أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
10.8K subscribers
349 photos
137 videos
10 files
198 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
نقل الوليد بن مسلم -رحمه الله- في كتاب الأيمان والنذور عن الإمام الأوزاعي -رضي الله عنه- في رجلٍ كُلّم في شيءٍ فيقول: نعم إن شاء الله، ومِن نيّته أن لا يفعل، قال -الإمام الأوزاعي-: هذا الكذب والخلف.
.............
23 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
عن الإمام الفضيل بن عياض -رضي الله عنه- قال:
"من زوّج كريمته من فاسق، فقد قطع رحمها".

حلية الأولياء (8/ 103)

.........
26 - المُحرّم - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللهَ تعالى يُبغِضُ كلَّ عالِمٍ بالدنْيا، جاهِلٍ بالآخِرَةِ» صحيح الجامع.

سبحان الله!
ابتلينا بأقوامٍ يُقدّسون الجهلة في ميزان الله سبحانه وتعالى، ويُحقّرون مِن أنفسهم وأمتهم رغم علمهم بالعلم الّذي خُلِقوا لأجله!.

التوحيد، هو التوحيد؛ عِندما يكون التوحيد هو المركز الّذي يدور حوله قلبك، وعقلك، وروحك، والمِنظار الّذي تنظر مِن خلاله إلى الدنيا؛ حينها فقط ستُدرك القيمة الحقيقيّة لكلّ شيء حولك!.
........
5 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن المفارقات العجيبة ....

أنًك ترى عشرات الملايين مِن شباب أمّتنا يُحِبّون كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بجنون.

وتراهم مُتتبّعين لأخبارهم، وهواتفهم وغُرف نومهم ممتلئة بصورهم، وكثيرٌ منهم يشترون قمصانهم كلّ عام؛ بل ويتشاجرون مِن أجل إثبات مَن هو أفضل لاعبٍ بينهما في التاريخ!.

أين المشكلة؟!.

المشكلة أنهما كافران أولًا، وزُانيان ثانيًا.

تخيًل، رجلان زانيان، أنجبا أطفالًا كُثر بالزنا، وإلى يومك هذا ترى رونالدو مثلًا يعيش مع عشيقته دون زواج، وقد أنجب منها عِدّة أطفال، والآخر ميسي بعد إنجابه لثلاثة أبناء مِن الزنا؛ تزوّج منذ فترة قريبة مِن امراته الزانية، ولا ترى أحدًا يشعر بالبغض تجاههما؛ بل ويُحِبّونهم إلى حدّ التقديس!.

قد يقول قائل: "ولكنهما غير مسلمين، وهذا طبيعي في مجتمعهم، فما شأننا؟!".

مشكلتي ليست معهما، فهما كافران، فاجران، فاسقان؛ مشكلتي معك أنت كمسلم، كيف ترضى أن يُحِبُّ قلبك رجلًا زانيًا ينتهك حرمات الله سبحانه وتعالى؟!.

كيف يطاوعك قلبك على عدم بغض مَن يزني ليل نهار، ويُنجب أولاد زنا؛ بل ويتفاخر بُحبًه لعشبقته الزانية؟!.

هما غير مُسلمين؟ حسنًا فهمت، ولكن ماذا عنك؟! أين غيرتك على على حدود الله سبحانه؟! أين بُغضك لِمن ينتهك حُرمات الله تبارك وتعالى؟؟.

قد يقول آخر: "نحن نُحِبّهما كلاعبين، وليس كأشخاص".

أسف، ولكن هذا هراء! أنت تكذب على نفسك بهذا التبرير!.

يعني كيف أُحِبّه كلاعب وليس كشخص؟! في أيّ منطقٍ هذا؟! هذا أشبه بهراء النـ صـ ـارى عن الناسوت والّلاهوت في شخصية المسيح عندهم!.

هو إله، ولكنه يأكل ويشرب ويأتي بلازم ذلك، كيف؟! لا تدري!.

