أبو محمد الحنبلي
2.84K subscribers
349 photos
96 videos
72 files
489 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
نصيحة قيمة من الإمام ابن القيم، اجعلها نصب عينيك وحلقًا في أذنيك!


• يقول رحمه الله:

"هلمَّ إلى الدُّخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصبٍ ولا تعبٍ ولا عناءٍ، بل من أقرب الطُّرُقِ وأسهلها!

وذلك أنَّك في وقتٍ بين وقتين، وهو في الحقيقة عمُرُكَ، وهو وقتُك الحاضرُ بين ما مَضَى وما يُستقبَلُ:


- فالذي مضى تُصلِحه بالتوبة والنَّدم والاستغفار، وذلك شيءٌ لا تعبَ عليك فيه ولا نصبَ ولا معاناةَ عملٍ شاق، إنما هو عملُ قلبٍ.

- وتمتنع فيما يُستَقبل من الذُّنوب، وامتناعُك تركٌ وراحةٌ، ليس هو عملًا بالجوارح يَشُقُّ عليك معاناتُه، وإنما هو عزمٌ ونيَّةٌ جازمةٌ تُريحُ بدنَك وقلبَك وسرَّك.

- فما مضى تُصلِحُهُ بالتوبة، وما يُستقبل تُصلِحُه بالامتناع والعزم والنية، وليس للجوارح في هذين نصبٌ ولا تعبٌ،

- ولكن الشأن في عمرك، وهو وقتك الذي بين الوقتين؛ فإن أضعتَه أضعتَ سعادتَك ونجاتك، وإن حفظتَه مع إصلاح الوقتين اللَّذين قبله وبعده بما ذُكِرَ نجوتَ وفُزتَ بالراحة واللَّذَّةِ والنعيم، وحفظُهُ أشقُّ من إصلاح ما قبله وما بعده؛ فإن حفظه أن تُلزِمَ نفسَك بما هو أولى بها وأنفعُ لها وأعظمُ تحصيلًا لسعادتها، وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوتٍ.

- فهي والله أيامك الحالية التي تَجمع فيها الزادَ لمعادك؛ إما إلى الجنة وإما إلى النار: فإن اتَّخذْتَ منها سبيلًا إلى ربك بلغتَ السعادةَ العظمى والفوزَ الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد، وإن آثرتَ الشهواتِ والراحات واللهو واللعب انقضتْ عنك بسرعةٍ، وأعقبتْك الألمَ العظيمَ الدائم الذي مُقاساتُهُ ومعاناتُهُ أشقُّ وأصعبُ وأدومُ من معاناة الصبرِ عن محارم الله والصبرِ على طاعته ومخالفةِ الهوى لأجله."


- الفوائد (١٦٨-١٦٩)

#ابن_القيم
قال #ابن_القيم رحمه الله:

"بل الكمالات الإنسانية لا تنال إلا بالآلام والمشاق، كالعلم، والشجاعة، والزهد، والعفة، والحلم، والمروءة، والصبر، والإحسان، كما قال:

لولا المشقة ساد الناس كلهم...
الجود يفقر والإقدام قتّالُ


وإذا كانت الآلام أسباباً للذات أعظم منها وأدوم كان العقل يقضي باحتمالها."


وقال:

"وقد حجب الله - سبحانه - أعظم اللذات بأنواع المكاره، وجعله جسرا موصلًا إليه، كما حجب أعظم الآلام بالشهوات واللذات وجعلها جسرا موصلًا إليها...

ولهذا قالت العقلاء قاطبة: إن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن الراحة لا تنال بالراحة، وإن من آثر اللذات فاتته اللذات؛ فهذه الآلام والمشاق من أعظم النعم إذ هي من أسباب النعم".

- شفاء العليل (٤٩٨-٤٩٩)
من بدائع ابن القيم في دلائل صحة ما جاء به النبي ﷺ!

﴿فَلَوۡلَاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ (٨٣) وَأَنتُمۡ حِینَىِٕذࣲ تَنظُرُونَ (٨٤) وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنكُمۡ وَلَـٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ (٨٥)﴾ [الواقعة ٨٣-٨٥]


قال الإمام #ابن_القيم رحمه الله:

"ثم ختم السورة بأحوالهم عند القيامة الصغرى كما ذكر في أولها أحوالهم في القيامة الكبرى وقسمهم إلى ثلاثة أقسام كما قسمهم هناك إلى ثلاثة،

- وذكر بين يدي هذا التقسيم الاستدلال على صحته وثبوته بأنهم مربوبون مدبرون مملوكون فوقهم رب قاهر مالك يتصرف فيهم بحسب مشيئته وإرادته وقررهم على ذلك بما لا سبيل لهم إلى دفعه ولا إنكاره فقال ﴿فلولا إذا بلغت الحلقوم﴾ أي وصلت الروح إلى هذا الموضع بحيث فارقت ولم تفارق فهي برزخ بين الموت والحياة كما أنها إذا فارقت صارت في برزخ بين الدنيا والآخرة ملائكة الرب تعالى أقرب إلى المحتضر من حاضريه من الإنس ولكنهم لا يبصرون بهم فلولا تردونها إلى مكانها من البدن أيها الحاضرون إن كان الأمر كما تزعمون أنكم غير مجزيين ولا مدينين ولا مستوعبين ليوم الحساب.

