غيرَ داءٍ مُخامرٍ ... لعزّة من أعراضِنا ما استحلتِ .

لكنّها صبرٌ ومصابرةٌ وأخذٌ بِكُلّ سببٍ مستطاعٍ لتبني نفسَك وتُعِدّ عُدّتَك ثمّ عليكَ بسهمٍ كاد وأدنى أن يصيبَ هو الدعاء هو حبلُك الممدود للسماء ....

ثمّ لعلّ غيمةً - مقسومةً منذُ الأزَلِ لك - تسقي صحراءَ عُمرِكَ فتَشدو طيورُ قلبكَ ويُنارُ قنديلُ عُمُرك وتتوكّأ على ضِلعكَ
تُحَدّثُ نفسك ...
ما وُعِدنا إلا خيرا ... ما وُعِدنا إلا خيرا .

فـ #لا_تحزن

#من_أنا

الجزء الأوّل:
https://t.me/sarakhesmed/343

الجزء الثّاني:
https://t.me/sarakhesmed/349

الجزء الثّالث:
https://t.me/sarakhesmed/382

الجزء الرّابع:
https://t.me/sarakhesmed/408

#لا_تحزن

جزء من الزبدة🌿

#فقرة_يوم_السبت

كل #هاشتاغ لكاتب مختلف جداً كما هو واضح (أو غير واضح لا أدري ولكن بالنسبة لي واضح)

#سرخس_صغير ....عاجز عن الاختصار🌨🌿

#صديقك_الذي_يحب_أن_يكتب_من_أجلك

#سرخسة_تحاول_أن_تصنع_أثرا

#لا_تحزن

#برعم_يشق_طريقه_بين_الصخور

#مقتطف_من_رحلة_طالب_طب_عابر_للقارات

(الترتيب ليس عشوائي بل بحكم الواسطة ...وشكراً 🌱)

شاركونا في التعليقات: عن خاطرة مميزة بالنسبة لكم