وذكّر 😍💪💗
380 subscribers
2.25K photos
671 videos
109 files
1.08K links
رابط القناة: https://t.me/joinchat/TllC_jXltzQQ52h4


بوت التواصل: @Wazer44_bot
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وأربعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#رد_فعل_الصحابة_بعد_موت_رسول_الله

وقفنا المرة إللي فاتت عند موت رسول الله ﷺ، تقول السيدة عائشة:
"مات رسولُ الله ﷺ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا،
فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قُبِضَ وهو في حِجْرِي، ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي"
يعني بتقول إن رسول الله ﷺ مات وهو على صدرها وفي يومها وفي بيتها الذي لم تظلم فيه أحد،
وبعدين وضعت رأس رسول الله ﷺ على مخدة وقامت تندب وتبكي وتلطم وجهها مع بعض النساء كانوا عندها،
وطبعا الفعل ده محرم ولكن هي مكنتش تعرف إنه حرام ولا بعض الصحابيات إللي كانوا معاها يعرفوا بحرمانية إللي عملوه،
والدليل على كده إنها نَسبت فعلها للسّفه إللي هو الجهل، وكمان صغر السن،
لأن السيدة عائشة كان عمرها ثمانية عشرة عام لما مات رسول الله ﷺ، وكان عمر رسول الله ﷺ لما مات ثلاثة وستين عام،
وواضح من كلامها إنها تابت عن الفعل ده،
السيدة فاطمة لما مات رسول الله ﷺ قالت:
يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ! يَا أَبَتَاهُ، إِلَى جبْرِيلَ نَنْعَاهُ!

☆ملحوظة:
الكلام إللي السيدة فاطمة قالته ده مش من النياحة؛ لأن النياحة هي رفع الصوت بالبكاء، والسيدة فاطمة معملتش كده،
ويجوز مخاطبة الميت إذا كان الكلام فيه، يعني مثلا نقول للميت:
نرجو لك الخير عند الله، نرجو أن تكون من عباد الله الصالحين، أو لطالما كنت واصلاً للرحم، عاطفاً على الفقراء، متقرباً إلى الله، قواماً لليل، صواماً للنهار، وهكذا،
أما إن الواحد يعرض مشاكله على الميت أو مشاكل الأمة مثلا فده غير جائز،
يعني يقول:
يا فلان نزلت بنا شدائد، ونزلت بنا كروب بعدك، ونزلت بنا مصائب، ونزلت بنا أمراض، ومات فلان، وتفرقت الأسرة و....و....كل ده لا يجوز.

بدأ انتشار الخبر إن رسول الله ﷺ مات، فحصل اضطراب شديد في المدينة،
وانقسم الصحابة بين مذهول وقف تفكيره، وبين إللي قعد في الأرض ومش قادر يقوم من شدة هَوْل الخبر،
وبين إللي أنكر الخبر أصلا ولم يصدقه،
فتنة وابتلاء عظيم، رسول الله ﷺ مات؟!
إزاي يعني هنقدر نعيش من غيره؟
هنصلي ورا مين؟
مين إللي هينصحنا؟
مين إللي هيعلمنا ويربينا؟
مين إللي هيتبسم في وجوهنا ويرفق بنا ويأخذ بأيدينا؟
الواحد فيهم مكنش بيصبر على فراقه، كان مجرد ما يروح بيته إلا ويُسرع بالرجوع للمسجد عشان يشوفه،
طيب دلوقتي هيشوفوه تاني إزاي؟
الجذع حن لرسول الله ﷺ لما فارقه عشان يخطب من فوق المنبر لدرجة إن الصحابة سمعوا أنين الجذع،
فإذا كان الجذع عمل كده ورسول الله ﷺ فارقه إلى منبر بعيد عنه خطوات معدودة فكيف بفراق لا رجعة فيه إلى يوم القيامة؟
الموضوع كان مؤلم جدا على الصحابة، مهما حاولنا نوصف ألمهم مش هنقدر نعبر عنه،
يعني احنا مجرد ما نسمع وفاة رسول الله ﷺ من غير ما نشوفه ونعيش معاه بنتأثر وبنتألم، فما بالكم بألمهم وهم إللي كانوا معاه على طول ولا يفارقوه😞
الناس اجتمعوا في المسجد بيتكلموا وفي اضطراب حاصل، فوقف عمر بن الخطاب وفي إيده السيف وهو بيقول:
"إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ،
لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات،
ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ،
يزعمون أنه مات،
لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا"
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيقول الكلام ده وهو معتقده يقينا ومعندوش أدنى شك في كده،
يعني بيقول إن رسول الله ﷺ لم يمت فعلا،
وإنه ذهب للقاء الله زي موسى عليه السلام لما ذهب للقاء الله وغاب عن بني إسرائيل أربعين ليلة،
فأي حد هيقول إنه مات يبقى كده بيعمل فتنة بين المسلمين، وإنه مش هيسكت لأي حد يعمل الفتنة دي وهيضربه بسيفه،
ورسول الله ﷺ لما يرجع هيقطع أيدي وأرجل الناس إللي ادعت إنه مات وحاولت تعمل فتنة،
فالناس سكتوا لأنهم مكنوش عارفين يعملوا إيه لأن مكنش في نبي قبل رسول الله ﷺ،
رسول الله ﷺ لما كان بيوصف الصحابة كان بيقول عن عمر رضي الله عنه:
"وأشدهم في أمر الله عمر"
يعني كان هو أقواهُمْ في دِينِ اللهِ والحَقِّ، فتخيلوا إن ده أثر المصيبة على أشد الصحابة، فما بالكم باللي أقل منه،
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله ﷺ بيلخّص لنا حال المدينة لما مات رسول الله ﷺ في كلمتين بيقول:
"لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ"
وقال:
"شَهِدْتُهُ يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ ولا أضوَأَ من يومٍ دخلَ علينا فيهِ رسولُ اللَّهِ ﷺ،
وشَهِدْتُهُ يومَ موتِهِ ، فما كانَ أقبحَ ، ول
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وخمسة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الفتن_بعد_موت_رسول_الله

