يوسف زمزم الشافعي
2.68K subscribers
177 photos
10 videos
27 files
33 links
Download Telegram
.
مِن عهود الأئمة

قال هارون الرشيد لمالك بن أنس: با أبا عبد الله، نكتب هذه الكتب - يعني مؤلفات الإمام مالك- ونفرِّقها في آفاق الإسلام، لنحمِلَ عليها الأمة؟

قال: "يا أمير المؤمنين، إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة، ‌كلٌّ ‌يتبع ‌ما ‌صحَّ ‌عنده، وكلٌّ على هدى، وكلٌّ يريد الله تعالى".

"سبل الهدى والرشاد" (31/ 52)

تأمل:

1-اختلاف الأئمة رحمة.
2-كل واحد منهم يتبع ما يراه صحيحًا من الأدلة.
3-كلهم على هدى.
4-كلهم يريد رضا الله تعالى.
.
.
موعظة في الدِّر(هَم) والدِّيـ(نار)

قال العلامة الباجوري
رحمه الله:
"وسُمي الذهب بذلك لأنه يَذهَب، وسميت الفضة بذلك لأنها تَنفضُّ. والدينار آخره: نارٌ، والدرهم آخره: هَمٌّ؛ كما قيل:
النَّارُ آخرُ دينارٍ نَطَقْتَ بِهِ ** والَهمُّ آخرُ هذا الدِرْهَمِ الَجارِي
وَالَمرْءُ بَيْنَهُمَا مَا لَم يَكُنْ وَرِعَا ** مُعَذَّبُ القَلْبِ بَينَ الَهمِّ والنَّارِ
فالمرء إن أحبهما قلبه معذَّب بين الهمِّ في الدنيا، والنار في الآخرة؛ بسبب اكتسابهما من حرام أو عدم أداء زكاتهما".

"البيجوري على ابن قاسم"

قال سيدي الشيخ عماد الدين عفت رحمه الله:
"الهم عذاب معنوي، والنار عذاب حسي، فالذي تشغله الدراهم والدنانير يصير بين هذين العذابين.
وقوله: "سُمي الذهب بذلك لأنه يذهب...وسُميت الفضة بذلك لأنها تنفضُّ...والدينار آخره نار... والدرهم آخره همّ"
المعنى: أن الله سبحانه وضع لهذه الأشياء أسماءً تدل على سرعة زوالها وفنائها وشقاء المشتغل بها؛ ليتعظ الناس بذلك؛ فسبحان الله، اللهم اجعل الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا". اهـ.
"التعليق على حاشية البيجوري" للشيخ عماد / باب الزكاة / فصل في نصاب الذهب والفضة
.
.
Channel photo updated
.
جادة القوم

الشمس الحفني رحمه الله

"كان من عادته: ألا یحضر مجالس الأعراس ونحوها من المجالس غیر المضبوطة بالأمور الشرعیَّة، ويقول: نحن نخاف على مُروءتِنا كما نخاف على دینِنا".

مناقب الحفناوي ص9
.
.
عِلم الصَّمت

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «تعلموا الصمت كما تتعلمون الكلام؛ فإن الصمت حُكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرصَ منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يَعنيك، ولا تكن مِضحاكًا من غير عجَب، ولا مشّاءً إلى غير أرَبٍ».

مكارم الأخلاق للخرائطي (397)
.
.
اطلبِ الماءَ (الطهور) ولا ترضَ بطول التيمُّم

قال سيدي ابن عجيبة رحمه الله: "ولا بد أن تقتدي بإمام كامل سلك الطريقة على يد شيخ كامل، يعلمك كيفية العمل بالشريعة، ويدلك على الحقيقة، وإلا بقيتَ مريضًا على الدوام، وانظر قول القرافي رضي الله عنه لما سقَطَ على شيخ التربية قال: تيممتُ بالصعيد زمانًا، والآن سقطتُ على الماء".