- فإن قيل أي ارتباط بين هذين الأمرين حتى يلازم بينهما؟

- قيل: هذا من أحسن الاستدلال وأبلغه فإنهم: إما أن يقروا بأنهم مربوبون مملوكون عبيد لمالك قادر متصرف فيهم قاهر آمر ناه، أو لا يقرون بذلك،

- فإن أقروا به لزمهم القيام بحقه عليهم وشكره وتعظيمه وإجلاله وأن لا يجعلوا له ندًا ولا شريكًا وهذا هو الذي جاءهم به رسوله ونزل عليه به كتابه.

- وإن أنكروا ذلك وقالوا إنهم ليسوا بعبيد ولا مملوكين ولا مربوبين وأن الأمر إليهم يردون الأرواح إلى مقارها إذا بلغت الحلقوم فإن المتصرف في نفسه الحاكم على روحه لا يمتنع منه ذلك بخلاف المحكوم عليه المتصرف فيه غير المدبر له سواء الذي هو عبد مملوك من جميع الجهات.

- وهذا الاستدلال لا محيد عنه ولا مدفع له ومن أعطاه حقه من التقرير والبيان انتفع به غاية النفع وانقاد لأجله للعبودية وأذعن ولم يسعه غير التسليم للربوبية والإلهية والإقرار بالعبودية ولله ما أحسن جزالة هذه الألفاظ وفصاحتها وبلوغها أقصى مراتب البلاغة والفصاحة والاختصار التام وندائها إلى معناها من أقرب مكان واشتمالها على التوبيخ والتقرير والإلزام ودلائل الربوبية والتوحيد والبعث وفصل النزاع في معرفة الروح وأنها تصعد وتنزل وتنتقل من مكان إلى مكان...[....]،

- فتضمنت الآيتان تقريرًا وتوبيخًا واستدلالًا على أصول الإيمان من وجود الخالق سبحانه وكمال قدرته ونفوذ مشيئته وربوبيته وتصرفه في أرواح عباده حيث لا يقدرون على التصرف فيها بشيء وأن أرواحهم بيده يذهب بها إذا شاء ويردها إليهم إذا شاء ويخلي أبدانهم منها تارة ويجمع بينها وبينهما تارة وإثبات المعاد وصدق رسوله فيما اخبر به عنه وإثبات ملائكته وتقرير عبودية الخلق."
- الداء والدواء للإمام #ابن_القيم رحمه الله
#منقول
قال #ابن_القيم في ((إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان)) (٢١٨/١) :

ومن كيد [الشيطان]... وكذلك ترى أحدهم لا يصلي إلا على سجادة، ولم يصل رسول الله ﷺ على سجادة قط، ولا كانت السجادة تفرش بين يديه، بل كان يصلي على الأرض، وربما سجد في الطين، وكان يصلي على الحصير، فيصلي على ما اتفق بسطه، فإن لم يكن ثمة شيء صلى على الأرض.
ومن أسمائه جل جلاله: الكافي.

وهو الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه وتعالى، وهي نوعان:

كفاية عامة: التي كفى بها جميع المخلوقات وقام بإيجادها وإمدادها وإعدادها لكل ما خلقت له، وهيأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم ويُطعمهم ويَسقيهم.

وكفاية خاصة؛ للمتوكلين، وقيامه بإصلاح أحوال المتقين ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾، أي: كافيه كل أموره الدينية والدنيوية.

وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتمادا قويًا كاملا في تحصيل مصالحه ودفع مضاره، وقويت ثقته بالله وحَسُنَ ظنه بربه؛ حصلت له الكفاية التامة، وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله، وكفاه همه وكشف غمه.

قال بعض السلف: جعل الله تعالى لكل عمل جزاءً من جنسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفسَ كفايته لعبده، فقال: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾، ولم يقل: نؤته كذا وكذا من الأجر، كما قال في الأعمال.

قال #ابن_القيم رحمه الله: فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره.اه‍ من مختصر فقه الأسماء الحسنى بتصرف.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
ومن أسمائه جل جلاله: العزيز والأعز.

قال #ابن_القيم رحمه الله:
وهو العزيز فلن يُرام جنابه
أنى يُرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لمْ
يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه
فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه
من كل وجه عادم النقصان

فالعز ثلاث معان هي التي ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله،

وهي عزة القدر وأن الله لا نظير له سبحانه، وعزة القهر والغلبة وأنه ذو القوة المتين، وعزة الامتناع وأنه منيعٌ فلن يُرام(يُطلب) جنابُه جل جلاله.

ويقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
العزيز الذي له العزة كلها عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة الامتناع، فممتنع أن يناله أحد من المخلوقات وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة وخضعت لعظمته.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
ومن أسمائه جل جلاله: المعطي المانع.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
فهو المعطي المانع: لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فجميع المصالح والمنافع منه تطلب، وإليه يرغب فيها، وهو الذي يعطيها لمن شاء ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته.

قال #ابن_القيم رحمه الله:
والهدى والرحمة وتوابعهما من الفضل والإنعام كله من صفة العطاء، والإضلال والعذاب وتوابعهما من صفة المنع، وهو سبحانه يصرف خلقه بين عطائه ومنعه، وذلك كله صادر عن حكمةٍ بالغةٍ ومُلكٍ تامٍّ وحمدٍ تامٍّ؛ فلا إله إلا الله.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
قال #ابن_القيم في ((الفوائد)) :

قاعدة

للعبد بين يدي الله موقفان: موقفٌ بين يديه في الصلاة، وموقفٌ بين يديه يوم لقائه. فمن قام بحق الموقف الأول هُوِّن عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يُوفِّه حقَّه شُدِّد عليه ذلك الموقف.

قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيلًا طَويلًا ۝٢٦ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ۝٢٧﴾ [الإنسان: ٢٦ - ٢٧].