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن رد فعل الصحابة على موت رسول الله ﷺ وقلنا إن مش دي الفتنة الوحيدة إللي الصحابة تعرضوا لها،
رسول الله ﷺ كان بيقول لهم:
"النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي،
فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ"
يعني النجوم، طول ما هي موجودة في السماء فده معناه استمرار وجود السماء،
أول ما النجوم تسقط من السماء يوم القيامة ستضعف السماء وتنشق وينتهي وجود السماء إللي احنا عارفينها؛
لأن ربنا قال:
"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ"
فكأن النجوم زي الحرّاس كده بتحرس السماء، أول ما الحارس يمشي من مكان حراسته بتحصل الأمور إللي كان مانعها وجود الحارس،
سواء بقى سرقة أو هجوم على المكان أو ...أو...
فرسول الله ﷺ هو حارس لأصحابه مِنَ الفِتَنِ والحروبِ وارتدادِ مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الأعرابِ واختلافِ القلوبِ وغيرها من الأمور إللي رسول الله ﷺ حذرهم منها،
فلما يموت رسول الله ﷺ هتبدأ الفتن والحروب،
والصحابة هم حراس الأمة،
إذا ذهبوا يعني ماتوا دخلت البِدعِ والحوادثِ والفِتَنِ في الدِّينِ على الأمة، وده حصل فعلا في الأجيال إللي كانت بعد الصحابة، واحنا شايفين ده حاصل فعلا في زمننا احنا على الأقل😞
فوجود رسول الله ﷺ كان أمان للصحابة، لكن رسول الله ﷺ مات دلوقتي فبدأت أول فتنة وهي:
◇فتنة انقطاع الوحي:
جبريل عليه السلام لن ينزل على بشر إلى يوم القيامة؛ رسول الله ﷺ هو خاتم الأنبياء،
ولا شك أن البشر هيقعوا كثيرا في الخطأ وهيحتاجوا إلى تقويم وإصلاح، فمين إللي هيعمل التقويم ده؟
لازم هم إللي يصلحوا الأخطاء بتاعتهم، فلاشك إن الفترة دي بعد موت رسول الله ﷺ كانت عِبئ ثقيل على نفوس الصحابة، وعندهم قلق شديد من إنهم يفشلوا في حل أمورهم دون وحي،
مع إن المنهج الإسلامي المتكامل جعل لهم أساسيات يمشوا عليها عشان يكملوا مسيرة الحياة إلى يوم القيامة بدون رسل ولا أنبياء ولا وحي،
وأكيد طبعا هيختلفوا، لكن المشكلة هتكون مين إللي هيكون على صواب؟ ومين إللي هيكون على خطأ؟
مين إللي اجتهاده صح؟
طبيعي إن طوائف من المؤمنين تُخطئ وهي تظن أنها على صواب كطبيعة البشر،
ده لسه كانوا مختلفين قبل موت رسول الله ﷺ بأيام لما طلب منهم إنهم يأتوه بكتاب يكتبه لهم،
والوحي كان بيفصِل في الأمور دي وينهيها، لكن الآن انقطع الوحي،
هيعملوا إيه بقى في الأحداث الجاية المُستجدة وإللي لم يواجهوا زيها قبل كده؟
والرجل في زمن رسول الله ﷺ كان يسير على الأرض، وهو يعلم أنه من أهل الجنة،
وبيبقى عنده يقين بكده إذا بشره رسول الله ﷺ،
زي ما رسول الله ﷺ أخبر بلال وأبو بكر وعمر وغيرهم إنهم من أهل الجنة،
لكن دلوقتي بعد ما انقطع الوحي فلا أحد يدري أهو من أهل الجنة أم من أهل النار،
رسول الله ﷺ كان يُخبرهم عن كثير من أمور الغيب بالوحي، فبشرهم بنصر بدر، وبشرهم بالفتح، وبشرهم بفتح الشام وفارس واليمن،
وكان يُخبرهم عن إللي هيحصل في المستقبل إلى يوم القيامة، لكن دلوقتي بعد انقطاع الوحي أغلب باب المستقبل لا نعرف منه إلا ما أنبأنا به رسول الله ﷺ قبل ما يموت،
لكن كم من الأمور ستحدث كنا نتمنى أن نعرف عاقبتها،
هل يا ترى سنفوز أم سنخسر، وأحداث العالم نتيجتها هتكون إيه في النهاية،
أيوة رسول الله ﷺ ترك لنا منهج واضح من قرآن وسنة نستقرئ به سنن الله في الأرض، ونستنبط به النتائج قبل ما تحصل،
لكن منعرفش الأمور على وجه اليقين زي ما كان رسول الله ﷺ موجود،
يعني مثلا ربنا كان أنزل:
"غُلِبَتِ الرُّومُ ۩ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ۩ فِي بِضْعِ سِنِينَ"
فالوحي كان حدد بالضبط بعد كم سنة الروم هتغلب الفرس، فاحنا مثلا في عصرنا دلوقتي المسلمين مستضعفين في كل مكان،
حد يقدر يقول خلال مثلا كذا سنة المسلمين هينتصروا ويسودوا الدنيا؟
لأ محدش يقدر، أيوة المسلمين فعلا هيحكموا الأرض في زمن من الأزمنة لكن منعرفش امتى بالضبط،
فالشاهد من الكلام إن احنا نقدر نعرف الكثير من الأمور على وجه الظن لا على وجه اليقين،
ويقين الوحي غير موجود حتى تنتهي حياة الأرض وتقوم القيامة👌

والكلام ده هياخدنا للفتنة الثانية إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ وهي:
◇مين إللي هيحكم المسلمين بعد رسول الله ﷺ؟
الوحي منقطع دلوقتي، هنختار خليفة وحاكم للمسلمين إزاي ومفيش وحي يوجهنا؟
طيب نفرض إن اختيارنا كان غلط هنعرف إزاي؟
فهم هنا لازم يجتهدوا ويجمعوا نصوص الوحي جنب بعضها عشان يقدروا يطلعوا بقرار سليم،
والفتنة دي خطيرة عليهم مش بس لأن في احتمال التنازع على السلطة زي ما بيحصل في بلدان العالم المختلفة إذ
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وستة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#اجتماع_الأنصار_في_سقيفة_بني_ساعدة

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن الفتن إللي واجهت الصحابة بعد موت رسول الله ﷺ،
والمدينة كانت في حالة حزن شديد وقلق واضطراب، زي كده لما يكون في سفينة ماشية في بحر عاصف والأمواج تقذفها من هنا لهنا وفجأة يموت قبطان السفينة،
في الموقف الرهيب ده الناس إللي على السفينة هتنجوا إزاي؟
فالحل الوحيد والسريع للنجاة إننا نشوف قبطان تاني عشان يقدر يقود السفينة عشان السفينة متغرقش،
فكذلك الوضع بالنسبة للمدينة، عايزين نختار قائد بسرعة عشان يقدر يجمع كلمة المسلمين ويقدر ياخد قرارات عشان نواجه بيها الفتن المختلفة،
وخصوصا إن رسول الله ﷺ كان قال لهم قبل كده:
"إذا خرجَ ثلاثةٌ في سفَرٍ فليؤمِّروا أحدَهُم"
يعني لو خرج مجموعة مع بعض مسافرين سواء كانوا ثلاثة أشخاص أو أكثر فلازم يكون للمجموعة دي قائد هو إللي ياخد القرارات بعد ما يشاور أصحابه،
زي اختيار وَقْتِ الذَّهابِ والبَياتِ وغيرها من أحوالِ السَّفَرِ،
فتخيلوا إن ده في أمر سفر فما بالكم بحاجة أعظم وهي اختيار قائد للأمة،
فرسول الله ﷺ هنا بيشجع المسلمين على تقليل الخلاف بينهم وتوحيد كلمتهم بقدر الإمكان👌

☆وده أمر عام في كل حياة المسلمين؛ لأنهم إذا اجتمعوا على رجل كانت البركة والقوة، وإذا تفرقوا كان الفشل والضعف،
وانتم شايفين حال المسلمين دلوقتي وضياعهم بسبب إن مفيش خليفة يجمعهم كلهم😞