إيقاظ الهمم ص69
.
.
{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}

"أمانُك النفسي في ألَّا تظن
أنك شيء،
أو لك شيء،
أو ينبغي أن يكون لك شيء؛
حتى إذا فقدتَ شيئًا،
أو لم يأتك شيء،
أو حدث لك شيء،
علمتَ أنكَ لم تفقد أي شيء.
وهو معنى قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.
وجماع ذلك: أن تجعل مقاليد أمرك بيد مولاك، فلن تجد أينما توجَّهت إلا خيرًا"

عماد الدين عفت رحمه الله
.
عماد الدين رحمه الله
.
قول الفقهاء: "الشيء الفلاني مندوب"
أصله: "مندوب إليه"، وأما المندوب فهو الشخص نفسه، أي: مدعوٌّ إلى فعل كذا، يُقال: ندَبَ فلانٌ فلانًا إلى فعل كذا، أي: دعاه إليه، فالشخص مندوب، والفعل مندوب إليه، لكن حُذفت الصلة منه لفهم المعنى.
أشار إليه جمع، منهم الفيومي في المصباح المنير 2/ 597.
.
.
مواطن التكريم وأسباب الفرح

يقول ابن حزم رحمه الله:
"ومن سُرّ بقوة جسمه، فليعلم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسمًا.
ومن سُرّ بحمله الأثقال، فليعلم أن الحمار أحمل منه.
ومن سُرّ بسرعة عَدْوه، فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عَدوا منه.
ومن سُرّ بحسن صوته، فليعلم أن كثيرًا من الطير أحسن صوتًا منه، وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته.
فأيّ فخر وأيّ سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه؟!
لكنْ مَن قَوِي تمييزُه، واتسعَ علمُه، وحسن عملُه، فليغتبِط بذلك؛ فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا الملائكة".

"الأخلاق والسير" (ص19)
.
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}

.
.
والذِّكرُ منه ‌مَدَدُ ‌الكرامةْ
وهْوَ علَى ولايةٍ علامةْ

رضي الدين العامري

"حسن التنبه" 3/ 243

.
.
حال العابد إذا لم يتحقق ما دعا به

"وقد كان شيخ شيوخنا سيّدي عليّ الجمل رضي الله عنه يقول: نحن إذا قلنا شيئًا فخرج فرِحنا مرة واحدة، وإذا لم يخرج فرحنا عشر مرات. وذلك لتحققه بمعرفة الله"
إيقاظ الهمم لا بن عجيبة ص35

قال سيدي نوح حفظه الله: "وذلك لأن الأولياء رضي الله عنهم مع المقدم ومع المؤخر، ومع المعطي ومع المانع، وليسوا مع المنع ولا العطاء، ولا التقديم ولا التأخير أبدًا، بل هم مع الله".

.
.
عرفوا شرف الزمان!

(الإمام أبو الفتح سُليم الرازي الشافعي رحمه الله)

"وحُدِّثت عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ أو يدرس، أو يقرأ. ونسَخ شيئا كثيرا.

ولقد حدثني عنه شيخنا أبو الفرج الإسفرايني أنه نزل يوما إلى داره ورجع فقال: قد قرأت جزءا في طريقي.

وحدّثني المؤمّل بن الحسن: أنه رأى سُليما وقد جفا عليه القلم، فإلى أن قَطَّه جعل يحرك شفتيه، فعَلِم أنه يقرأ أثناء إصلاحه القلم؛ لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ" !

"تاريخ دمشق" لابن عساكر/ ترجمة سليم بن أيوب الرازي

تعليق:

فلا ينبغي أن نلتمس الأعذار لأنفسنا ونقول: كان عندهم بركة وليس عندنا ذلك، بل نقول: نلتمس البركة بمتابعتهم، ومن حافظ على الأوقات والأعمار، واجتهد، بُورك له إن شاء الله تعالى.
.
.

من الأدب مع الله:
دوام محاسبة النفس، وترتيب أعمال اليوم والليلة

يقول الإمام أبو حامد رحمه الله ورضي عنه:
"فتأدبْ أيها المسكين ظاهرًا وباطنًا بين يدي الله تعالى، تأدُّب العبد الذليل المذنب، في حضرة الملك الجبار القهار.
واجتهد ألا يراك مولاك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، ولن تقدر على ذلك إلا بأن توزع أوقاتك، وترتب أورادك، من صباحك إلى مسائك".