وبالمناسبة، خُصلة الزنا القبيحة بين لاعبي كرة القدم الأوروبيّة شائعة، وهنا نتحدْث عن شيءٍ واحد من عِدّة أمور يُمارسونها؛ كالوشم، والسُكر، ودعم الّلواط، ونحو ذلك مِن الفحش، ومع ذلك؛ لا يرى شبابنا بأسًا في مُتابعة هؤلاء القذرين؛ بل إنّ الّلعب في بلدانهم ومعهم حُلم!.ر

والله المستعان.
........
6 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن المعلومات الغريبة والمُفاجئة جدًا بالنسبة لي، أننا نتنفّس مِن فتحةٍ واحدةٍ مِن أنوفنا!.

جرّب أن تضع إصبعك عند أنفك وتنفّس، ستلاحظ أنّ الهواء يخرج مِن فتحةٍ واحدة؛ إمّا اليمين أو اليسار، ويتناوبان في ذلك بين الفينة والأخرى فيما يُسمّى الدورة الأنفيّة.

كُنتُ أعتقد بأننا نتنفّس مِن كِلتا الفتحتين في آنٍ واحد، ومِن الغريب جدًا أنّ أغلب الناس لا يُلاحظون ذلك!.

عمومًا، سبب ذلك هو وجود نسيج عِند كُلّ فتحة يقوم بالتمدّد والانكماش، ومِن التفسيرات لهذه العمليّة أنّ هذا التناوب بين فُتحات الأنف يُجنب التجويف الأنفي الجفاف، والّذي بدوره قد يُسبّب التهاباتٍ ومشاكلَ في الجهاز التنفّسي للإنسان.

فسبحان الله أحسن الخالقين!.
......
8 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
هنالك أمر علينا الوقوف عِنده وقفة حقيقيّة، وخآصّة مشايخنا ودُعاتنا حفظهم الله، وهو مُتعلّق بعمل المرأة خارج المنزل.

قبل كلّ شيء، علينا الاعتراف بأنّنا نخاف مِن بعبع "الذكوريّة واضطهاد المرأة"!.

ولِأجل هذا، دومًا ما نتناول عمل المرأة بالعبارة الشائعة "عمل المرأة جائز للضرورة" ثمّ نسكت!.

وهنا يكمن مربط الفرس!.

ما هو تعريف الضرورة؟! ما هي الحاجة الّتي تُبيح للمرأة العمل خارج المنزل؟!.

هذه العبارة مطاطيّة للغاية، وتحوم حولها الضبابية، وإني أرى عدم بيان مقتضى الضرورة فيها؛ هو سببٌ لمفاسد كثيرة، خآصّة في هذا الزمن المآدّي، ونمط الحياة الاستهلاكي في المجتمع!.

أنا لست هنا لأُعرّف الضرورة "الشرعيّة" لعمل المرأة؛ لأنني لست أهلًا لذلك ولكن لديّ بعض التساؤلات الّتي مِن المُمكن البناء عليها بعض التصوّرات لمعنى الضرورة.

وكبداية، دعونا نُخرج المرأة الّتي تعمل لغياب زوجها (وليّ أمرها عمومًا) مِن خانة تساؤلاتنا؛ كموت الزوج، أو مرضه، أو عجزه، أو هجره، ولا سبيل لها للنفقة على نفسها وأولادها إلّا هي.

ودعونا نُخرج مِن المعادلة كذلك المِهن الّتي لا يُمكن أن تشغلها إلّا المرأة؛ كالطبيبة والمُعلّمة، مع مراعاة حدّ الاكتفاء مراعاةً حقيقيّة، بمعنى؛ لا نقول أننا بحاجةٍ للطبيبة والمُعلّمة ثمّ نصمت! لا، بل يجب أن يكون هنالك حدٌّ يكتفي به المجتمع مِن هذه المِهن؛ لئلا تُصبح ذريعةً للنساء والمنتفعين مِن عمل النساء، فمِن غير المعقول أن تعمل جميع نساء الأمّة كطبيبات ومُعلّمات!.