فالصحابة أفضل أهل الأرض بعد الأنبياء وخير قرون أمة الإسلام كانوا عارفين خطورة الموضوع وإن مينفعش يكون في أي تأخير في اختيار الخليفة مهما كان اسمه،
فعلى الرغم من كل الأحزان والهموم والآلام إللي هم فيها إلا إن الحياة لازم تمشي،
وهو ده إللي رسول الله ﷺ علمه للصحابة خلال السنين إللي فاتت دي كلها،
علمهم معنى الصبر الجميل، الصبر الذي لا شكوى فيه، الصبر عند الصدمة الأولى،
وده لما مرّ بامرأة تبكي عند قبر فقال لها:
اتقي الله واصبري.
فقالت له وهي متعرفش إنه رسول الله ﷺ:
إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي.
يعني بالبلدي كده: انت مش حاسس بي وبمعاناتي فمتنصحنيش بالصبر، إللي إيده في المية مش زي إللي إيده في النار،
فقيل لها:
إن إللي انتِ كلمتيه ده رسول الله ﷺ فأتت باب النبي ﷺ فلم تجد عنده بوابين، يعني مكنش في حد يمنعها من مقابلة رسول الله ﷺ وده من تواضعه ﷺ بعكس عامة الحكام والملوك، فقالت له:
لم أعرفك. يعني معلش إني رديت عليك كده ومأخذتش بنصيحتك أنا مكنتش أعرفك،
فقال لها رسول الله ﷺ: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
يعني أول ما يجيلك الخبر بحاجة تحزنك أو بمصيبة لازم تصبر ولو مصبرتش يبقى انت لا تدخل في الصابرين ولا تاخد أجر الصبر على المصيبة👌
وعلمهم كمان بطريقة عملية بإنه كان قدوة في الصبر لما قُتل عمه حمزة وباقي شهداء أحد،
الحياة استمرت على الرغم من كل الآلام إللي اتعرضوا لها،
ولما أبناؤه وبناته ماتوا ﷺ الواحد ورا التاني الدنيا موقفتش واستمرت الحياة وحادثة بئر معونة وماء الرجيع وغيرها وغيرها من المواقف المؤلمة،
فكان رسول الله ﷺ مثال قصادهم إن مهما كانت الآلام والأحزان مينفعش حياتنا ودعوتنا تقف،
فاحنا لما نفهم الكلام ده كويس هنفهم ليه الأنصار رضي الله عنهم سارعوا للاجتماع في مكان اسمه ثَقِيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة في نفس يوم موت رسول الله ﷺ حتى قبل ما يدفنوه👌

¤وأنا بقولكم الكلام ده عشان في ناس بتطعن في الأنصار وبتتهمهم إنهم مكنوش زعلانين على موت رسول الله ﷺ وكان همهم الحكم وكلام كتير كده😑
فعشان لو سمعتوا الكلام ده في أي مكان ومعرفتوش تردوا على الأقل تبقى قلوبكم مطمئنة إن الأنصار رضي الله عنهم كانوا غير كده تماما،
وإنهم كانوا على الرغم من حزنهم إلا إن كان همهم الأكبر هو مصلحة الأمة، وكانوا وماشيين على نفس منهج رسول الله ﷺ بالضبط👌

☆إيه بقى إللي حصل في سَقِيفة بني ساعدة؟
أولا كده سَقِيفة بني ساعدة هي الدار إللي كانوا متعودين يجتمعوا فيها عشان يعقدوا فيها اجتماعاتهم المهمة،
زي ما بنسميها في عصرنا كده قاعة اجتماعات، وزيها دار الندوة إللي قريش كانوا بيجتمعوا فيها في مكة واتكلمنا عليها قبل كده،
فاجتمع الأنصار إللي هم الأوس والخزرج في السقِيفة عشان يختاروا خليفة 《منهم》 عشان يقدر يقود الأمة وسط الفتن إللي هيواجهوها👌

◇طيب ليه الأنصار رضي الله عنهم كانوا شايفين إن الخليفة لازم يكون 《منهم》 بالذات؟
وكمان ليه أسرعوا في اختيار الخليفة منهم من غير ما يرجعوا للمهاجرين، هل ده معناه إنهم كانوا عايزين ياخدوا الخلافة لنفسهم فقط؟

خلونا كده نفكر مع الأنصار،
◇أولا:
همّ الأنصار دول مين أصلا؟
مش الأنصار دول هم الأوس والخزرج أهل البلد الأصليين؟ يعني خلونا نتكلم بمصطلحات زماننا دلوقتي،
المدينة دي كانت في الأصل دولة مستقلة اسمها يثرب فيها سكانها الأصليين إللي عايشين فيها،
فتعرّض رسول الله ﷺ وأصحابه للاضطهاد في بلدهم إل
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وسبعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#أبو_بكر_وعمر_وأبو_عبيدة_في_السقيفة

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة عشان يختاروا خليفة منهم،
وقلنا إن اجتماعهم كان بدون وجود المهاجرين، وإن الخبر وصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ أبا بكر وتوجهوا للسقيفة وهمّ ماشيين قابلوا أبو عبيدة بن الجراح فأخذوه معاهم وراحوا للسقيفة مع بعض،
في الوقت ده كان الأنصار اجتمعوا في الرأي على إن خليفة المسلمين يكون سعد بن عبادة رضي الله عنه،
هنا دخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة سقيفة بني ساعدة👌
لما دخلوا لقوا الأنصار مجتمعين على رجل قاعد متغطي بغطاء، فسأل عمر عنه قالوا إن ده سعد بن عبادة،
فسأل ماله متغطي ليه كده، فقالوا له إنه عنده حمى ومريض.

☆طيب سؤال،
لماذا اختار الأنصار سعد بن عبادة بالذات🤔
سعد بن عبادة هو زعيم قبيلة الخزرج، وله فضائل إيمانية عالية،
منها إن رسول الله ﷺ كان جعله واحد من النُّقباء الاثنا عشر في بيعة العقبة الثانية،
وكان من إللي شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وله مواقف مشهورة في الغزوات وخصوصا في غزوة الخندق لما رفض إعطاء غطفان ثمار المدينة واتكلمنا عن الموضوع بالتفصيل ساعتها ونزل رسول الله ﷺ على رأيه في كده،
وكان رسول الله بيقدّره ويُكثر من زيارته، ودعا له رسول الله ﷺ وقال:
"اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتِكَ علَى آلِ سعدِ بنِ عُبادَةَ "

وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه كريم جدا،
فكان لوحده بياخد ثمانين رجل من أهل الصُّفّة عشان يُطعمهم في بيته،
يعني الرجل من الأنصار كان يأخذ رجل أو رجلين أو حتى خمسة رجال من أهل الصفة فيطعمهم على حسب إمكانيات كل واحد،
لكن سعد رضي الله عنه بياخد بالثمانين رجل👌

☆واحنا شرحنا معنى أهل الصُّفَّة في الجزء المائة وواحد وأربعين، ومعناه سريعا كده:
الصُّفَّة أو الظُّلَّة مكان في آخر المسجد النبوي أمر به رسول الله ﷺ إنه يُظلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم "الصُّفَّة" أو "الظُّلَّة
ورسول الله ﷺ جهز المكان ده عشان يكون مأوى للغرباء أو العُزاب من المهاجرين والوافدين إللي ملهمش مأوى ومكان يسكنوا فيه، وبقى اسمهم أهل الصُّفة،
وساعات أعدادهم تكون قليلة وساعات تكون كبيرة.