"بداية الهداية" (ص28)
.
.
.
من المخترعات الإسلامية لفاقدي البصر

يقول ابن حزم: "ولقد أخبرني مؤدبي أحمد بن محمد بن عبد الوارث رحمه الله أن أباه صوَّر -لمولود كان له أعمى وُلد أكمَه- حروفَ الهجاء أجرامًا من قيرٍ، ثم ألمسه إياها حتى وقف على صُوَرها بعقله وحِسّه، ثم ألمَسه تراكُبَها وقيامَ الاشياء منها حتى تشكَّل الخط، وكيف يستبان الكتاب، ويقرأ في نفسه، ورفَع بذلك عنه غُصّةً عظيمة".

"التقريب لحد المنطق" (192)

.
.
عقوبة العالِم

عن مالك بن دينار:
سألت الحسن: ما عقوبة العالم؟ قال: "موت القلب".
قلت: وما موت القلب؟ قال: "طلب الدنيا بعمل الآخرة!".
الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 49)

.
.
اعرِفْ طريقَك

يقول الإمام أبو حامد رحمه الله ورضي عنه: "وإن كنت تطلب العلم من القيل والقال، والمراء والجدال، فما أعظم مصيبتك! وما أطول تعبك! وما أعظم حرمانك وخسرانك! فاعمل ما شئت؛ فإن الدنيا التي تطلبها بالدين لا تَسلَم لك! والآخرة تُسلَبُ منك؛ فمن طلب الدنيا بالدين خسِرَهما جميعًا، ومن ترك الدنيا للدين ربِحَهما جميعا".

"بداية الهداية" (ص63)
.
.
إزالة شبهة حول علم المنطق

يقول ابن حزم رحمه الله:
"فإن قال جاهل: فهل تكلم أحد من السلف الصالح في هذا ؟!
قيل له: إن هذا العلم مستقرٌّ في نفس كل ذي لُب، فالذهن الذكي واصل بما مكَّنه الله تعالى فيه من الفهم، إلى فوائد هذا العلم، والجاهل متسكع كالأعمى حتى يُنبه عليه.
وهكذا سائر العلوم. فما تكلم أحد من السلف الصالح، رضى الله عنهم، في مسائل النحو، لكن لما فشا جهلُ الناسِ باختلاف الحركات التي باختلافها اختلفت المعاني في اللغة العربية- وَضَعَ العلماء كتب النحو، فرفعوا إشكالًا عظيمًا، وكان ذلك مُعينًا على الفهم لكلام الله عز وجل، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، وكان مَن جهل ذلك ناقصُ الفهم عن ربه تعالى؛ فكان هذا من فعل العلماء حسنًا وموجبًا لهم أجرًا.
وكذلك القول في تواليف كتب العلماء في اللغة والفقه؛ فإن السلف الصالح غنوا عن ذلك كله بما آتاهم الله به من الفضل ومشاهدة النبوة، وكان مَن بعدهم فقراءَ إلى ذلك كله، يُرى ذلك حسًّا، ويُعلم نقصُ مَن لم يطالع هذه العلوم، ولم يقرأ هذه الكتب، وأنه قريب النسبة من البهائم.
وكذلك هذا العلم؛ فإن مَن جهله خفِيَ عليه بناء كلام الله عز وجل مع كلام نبيه صلى الله عليه وسلم، وجاز عليه من الشغب جوازًا لا يفرِّق بينه وبين الحق، ولم يعلم دينه إلا تقليدًا، والتقليد مذموم، فلهذا وجب البِدارُ إلى تأليف هذا العلم، والتعب في شرحه وبسطه".

"التقريب لحد المنطق" ص3
.
.
.
ما لا يُدرك كلُّه، لا يُترك كلُّه

سئل أبو عثمان المغربي رحمه الله : نحن نذكر الله تعالى ولا نجد في قلوبنا حلاوة !

فقال: "احمدوا الله تعالى على أن زيَّن جارحةً من جوارحكم بطاعته".

القشيرية 2/ 375

هذا خطاب لمن وسوس له الشيطان فقال له: اترك الذكر؛ لعدم حضورك.
.
.
.
من أخبار أهل الله

أرسل أبو جعفر المنصور إلى ‌سفيان الثّوريّ، فلما دخل عليه قال: عظني يا أبا عبد الله.
فقال سفيانُ: ‌وما ‌عمِلتَ ‌فيما ‌علمتَ فأعظكَ فيما جهلتَ؟! فما وجد له المنصور جوابًا.

العقد الفريد 1/ 55، 3/ 93
.