والأن دعونا نتساءل؟!.

هل وضع الأطفال في الحضانات ضرورة؟!.

هل وضع الأولاد في مدارس خآصًة ضرورة؟! هذه مِن الحُجج الّتي يتذرع بها كثيرٌ مِن الناس، وعليها ترى الرجل يسمح لزوجته بالعمل، او تطلب المرأة ذلك مباشرةً!.

هل شراء منزلٍ أكبر أو في منطقةٍ أرقى ضرورة؟!.

هل الاعتياد على نمطٍ معيّن مِن المأكل والمشرب والملبس خلال الشهر والسنة، والّذي حتمًا -وغالبًا- يخرج عِن نِطاق الضرورة ويزيد مِن المصاريف، ضرورة؟!.

هل الاعتياد على نمط ترفيهٍ معيًن؛ كالفُسح الأسبوعيّة، والمطاعم، والعزومات، ضرورة؟!.

هل تلبية جميع -أو غالب- طلبات الأولاد المُتأثّرين بنمط حياة أقرانهم -والّذين يعيشون في مستوى معيشي أفضل- كالألعاب باهظة الثمن، والاجهزة الإلكترونيّة، واشتراكات الصالات الرياضيّة، ومحلّات التجميل وتصفيف الشعر، ضرورة؟!.

هل وهل وهل؟ .... هنالك الكثير مِن التساؤلات على نفس هذا النمط، والّتي لو تفكّرت بها بتجرّد وعقلانيّة؛ سترى أنّها لا تخرج عن نِطاق الكماليّات، أو الرفاهيّات، أو الحاجيّات ليست ذات الضرورة "المُلحّة" الّتي لا يُمكنك العيش بدونها!.

المشكلة الحقيقيّة هنا هي أننا وبسبب نمط حياتنا الاستهلاكي وتعاظم الدنيا في قلوبنا، وتزيين الدنيا في أعيننا، بِتنا ننظر إلى الرفاهيّات على أنها ضروريّات، وهذه هي أُُمّ المشاكل!.

قد يتسائل أحدهم: "يا عِمران، ألا ترى بأنّك تُبالغ؟! نحن نريد تحسين وضعنا المعيشي!!".

قلت: هذه هي المصيبة والله!.

مَن قال لك أصلًا أنّه لِزامٌ عليك أن تعيش في هذه الدنيا برخاء أو بالحدّ الأدنى مِن الرفاهيّة؟! مَن قال لك بأنّك مكلفٌ في هذه الدنيا بتحسين وضعك المعيشي؟!.

أنا لستُ ضد أن يعيش الناس حياةً كريمة، ولكنني ضِدّ أن يفعلوا ذلك على حساب دينهم!.

كن راضيًا بما قسمه الله تعالى لك مِن الرزق، وادعه سبحانه وأسلك كُلّ سبيلٍ مُباح لأجل ذلك، وعش حياتك بما يُناسب قسمتك مِن رزق الله تبارك وتعالى، فإن فتح عليك أبواب رزقٍ أخرى؛ فبِها ونِعمت، وإن لم يحدث ذلك؛ فاحمد الله واشكره على بيتٍ يأويك ولو كان صغيرًا، ومأكلٍ ومشربٍ يسدُّ جوعك وأولادك!.

لكن أن تجعل مِن نمط الحياة الاسنهلاكيّة ضرورة؛ لتسمح لزوجك وبناتك بالعمل، وتُخاطر بعِرضك في بيئات الاختلاط الفاسدة، وتجني على أولادك بغياب أمهم عنهم؟! فلا والله هذا ليس مِن الدّين في شيء!.

الناس قد غرتهم الحياة الدنيا إلى حدّ التنافس فيها، وقد غفلوا عن أنّ سُنّة الله تعالى في الأرض وجود الفقير والغني، القوي والضعيف، العالم والجاهل!.