فالشاهد من الكلام إن سعد رضي الله عنه كان سَخي وواسع العطاء،
وكان برده كان وقّاف عند كتاب الله وعند كلام رسول الله ﷺ، يعني كان لما تأتيه آية أو حديث يتبعها ويسلم لها حتى وإن كان الأمر مخالف لما يريده رضي الله عنه 👌

فكل الصفات دي وغيرها جعلت الأنصار من الأوس والخزرج يجتمعوا على اختياره خليفة للمسلمين، لكن لسه لم يبايعوه،
قبل ما يبايعوه كان جاء الثلاثة ودخلوا،
والأنصار مكنوش متوقعين أن يأتي أحد من المهاجرين،
لكن دلوقتي مش بس جاء ناس من المهاجرين؛ ده إللي جاءوا ثلاثة من أصحاب الرأي والمشورة من الصحابة،
وزير رسول الله ﷺ الأول أبو بكر والوزير الثاني عمر،
وأبو عبيدة الأمين إللي رسول الله ﷺ كان كثيرا ما يستشيره فنقدر نقول إنه الوزير الثالث،
فلا شك أنهم يمثّلون الآن رأي المهاجرين👌

وكده ممكن تحصل مواجهة😕
الأنصار عايزين سعد بن عبادة رضي الله عنه، والمهاجرون لسه مقلوش رأيهم،
لكن ممكن يكون لهم رأي آخر، وهنا حصلت لحظة هدوء والكل مترقب الأحداث🙊
يا ترى المهاجرين هيقولوا إيه؟
هل هيوافقوا على خلافة سعد بن عبادة الأنصاري أم سيرشحون خليفة غيره؟

دخل الثلاثة وجلسوا، مفيش وقت بسيط إلا وقام خطيب الأنصار وبدأ يتكلم،
اسم إللي تكلم ده غير معروف، لم يذكره المؤرخون، وممكن يكون الخطيب ده هو ثابت بن قيس رضي الله عنه؛ لأن هو إللي كان يُطلق عليه خطيب الأنصار، فالله أعلم🤷‍♂️

المهم الخطيب قام وتكلم، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ:
" أَمَّا بَعْدُ ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ..."
يعني بيقول إن الأنصار هم كتيبة الإسلام وأنصار الله بينما المهاجرون رهط، يعني عدد قليل.
وفي رواية: رهط منا، يعني عدد قليل بالنسبة لنا،
وكأنه توقع أن المهاجرين هيكونوا عايزين الخلافة، فسبّق بالكلام عشان يُبطل أي حجة للمهاجرين بأنهم أعداد قليلة بالنسبة للأنصار،
وطبعا الأنصاري يقصد المهاجرين قبل فتح مكة الذين هاجروا إلى المدينة وإللي عايشين حاليا في المدينة،
وإلا فلو اعتبر أعداد القرشيين في مكة مع إللي أسلموا بعد الفتح فهيكونوا أضعاف أضعاف الأنصار💁‍♂️
المهم هو قال الكلام ده كتلميح إلى أن الخلافة يجب أن تكون في العدد الأكبر الذي نصر الإسلام في كل المشاهد والمواقع بنسبة دائماً ما تكون أكبر من المهاجرين.

☆فالكلام ده كده فيه بوادر أزمة ومشكلة😬

كلامه في البداية كان مجرد تلميح، لكنه بعدها قالها صريحة كده:
"وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا ، وَأَنْ يَحْضُن
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.

وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌

◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷‍♂️

☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷‍♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀

المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌

◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷‍♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌

طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁‍♂️

☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وتسعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأئمة_من_قريش

وقفنا المرة إللي فاتت عند مقولة أبو عبيدة بن الجراح للأنصار:
"يا معشر الأنصار! إنكم أول من نَصَر وآزَر فلا تكونوا أول من بَدّل وغيَّر"
فهنا بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي إللي كان حضر بيعة العقبة الثانية، وهو أبو النعمان بن بشير أول مولود يُولد للأنصار في المدينة بعد الهجرة؛ قام فقال:
"يا معشر الأنصار!
إنا والله لئِن كنا أولِي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين؛ ما أردنا به إلا رضاء ربنا، وطاعة نبينا، والكَدْح لأنفسنا،
فما ينبغي أن نستطيل بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله وليّ النعمة، ووليّ المنة علينا بذلك،
ألا إن محمدًا ﷺ من قريش، وقومُه أحقُّ به وأوْلَى، ولا يراني الله أُنازعهم في هذا الأمر أبدًا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم"
يعني بيقول للأنصار إنهم وإن كانوا أصحاب الفضل في جهاد المشركين بكثرة عددهم زي ما خطيب الأنصار قال من شوية،
لكن بيفكرهم إنهم معملوش كده إلا لأنهم كانوا عايزين رضا الله وطاعة رسوله، وإنهم بيعمَلوا لأنفسهم عشان ربنا ينجيهم في الآخرة ويدخلهم الجنة،
فعلى الأساس ده بيقولهم إن مينفعش بقى إننا نستغل الفضل ده عشان ناخد به مصلحة في الدنيا؛ لأن الموضوع كله فضل من الله وهو إللي هدانا لهذا فله الفضل والمنة،
ومحمد ﷺ من قريش وقومه أحق بخلافته وأوْلى،
وبعدين وضع من نفسه قدوة وقال لهم إنه معندوش استعداد إن ربنا يراه وهو يُنازع قوم رسول الله ﷺ في الخلافة،
وذكّرهم بالله وقال لهم لا يخالفوهم ويسمعوا كلامهم،
وكده نلاحظ تغير خط الحوار في السقيفة، وكده بدأت نفوس الجميع تهدأ،
وهنا قام سيد الأوس أُسَيْد بن حُضَيْر ودعا الأنصار إنهم يتركوا الأمر ويبايعوا المهاجرين وقال إنه خايف إن يحصل خلاف في المستقبل بين الأوس والخزرج إذا أحد الفريقين تولّى الخلافة، عشان كده هو بيُؤيّد المهاجرين👌
فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه إن النفوس بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين أراد إنه يضيف حجة تقوّي من هذا الاختيار،
فقال الصديق رضي الله عنه:
"إن الله سمّانا الصادقين وسمّاكم المفلحين...."

أبو بكر رضي الله عنه بيُشير إلى قول الله عز وجل في سورة الحشر:
" لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ 《الصَّادِقُونَ》"
فده كده وصف المهاجرين، أما وصف الأنصار فجاء في الآية إللي بعدها، قال الله تعالى:
" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ《الْمُفْلِحُونَ》"
فكلامه رضي الله عنه بيدل على ذكاءه وسعة اطلاعه على القرآن،
وبعدين أبو بكر رضي الله عنه قال للأنصار:
وقد أمركم الله أن تكونوا معنا حيثما كُنا، فقال في سورة التوبة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
يعني هو استنبط حكم إن الخلافة تكون من المهاجرين من خلال الآية،
ومش بس كده، ده قال لهم حديث رسول الله ﷺ إللي بيقول:
"فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ"
احنا شرحنا الحديث كامل في الجزء المائة واثنان وثلاثين،
فرسول الله ﷺ هنا كان بيوصي بالأنصار، وكلامه فيه إشارة واضحة إن الخليفة ليس من الأنصار؛
يعني إزاي هيوصي الخليفة عليهم إذا كان هو منهم أصلا🤷‍♂️
وبكده هدأت النفوس أكثر وأكثر، وازداد توحد المسلمين في رأي واحد👌

كل الأحداث إللي بتحصل دي وسعد بن عبادة رضي الله عنه كان ساكت ومتكلمش خالص،
وموقفه يُعتبر موقف محرج😅
يعني من ساعة أو ساعتين كان مُرشح للخلافة وكان تقريبا شبه مؤكد إنه خلاص هيبقى فعلا الخليفة، وفجأة كده الوضع يتغير تماما،
ولعله أصلا كان في حيرة من كل إللي بيحصل، والأفكار تزاحمت في رأسه بجانب إرهاقه بسبب مرضه،
وأكيد دي حاجة مش هتعدي على أبي بكر رضي الله عنه، هو كان مراقب للموقف كله وبيتصرف بحكمة عشان يخرجوا من الموضوع بأفضل نتيجة بدون أي مشاكل،
ومن خلال الموقف كان واضح إن الأنصار رضي الله عنهم خلاص اقتنعوا عقلياً وقلبياً بأن المصلحة العليا للأمة تستلزم أن يكون الخليفة من المهاجرين وبالذات من قريش💁‍♂️
في اللحظة دي بقى أبو بكر رضي الله عنه أظهر بالدليل الدّامغ والحجة الظاهرة البيّنة التي لم تترك أي شك في قلب أحد، سواء من المهاجرين أو الأنصار👌

☆إيه هو الدليل ده بقى🤔

قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يوجه الكلام لسعد بن عبادة نفسه:
لقد علمت يا سعد! أن رسول الله ﷺ قال
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_أربعون_والأخيرة
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
َفْن_رسول_الله

وقفنا المرة إللي فاتت عند استقرار الأمور في السقيفة واتفاق الجميع على إن الخليفة يكون من قريش،
لكن السؤال المهم بقى: يا ترى يختاروا مين يكون هو الخليفة🤔
في البداية كان أبو بكر رضي الله عنه رشح للخلافة عمر وأبا عبيدة،
فدلوقتي الترشيح ما زال قائم، لكن عمر وأبو عبيدة كان لهم رأي تاني،
أبو عبيدة رضي الله عنه قال لأبي بكر:
لا ينبغي لأحد بعد رسول الله ﷺ أن يكون فوقك يا أبا بكر ! أنت صاحب الغار مع رسول الله ﷺ، وثاني اثنين،
وأمّرك رسول الله ﷺ حين اشتكى، وصليت بالناس، فأنت أحق الناس بهذا الأمر👌
يعني مينفعش حد يكون أمير عليك، انت إللي كنت مع رسول الله ﷺ في الهجرة وفي الغار زي ما ربنا ذكرك في القرآن، ولما رسول الله ﷺ كان مريض خلاك انت مكانه تصلي بالناس وترعى شؤونهم؛
فأنت احق بالخلافة من أي أحد، فهنا عمر رضي الله عنه قال للأنصار:
" يا معشر الأنصار، ألستُم تعلمون أن رسول الله ﷺ قد أمَر أبا بكر يَؤُم الناس؟!
فأيُّكم تطيبُ نفسه أن يتقدم أبا بكر رضي الله عنه؟
يعني مين إللي نفسه تكون راضية إنه يكون إمام لأبي بكر ورسول الله ﷺ نفسه هو إللي خلاه إمام للناس؟
فقال الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر🤚
فهنا عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر:
ابسُطْ يدَك يا أبا بكرٍ.
فبسَطها، فبايَعه عمر، وقام أُسيد بن حضير زعيم الأوس، وقام بشير بن سعد رضي الله عنه يستبقان للبيعة،
يعني كانوا بيسابقوا بعض لمبياعة أبو بكر بالخلافة، فهنا وَثَب أهل السقيفة يَبْتَدِرُون البيعة،
يعني قفزوا من أماكنهم ناحية أبي بكر بيسابقوا بعض، كل واحد عايز يبايع هو الأول😅

فبايع الحُباب بن المنذر وبايع ثابت بن قيس، وبايع زيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين،
وبايع كل الأنصار في السقيفة ما عدا سعد بن عبادة رضي الله عنه، بايع بعد كم يوم كده،
وهو معذور لأنه ساعته كان مريض والدنيا كانت زحمة وحصلت أحداث كتير،
فلما الأمور هدأت وخف مرضه بايع رضي الله عنه👌

دي كده كانت البيعة الأولى وحصلت بيعة تانية في المسجد لأبي بكر رضي الله عنه وفي تفاصيل كتير حصلت بس ده مش موضوعنا دلوقتي،
واحنا بنتكلم عن الخلفاء هنتكلم عن الأحداث دي بالتفصيل إن شاء الله، وهنتكلم عن الأحاديث إللي كان فيها إشارة لاستخلاف أبي بكر رضي الله عنه😊

احنا بقى هنسيب كل الأحداث دي ونرجع لحُجرة السيدة عائشة إللي كان فيها رسول الله ﷺ ونشوف حصل إيه، فهو ﷺ لم يُدفن حتى الآن👌

لما بيموت أي مسلم المفروض إنه بيتغسّل وبيتكفن ومعروف بيتعمل معاه إيه،
لكن موضوع تغسيل وتكفين ودفن رسول الله ﷺ يُعتبر قضية حساسة جداً ومُحيرة،
وهي من القضايا الأُولى إللي مطلوب من الصحابة إنهم يأخذوا فيها قرار بدون ما يكون رسول الله ﷺ موجود معاهم،
كان في حجرة رسول الله ﷺ مجموعة من الصحابة هم إللي هيقوموا بتغسيله هم:
◇علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان هو إللي يغسله ﷺ.
◇أسامة بن زيد ومولى رسول الله ﷺ، وكانا يصبان الماء.
◇ العباس بن عبد المطلب عم النبي ﷺ واثنين من أبناء العباس هما قَثَم والفَضل، وكانوا يقلّبونه ﷺ.
◇أوْسُ بن خَوْلِيّ الأنصاري رضي الله عنه، وكان يسند رسول الله ﷺ على صدره.