وكلامي هذا ليس كلامًا مِثاليًّا؛ بل هو انبثاقٌ عن قول الصادق المصدوق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«مَن أصبحَ مِنكُم معافًى في جسدِهِ آمنًا في سربِهِ عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزَتْ لَه الدُّنيا».

صِحة بدنك وعافيتك، وأمانك في بيتك، ومعك قوت يومك مِن أكلٍ وشربٍ خلف جدرانٍ تأويك؛ هذا نعيمٌ يوازي الدنيا وما فيها!.

الحديث يطول، ولكن حاولت وضع إصبعي على الجرح الّذي تنزف مِنه الأُمّة بجرّ نساءها ليكُنّ إماءً للنظام الرأسمالي القذر، والله المستعان.
................
10 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
أنا أعلم عِلم اليقين أنّ كثيرًا مِن الناس حين يرون الكلام المتبادل بيننا كأهل سُنّة وجماعة وبين الأشاعرة؛ يشعرون بالضياع، والتوهان، وأنّ العقيدة صعبة الإدراك، وعسيرة الفهم.

وأنا والله لا ألومهم، ومِن حقّهم أن يضجروا مِن تعقيد ما يقرؤونه ويسمعونه.

أنا أريدك يا أخي/أختي المسلم أن تعرف عِدّة أمورٍ أساسيّة؛ لكيلا تشعر بالضياع في هذه المعمعة:

° عقيدة الإسلام، عقيدتنا كأهل سُنّة وجماعة أسهل وأيسر مِمّا تتخيّل؛ بل أنتَ كعآمّي تُقِرّ بها بفطرتك دون أن تعرف التفاصيل.

° هذا التعقيد الّذي تراه يا أخي الحبيب في نقاشاتما مع أهل الكلام، ليس بسبب العقيدة الّتي جاء بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ بل بسبب مُحاكمة أهل الكلام للنصوص الشرعيّة إلى قواعد الفلاسفة اليونانيين ونحوهم.

بمعنى آخر؛ بسبب فهم أهل الكلام -أهل الضلال- للعقيدة مِن خلال مصدرٍ مِن خارج الدّين كُلّه أصلّا -الفلسفة والفلاسفة- ظهر هذا التعقيد.

وبسبب لجوئهم إلى هذا المصدر الهرطوقي، اضطر أهل السُنّة والجماعة إلى الردّ عليهم.

بمعنى آخر وشامل؛ ما تراه مِن تعقيد يكمن في الردود في الدفاع عن العقيدة، وليس التعقيد في العقيدة نفسها.

° أنت كمسلم عآمّي لست مُلزمًا بفهم تلك الردود، ولا فهم الآليّة الّتي استخدمت في الرد، ولا فهم علم الكلام والمنطق لتفهم عقيدتك.

وحتّى يرتاح قلبك وعقلك، عليك أن تعرف هذه الأمور في عقيدتك، ومِن بعدها لا تأبه بأيّ شيءٍ آخر في تلك النقاشات، وهي كالآتي:

° التوحيد ثلاثة أقسام:

1- توحيد الربوبيّة: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعاله، كأنّه سبحانه الرزّاق والخالق وحده لا شريك له.

2- توحيد الألوهيّة: إفراد العِباد بعبادلتهم لله سبحانه وتعالى؛ كالصلاة، والزكاة، والصوم، والذبح، والدعاء جميعها لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

3- توحيد الأسماء والصفات لله سبحانه وتعالى: الإيمان بجميع أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته الّتي جاءت في القرآن الكريم والسُنّة النبويّة المباركة، وإثباتها على معناها الظاهر بلا كيف، والاعتقاد بالكمال المُطلق لله جَلّ في علاه مِن جميع الوجوه، وتنزيهه عن كّلّ تشبيه أو نقيصة تبارك وتعالى.

° أركان الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الأخر، والقضاء والقدر خيره وشرّه.