احتار الصحابة في تغسيل رسول الله ﷺ، هل ينزعون ملابسه كما ينزعزن ملابس باقي الموتي عند الغسل إلا ما يستر العورة؛ ولّا يغسلونه وهو عليه ثيابه؟
لأن هناك من الأحكام الفقهية ما قد يكون خاص به ﷺ وهناك ما قد يكون عامًّا على عموم المسلمين🤷‍♂️

فلما اختلفوا ألقى اللهُ عليهم النومَ ثم كَلّمَهم مُكلّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يدرون مَن هو أنِ اغسلوا النبيَّ ﷺ وعليه ثيابُه،
يعني اختلفوا في الرأي، مجموعة قالت ننزع ملابسه ومجموعة قالت لأ نغسله وعليه ملابسه،
فهنا ربنا خلاهم كلهم يناموا، وبعدين سمعوا حد بيكلمهم من جانب البيت ميعرفوش هو مين وبيقول لهم إنهم يغسلوا رسول الله ﷺ وعليه ثيابه،
ممكن يكون إللي كلمهم ده مَلك والله أعلم🤷‍♂️
فقاموا إلى النبيِّ ﷺ فغسلوه وعليه قميص، يعني كانوا يصبوا الماء على الملابس إللي كان رسول الله ﷺ لابسها
ويُدَلِّكونَه بالقميصِ دونَ أيديهم"
يعني كانوا بيغسلون جسمه من فوق الثياب ولا يَمَسُّونَ بَشَرَتَه ﷺ بأيديهم👌

☆السيدة عائشة كانت تقول:
"لو استَقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ، ما غسَلَهُ إلَّا نساؤُهُ"
يعني السيدة عائشة بتقول لو كانت عَلِمت وظَهَر لها ما كان مِن تغسيلِ رسولِ اللهِ ﷺ لكانت زوجات رسول الله ﷺ
هنَّ اللَّاتي غَسَّلوا النَّبيَّ ﷺ،
لكن لأن السيدة عائشة كانت حزينة جدا لموت رسول الله ﷺ فالفكرة دي لم تأتِ في بالها،
وهنا دليل على أن المرأة يجوز أن تغسل زوجها والعكس،
يعني الرجل يجوز إنه يغسّل زوجته،
وطبعا الكلام إللي بيقول إن المرأة إذا ماتت أصبحت أجنبية عن الزوج ومينفعش يشوفها ولا يدخل عليها والكلام ده، كل ده غير صحيح🙅‍♂️

بعد ما غسلوا رسول ال
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الأولى
#قصة_آدم_الجزء_الأول
#بداية_الخلق

قصص الأنبياء هحكيها بأسلوبي مرجعي في الكلام إللي هقوله 👇الآيات والأحاديث الصحيحة والقول الراجح من جمهور المفسرين،
مكنتش ناوية أقول أي آيات أو أحاديث إلا لو احتجت يعني،
عشان مطولش عليكم ويبقى قلت المختصر المفيد😅
لكن لقيت إن ذكر الآيات والأحاديث مع القصة بتوضح معاني القرآن وبتفهمنا الآيات والأحاديث👌

أي حد عنده استفسار يسأل وأنا هوضح وهجيب الدليل،
وهتلاقوا في التعليقات المصادر إللي أنا جبت منها الكلام ممكن تسمعوها وتقرأوها😊

قبل ما نبتدي بقصة آدم عليه السلام خلونا نشوف قبل خلق آدم كان في إيه في الكون💁‍♂️

قبل خلق السماوات والأرض والملائكة مكنش في حاجة خالص،
كان في فراغ ..الكون كان فاضي وبعدين ربنا أول حاجة خلقها العرش على الراجح من أقوال العلماء،
وبعدين خلق القلم وأمر القلم إنه يكتب كل حاجة هتحصل لحد يوم القيامة في اللوح المحفوظ،
وبعد كده ربنا خلق السموات والأرض والملائكة والجن وباقي الخلق،

قبل ما ربنا يخلق آدم،
ربنا قال للملائكة إنه هيخلق في الأرض خليفة،
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً "

ومش معنى خليفة إنه خليفة 《الله》 في الأرض زي ما في ناس فاهمة😅
الكلام ده خطأ👌
لأن الشخص لا يكون خليفة عن حد إلا إذا مات المستخلِف
أو غاب...
يعني أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله ﷺ لأن رسول الله ﷺ مات،
وهارون خليفة موسى عليه السلام لأن موسى غاب عن بني إسرائيل،
فمينفعش نقول إن الإنسان خليفة ربنا في الأرض لأن الله حي لا يموت وكذلك لا يغيب ويعلم كل شيء👌
فمعنى كلمة خليفة هنا إن الخليفة ده هيخلُف الجن،
لأن الجن كان بيسكنوا الأرض قبل البشر بألفين سنة،
فلما قتلوا بعض وأفسدوا في الأرض،
ربنا أمر الملائكة إنهم يبعدوا الجن عن القارات وينفوهم إلى جُزر البحار،
يعني يفضّوا الأرض كلها من الجن،
ويكون مكانهم الجزر المهجورة إللي في البحار،

◇وفي معنى تاني للخليفة وهو إن البشر هيخلُف بعضهم بعض،
يعني يموتوا وييجي غيرهم 👌

لما ربنا قال للملائكة عن خلق البشر؛ الملائكة سألت ربنا،
ليه يارب هتخلق خلق تاني يفسدوا في الأرض ويقتل بعضهم بعض؟!
"قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ "

☆طبعا ده سؤال للعلم مش للإعتراض يا جماعة😅
يعني الملائكة عايزين يعرفوا فعلا السبب،
مش بيعترضوا على كلام ربنا؛
لأن الملائكة دي مخلوقات لا تعصي الله أبدا ودي من صفاتهم👌

◇طيب وهي الملائكة عرفت منين إن البشر هيعملوا كده أصلا🤨
همّ قاسوا على الجن،
يعني زي ما الجن كان عندهم إرادة يختاروا بيها الخير والشر وعاشوا في الأرض وأفسدوا فيها،
كذلك البشر إللي هينزلوا الأرض دول عندهم إرادة زي الجن بالضبط فممكن يعملوا زي الجن ويفسدوا في الأرض،
لكن الملائكة مكنتش تعرف إن من البشر دول هيكون في أنبياء وشهداء وعباد صالحين،
وكمان الملائكة كانوا خايفين ليكونوا قصروا في العبادة فعشان كده ربنا هيخلق خلق تاني غيرهم👌
عشان كده قالوا لربنا:
"وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"

¤طيب سؤال هنا،
ليه ربنا أخبر الملائكة أصلا عن خلق آدم🤔
هل بيستشيرهم مثلا ولّا إيه🤨

☆لا طبعا ...ربنا قال للملائكة عن خلق آدم؛لأن الملائكة هيكون ليها دور في حياة المخلوق الجديد ده💁‍♂️
يعني في رقيب وعتيد الملائكة إللي بيكتبوا الحسنات والسيئات،
في الملائكة الحفظة إللي بتحفظ الإنسان من الإبتلاءات...
وهكذا،
طيب إزاي ربنا خلق آدم عليه السلام🤔

يُقال إن ربنا أمر جبريل عليه السلام إنه يجيب قبضة تراب من الأرض تجمع كووول أنواع تراب الأرض،
ويُقال إن ربنا أمر ملك الموت إن هو إللي يأتي بالقبضة دي ،
ويُقال إن ربنا أمر أن تُرفع له قبضة من تراب الأرض،

《الكلام ده من الإسرائيليات التي لا تُصدق ولا تُكذب وهنعرف معناها وحكمها إيه في الشرع واحنا بنتكلم عن قصة إدريس إن شاء الله في الجزء الخامس》
إللي يهمنا إن البداية كانت قبضة تراب من الأرض،
عشان كده هنلاقي البشر مختلفين في أشكالهم وطباعهم فيهم الأبيض والأسود،
وفيهم إللي طباعه سهلة وإللي طباعه صعبة،

وبعدين ربنا وضع مية على التراب ده فتحول التراب لطين لزج بيمسك في الإيد،
وبعدين الطين بقى حَمأ مسنون يعني طين متعفن لونه أسود ،
¤☆وخدوا بالكم من الحتة دي كويس عشان ليها دور مع إبليس بعدين¤☆

وبعد كده الطين المتعفن ده بقى صلصال، فكل مرحلة من المراحل دي ربنا كان بيسيبه فترة من الزمن لحد المرحلة إللي بعدها،

فلما بقى صلصال ربنا شكّله على هيئة البشر المعروفة لكن
كان طوله ٦٠ ذراع وعرضه ٧ أذرع،
ومن ساعتها والخلق يتناقصون...يعني بيقصروا،
لأن الأرض مش هتستحمل الأعداد الكبيرة دي من البشر مع الاحجام دي، ده في أزمة سكانية أصلا😬
و ٦٠ ذراع يعني طول عمارة تقريبا، فده من حكمة ربنا إن الخلق يتناقص،
وربنا تركه حوالي ٤٠ سنة قبل ما ينفخ فيه الروح،

خلال الفترة دي
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثانية
#قصة_آدم_الجزء_الثاني
#عصيان_إبليس_وخلق_حواء

وقفنا عند الملائكة إللي سجدت لآدم ماعدا كائن واحد لم يسجد وعصى أمر ربنا،
الكائن ده هو إبليس😬
قلنا عن إبليس إنه كان من الجن،
◇والجن ربنا خلقهم من لهيب أسود شديد الحرارة
إللي هو مَارِج من نار◇

¤ملحوظة مهمة¤
☆الجن ده عالم زي عالم البشر كده فيهم المؤمن والكافر....وكلمة شيطان تتقال على من كَفَر من الجن،
لكن مؤمنوا الجن لا يُقال عليهم شياطين،
فالشياطين جزء من الجن☆

ربنا رفع إبليس للسماء مع الملائكة مع إن الملائكة أفضل منه وأكرم،
حتى إن الملائكة كانت تقول:
ما خلق الله خلقا إلا وكنا أكرم منه وأعلم منه.
وطبعا الهدف إللي ربنا خلق البشر والجن عشانه هو إنهم يعبدوه سبحانه 👌
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"

◇طيب السؤال إللي بيطرح نفسه هنا،
ربنا أمر الملائكة إنها تسجد لآدم عليه السلام، إيه إللي دخل إبليس في الموضوع🤔

احنا قلنا إن الملائكة هم أعظم وأكرم المخلوقات صح؟
طيب لما الأمر ييجي لشخص عظيم وينفذّه ...الطبيعي طبعا إن الأقل منه منزلة ينفذه بكل تلقائية،
فكان يجب على إبليس إللي أقل مكانة من الملائكة إنه يسمع كلام ربنا💁‍♂️

طيب خلونا نقول إن إبليس فِهم غلط واختلط عليه الأمر🙄
الطبيعي في الموقف ده إنه يقول إيه؟
يقول يارب إنت أمرت الملائكة وأنا من الجن فمكنتش عارف إني أنا كمان لازم أسجد😅
هو بقى مقلش كده😑
ده قال بكل بجاحة وكِبر :
" قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ"
عارفين يعني إيه؟!
كأنه بيقول: أنا مسجدش لكائن متعفن 🙄

متستغربوش...متستغربوش😅
مش احنا قلنا المرة إللي فاتت إن الحمأ المسنون معناها الطين المتعفن الأسود،
وإبليس شاف مراحل خلق آدم،
فهو شايف نفسه إنه مخلوق من نار والنار دي حاجة عظيمة وأحسن من الطين المتعفن ده،
ده غير القدرات إللي عنده زي إنه ممكن يتمثل في صور متعددة زي صورة البشر أو الحيوان،

وآدم من وجهة نظره مخلوق من طين متعفن وكمان أجوف ،
فإزاي بقى النار العظيمة تسجد لطين متعفن😏
فكل كلامه فيه انتقاص من آدم عليه السلام،
مع إن الطين أنفع وخير من النار،
فالطين فيه: الرزانة، والحلم، والأناة، والنمو.
والنار فيها: الطيش، والخِفة، والسرعة، والإحراق.

فهو من الأول كده وقلبه فيه حسد من آدم بسبب إن ربنا خلقه بيده وأعطاله اهتمام وفوق كل ده أمره هو و الملائكة بالسجود له ،
يعني هو كان متعمد أصلا إنه ميطعش أمر ربنا بالسجود لآدم،
يعني معندهوش أي شبهة أهه ولا عذر😑
وخصوصا إن ربنا أصلا وجه الأمر مبااااشرة لإبليس بالسجود،
"قال مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ"
فإبليس عصى أمر ربنا عامد متعمد،

وهنا يا جماعة يبان بقى صِدق العبودية لله👌
مش ربنا كرّم إبليس بسبب علمه وعبادته؟
فالصادق في العبادة لله هينفذ أوامر ربنا حتى لو كانت مخالفة لهواه وهيقدم أومر ربنا على رغباته💁‍♂️

¤=وقفة هنا بقى مع نفسنا، نبص في حياتنا كده،
هل بنعبد ربنا كما يُريد ونطيع أوامره ولا بنعبد ربنا في الحاجات إللي على مزاجنا وحسب ظروفنا بس؟!=¤

فربنا لما أمر إبليس بحاجة عكس هواه؛
هل ضحّى إبليس وداس على هواه عشان ربنا وتقبل أوامره
ولا رفض أوامر ربنا وقعد يجادل ويبرر معصيته الواضحة😑

☆أكيد كلنا قابلنا في الحياة نماذج من البشر كده،
تقولها الصح تقعد تبرر وتدور على أي حجة وتجادل بالباطل،
سواء في أمور الدين أو الدنيا،
عشان كده لازم لما نسمع الصح من ربنا ننفذ،
حتى لو مقدرناش ننفذ على طول يبقى منردش الحق لأي سبب،
لما نتقبل الصح طاعة لله، ربنا هيسهله علينا بعد كده👌

المهم،
بسب بقى معصية إبليس دي ربنا طرده من رحمته وتوعّده بدخول النار،
هنا إبليس طلب من ربنا إنه يمد له في عمره لحاااد يوم القيامة،
طيب الطلب العجيب ده ليه؟
هل هو ناوي إنه يقضي الحياة دي تائب لله وطائع لعل ربنا يتجاوز عنه ويغفرله 😔
لأ 😑
ده طلب من ربنا كده عشان يُهلك بني آدم!!
قال لربنا مش انت يارب أضلتني، طيب أنا بقى هضل ذرية آدم،
" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"
وهزيّن لهم المعصية وأحبّبهم فيها ومش هسيبهم لحد ما أضلهم كلهم،
"إلا عبادك منهم المُخلَصين"
فربنا حققله أمنيته وإداله العمر الطويل ،
" قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ"
وقاله اعمل إللي انت عايزه، أي حد هيتبعك هيدخل معاك جهنم،
" لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ"
وأي حد هيتوب ويستغفر ويرجع هقبله وهيكون جزاؤه الجنة،
وده كان بداية العداء بين إبليس وذريته وآدم وذريته،
احنا هنسيب إبليس دلوقتي ونرجع لآدم عليه السلام ونشوف حصل معاه إيه👌