° أركان الإسلام: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ مُحمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- رسول الله، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج.

° أنّ الله سبحانه وتعالى فوق سماواته، فوق عرشه فوقيّة وعلو حقيقي وليس مجازيًّا، بائنٌ مِن خلقه (بائن يعني أنّه سبحانه لا يختلط بمخلوقاته؛ فليس في ذاته شيء مِن مخلوقاته، وليس مِن مخلوقاته شيء في ذاته),.

° أنّ الله تبارك وتعالى يتكلّم، وكلامه صوتٌ مسموع بصوتٍ وحرف.

° القرآن هو كلام الله تبارك وتعالى الّذي تكلّم به بصوتٍ وحرف، وأنزله إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن طريق سيّدنا جبريل عليه الصلاة والسلام، والقرلن وحروفه ليسوا مخلوقات.

° أنّ صفات الله سبحانه وتعالى؛ كالوجه، واليد، والساق، والضحك، والغضب، والمجيء، والإتيان، والنزول، هي صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى.

كيف نتعامل معها؟!.

نُثبِتُها كما جاءت، ونُقِرّ بها على معناها الظاهر، -أي معنى الكلمة العربي المفهوم- دون تشبيه، ولا تعطيل، ولا نسأل كيف؟!.

بمعنى، كمثال؛ لله يد صحيح؟! كلمة يد واضحة المعنى، جميعنا يُدرك معنى كلمة يد، فنؤمن بأنّ لله تبارك وتعالى يد حقيقيًة، ولكن لا نسأل "كيف هي هذه اليد؟!"؛ لأنّ الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء، ولا يجوز التفكير في ما هيّة هذه اليد أو تشبيهها بشيء، أو تعطيل معناها، بل نؤمن بها على معناها الظاهر المفهوم ونسكت؛ لأنّ عقولنا قاصرة على أن تدرك الكامل جلّ في عُلاه.

وهكذا تفعل مع جميع صفاته سبحانه وتعالى.

° الإيمان اعتقادٌ في القلب، وقولٌ بالّلسان، وعملٌ بالجوارح، والإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي

هذه النقاط هي الّتي يدور حولها الطحن بيننا وبين أهل الكلام المبتدعة.

هذه الأمور السهلة واليسيرة، والّتي يُدركها كُلّ مسلمٍ عاميٍّ عاقل؛ هي عقيدتنا كأهل سُنّة وجماعة في هذه الأبواب.

ما دمت فهمت هذه الأمور، وأدركتها إن شاء الله؛ فلا تخف، ولا تبتئس، ولا تشعر بالضياع؛ فهذا هو الحق المبين الّذي كان عليه صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والتابعين، وتابعيهم، وأئمة أهل الحديث رضوان الله عليهم.

أرأيت كم هي عقيدتنا يسيرة الفهم؟! ولكن أولئك الضلاليّون أدخلوا إلى ديننا أمورًا ام يُنزل اللهُ بها مِن سلطان؛ فعقّدوا كُلّ شيء بفلسفتهم وهرطقتهم، والله المستعان.

احفظوها، واعقلوها، وعَلِّموها لِمن حولكم، وتوكّلوا على الله سبحانه وتعالى.

وإنّا لله الواحد القهّار
..........
12 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
قال شيخ الإسلام وحجّته سيّدي مالك بن أنس -رضي الله عنه- حينما سأله رجلٌ عن كيف استوى الرحمن على العرش؟:

«الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» وأمر بطرد الرجل مِن مجلسه.

هذه هي القاعدة الذهبيّة الّتي تعامل بها السلف رضوان الله عليهم مع صفات الربّ جَلّ في عُلاه.

{الاستواء معلوم}: أي مفهوم، معقول المعنى، وهو العلو والارتفاع، فالله سبحانه وتعالى مستوٍ فوق عرشه.