بعد ما ربنا خلق آدم مسح الله على ظهر آدم ،فنزلت أرواح ذرية آدم كووولهم من بداية الخلق حتى قيام الساعة بين يديه سبحانه،
زي ما رسول الله ﷺ قال في الحديث:
"أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ م
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة
#قصة_آدم_الجزء_الثالث
#نزول_آدم_إلى_الأرض

وقفنا المرة إللي فاتت عند إبليس لما كان بيحاول يقنع آدم بإنه ياكل من الشجرة،
واستغل طاعته لربنا وتعظيمه لله وأقسم له بالله إن كلامه صحيح وإنه من الناصحين له👌
آدم عليه السلام بسبب فطرته السليمة لم يتصور أبدا إن في حد ممكن يقسم بالله كذب 😑

احنا ممكن نكون شفنا ناس بتحلف بالله كذب ،فممكن نكون مش متصورين الموضوع أوي😅
لكن آدم شاف قدرة ربنا يا جماعة👌
شاف الجنة وشاف الملائكة فإزاي حد يقسم بالله العظيم ده كذب😳
حتى رسول الله ﷺ يقول عن موضوع القسم بالله ده:
من حَلفَ بالله فليَصْدُق، ومن حُلِفَ لهُ بالله فليرضَ، ومن لم يرضَ بالله فليس من الله "
عشان كده آدم صدّق إبليس وخصوصا إن إبليس قعد يزين لآدم المعصية ويُغريه هو وحواء،
واستغل إبليس طبيعة آدم البشرية من ضعف العزم والنسيان،
فمع إلحاح إبليس وقسمه لآدم،
نسي آدم العهد إللي بينه وبين ربنا إنه مياكلش من الشجرة
فأكل من الشجرة هو و حواء،
"وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا"

وكانت حواء أول من أكلت من الشجرة وزينت لآدم الأكل من الشجرة فأكل منها،
قال رسول الله ﷺ :
"لولا حواء لم تَخُن أنثى زوجها الدهر"
والمقصود بالخيانة هنا يا جماعة هو ميل المرأة لرغبة النفس،
يعني النساء طبيعتهم إن العاطفة بتغلب عليهم ولما نفسهم تشتهي شيء ويكون فيه أذى أو ضرر فبتتغاضى عن الأذى ده في مقابل إنها تعمل إللي نفسها فيه👌
وده مش معناه يا جماعة إن حواء وبناتها وحشين لا سمح الله،
القصد إن الحديث بيبين مدى تأثير النساء على الرجال ومدى حب الرجال لهن والتأثر بهن👌
ورسول الله ﷺ قال:
"ما رأيت أذهب لِلُب الرجل الحازم من إحداكن"
يعني الرجل بينسى عقله أحيانا بسبب افتتانه بإحدى النساء. وكذلك الأبناء بالنسبة للآباء فتنة..
"إنما أموالكم وأولادكم فتنة"
"إن من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم"
و ده بيخلي على المرأة دور عظيم جدا إنها تكون رفيق صالح لا يَأمر إلا بكل خير ولا ينصح إلا بكل بِر وإنها لا تكون فتنة لغيرها،
وكذلك لا تعصي الله لترضي زوجها ولا أحدا من أبنائها👌

لازم تفهموا النقطة دي كويس؛ لأن في ناس واقعة إما في الإفراط أو التفريط،
يعني ناس بتنكر حديث رسول الله ﷺ خالص وبتنكر إللي حصل وإن حواء ملهاش أي دور نهائي،
وفي ناس تانية بتقول إن حواء هي السبب الرئيسي في خروج آدم عليه السلام من الجنة وبينظروا للمرأة على إنها بلاء😑
فاحنا لازم يكون عندنا توازن بين الاتنين👌

☆☆هو ليه ربنا قال لآدم وحواء متقربوش من الشجرة مع إن الحرام إنهم ياكلوا منها مش يقربوا🤔
لأن الإنسان ضعيف ولو قرب من المعصية هيعملها😬
عشان كده ربنا قالنا لا تتبعوا خطوات الشيطان،
الشيطان مش هيقول للإنسان اعمل الحرام على طول،
هيمشي معاه بالتدريج،
زي ما ربنا بيقولنا: "ولا تقربوا الزنا"
القرب منه:
¤إن مينفعش رجل وامرأة يقعدا مع بعض لوحدهم،
¤مينفعش إن رجل يلمس امرأة لا تحل له
¤يجب على المسلم غض البصر عن المحرمات، وهكذا..
ودي حاجة اسمها سد الذّرَائِع👌
يعني نقفل كل الأبواب إللي ممكن تؤدي بالإنسان للوقوع في المحرم.

وعلى فكرة صحيح مفيش دليل من القرآن ولا السنة على نوع الشجرة دي،
هل هي شجرة تفاح ولا شجرة إيه بالضبط😅
هي شجرة معينة وخلاص👌

فأول ما أكلا من الشجرة ظهرت عوراتهما لبعض، يعني همّ كانوا لابسين ملابس من الجنة،
لكن لما أكلا من الشجرة اختفت الملابس دي،
وبعض أهل العلم قالوا إن جسمهم كان مُغطى بالنور،

فبعد ما ظهرت عورتهما المغلظة كل واحد جري من التاني حياءا،
يعني كانوا مكسوفين من بعض ودي فطرة البشر... الحياء.
كل واحد فيهم بقى يشد من ورق الشجر إللي في الجنة بيحاول يغطي نفسه،
وهنا أدرك آدم عليه السلام إنه عصى أمر ربنا🙊

وهم بيجروا ربنا نادى عليهما :
مش أنا قلتلكم متاكلوش من الشجرة وحذرتكم من الشيطان إنه هيستخدم كل الطرق والسّبل عشان يجركم للمعصية،

"وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ"

هنا بقى كان رد فعل آدم عليه السلام إيه؟!!
على طول اعترف بذنبه وبكى واستغفر ربنا وتاب ،
بعكس إبليس إللي تعمد المعصية وقعد يبرر غلطه🙄

خلينا نقرب المعنى،
لو عندك طفل جايبلك كوباية عصير وبعدين راح ماسك الكوباية وموقعها في الأرض،
وسألته ليه ياحبيبي عملت كده،
فرد عليك وقالك أهه كده...مزاجي كده...😒
ده ممكن تعمل فيه إيه😑

لكن لو طفل تاني وقعت منه كوباية العصير غصب عنه ،
وبعدها قعد يعتذر ويقول والله مكنش قصدي ومش هعمل كده تاني وهاخد بالي و...و....
أكيد رد الفعل هيختلف هنا👌
ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض،
ربنا طرد إبليس من رحمته بسبب معصيته المتعمدة إللي كان أصلها الحسد والكبر في قلبه وإصراره عليها،

لكن الوضع اختلف مع آدم عليه السلام💁‍♂️
آدم تاب واستغفر وا