{الكيف مجهول}: أي أننا لا نُدرك كيف هو استواء الله سبحانه وتعالى فوق عرشه؟! ففهمنا لمعنى الاستواء لغةً؛ لا يُمكّننا مِن معرفة كيف يكون عند الله تبارك وتعالى؛ لأنّه سبحانه المتصف بالكمال المُطلق، ولا يُمكن للناقص -البشر- أن يُدركوا ذات الكامل سبحانه وتعالى. فليس كمثله شيء جلّ ثناؤه.

{الإيمان به واجب}: أي الإيمان بأنّ الله تبارك وتعالى علا وارتفع واستقر فوق عرشه علوًّا وارتفاعًا حقيقيًّا وليس مجازًا؛ واجب حتمي على كُلّ مسلم، لأنّ الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بذلك عن نفسه، أخبرنا عنه بلغةٍ عربيّة فصيحة، واضحة، ظاهرة المعنى والدلالة.

{السؤال عنه بدعة}: أي السؤال عن "كيف استوى الله فوق عرشه" بدعة، لأنّ الله تعالى لم يخبرنا كيف استوي على عرشه؟! والسؤال عن "الكيفيّة" سبيل إلى الفتنة والضلال، وفتح لأبواب الشبهات والتشكيك في الغيبيّات.

هذه القاعدة العظيمة يا رعاك الله تُعينك على فهم كيف يجب علينا التعامل مع صفات الله تبارك وتعالى جميعها.

ضع أيّ صفةٍ مكان كلمة "الاستواء" وستكون النتيجة واحدة.

«يد الله معلومة المعنى، وكيف هي؟ مجهول، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة».

«وجه الله معلوم المعنى، وكيف هو؟ مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».

وهكذا دواليك مع باقي الصفات.

رضي الله عن إمام دار الهجرة وأرضاه، وعن سائر أئمة السلف الأبرار.
..........
13 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
سبحان الله!

نحن مُختَلِفون في كُلّ شيء؛ بُلداننا، بيئاتنا، تربيتنا، أفكارنا، شخصيّاتنا، عواطفنا، ظروفنا، عاداتنا وتقاليدنا، لهجاتنا، أمانينا، أحلامنا، أنسابنا، مكانتنا الاجتماعيّة في مجتمعاتنا .... كُلّ شيء حرفيًّا!.

ومع ذلك؛ جمعنا الله سبحانه وتعالى على شيءٍ واحد «التوحيد، الإيمان، العقيدة السليمة».

ليس ذلك فحسب؛ بل جعل هذه الرابطة المُقدّسة في قلوبنا، وعقولنا، ونظرنا أعظم، وأجَل، وأسمى مِن كُلّ تشابهٍ أو ترابطٍ قد يربطنا ببعضنا، وأكثر مِن ذلك أن جعلنا نَرمي كُل ترابطٍ -ولو كانت رابطة الدم- وراء ظهورنا إن كانت تُعارض تسليمنا لأمره جَلّ في عُلاه!.

والحُب بيننا بسبب هذه الرابطة ليس حُبّ منفعة أو مصلحة؛ بل حُبٌّ طاهرٌ نقيٌّ مِن كُلّ شوائب الدنيا وزخرفها.

حُبُّ يصل بصاحبه إلى أن يدعو لإخوته في العقيدة في جوف الّليل ساجدًا مِن أعماق قلبه.

فالحمدُ لله على نعمة التوحيد، الحمدُ لله على نعمة العقيدة الصافية، الحمدُ لله ربّ العالمين.
.......
16 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
كنتُ أتحدّث منذ قليل مع صديقٍ لي عن انتفاضة الشعوب في وجه الظُلم والديكتاتوريّات.

وقبل أن أقول ما سأقوله، غالبكم يعلم بموقفي الواضح والصريح تجاه أنظمة بلادنا المنبطحة لأهل الكـ فـ ـر، فأحببت بيان ذلك؛ حتًى لا أُفهَم بشكلٍ خاطئ.

المهم، قلت لصديقي فيما معناه:

«شعوبنا حينما خرجت ضد الأنظمة الطاغوتيّة، لِماذا خرجت؟!.

خرجوا لأنً الإنسان في بلادنا يُعاني مآدّيًّا، لأنّ الإنسان لا يستطيع التعبير عن أراءه، لأنّ الإنسان مُضطهد بدرجات متفاونة، لأنّ الإنسان لا يحيا "حياة كريمة" كما هو الحال في الغرب، ونحو ذلك مِن صور الفساد المؤذية للإنسان "مآدّيًّا".

فكان هدفهم الأساسي الحريًة، الديموقراطيّة، الحكم المدني، الخلاص من الفساد وأرذاله، الخلاص مِن الحكم العسكري المُستبد».

(هذا الكلام لا ينطبق على جميع مَن خرجوا، ولكن الغالبيّة الساحقة خرجت لأجل ذلك).

- ثمّ سألته سؤالًا مُهمًّا في رأيي:

"هب أنّ تلك الأنظمة كانت توفّر لشعوبنا مستوى معيشي جيّد، لا أقول ممتاز، ولكن جيّد؛ وأنّ تلك الأنظمة قد رفعت لهم سقف حريّة التعبير قليلًا بحيث لا تكون هنالك اعتقالات سياسيّة تعسّفيّة، والجميع يستطيع إبداء رأيه في النظام؛ بل في رأس النظام حتّى؛ وأنّ نسبة الفساد المالي والإداري مُنخفضة، وفُرص العمل متوفّرة بشكل أفضل، ونسبة البطالة منخفضة.

بصيغة أشمل؛ هب أنّ أنظمة بلادنا تشبه أنظمة بلاد الغرب أو 70% مِن وجه الشبه؟!.

يا ترى، هل كانوا سيخرجون ضدّ تلك الأنظمة؟!.

أو دعني أسألك بصيغة قد تبدو قاسية، هل خرجت شعوبنا في سبيل الله أم في سبيل الإنسان؟!".

- أعلم بوجود فصائل قد خرجت في سبيل الله، وأنّ هدفها كان بسط حكم الله سبحانه، وقد حُرِبوا مِن المسلمين أنفسهم مع الأسف، ولكن غالب الناس لم يكن هذا هو هدفهم، أو بالأحرى؛ لم تكن تُهمّهم الوسيلة، المهم أن يعيشوا حياة كريمة في مكان يشعرون به بالحريًة؛ فسواء جاءت هذه المتطلّبات بحكم الشريعة أو الحكم الديموقراطي أو العلماني، فليس مهمًا، المهم أن نصل إلى العيش عيشة كريمة!.

قد يقول قائل: "يعني يا عِمران أنتَ لا ترى أنّ الظلم، والقهر، والاضطهاد، والذُل سببًا للانتفاضة؟!".

لا يا حبيبي لا، ليس الهدف مِن كلامي الرضوخ للذل، والقهر، والظلم.

لكن أنا أشعر -والله أعلم- أنّ سبب هذا الفشل الذريع لانتفاضة شعوبنا هو أنّهم كانوا يريدون رفع الظلم وتحقيق العدل، ولكن عدلُ مَن؟! ليس مهمًا!.

فأنا أجزم، لو أنّ بلادنا كانت توفّر لشعوبنا حياة كريمة بالحدً الأدنى مِن هذا الوصف، ورأوا حُرمات الدّين تُنتهك وتُستباح، ويتم تحييده وعزله عن الحكم كما كان يحدث وما زال يحدث؛ لما انتفضوا!.

فلو أنّ الثورات قد نجحت، وصار تداول ديموقراطي للسلطة، وسقف الحريّات قد ارتفع، والحياة المآدّيّة صارت أفضل.

هل سيجرؤ أحد على تحييد مِلل الكـ فـ ـر عن الحكم؟! هل سيستطيع أحد أن يُطبًق أحكام الشريعة؟! هل سيستطيع أحد الدهس على عنق مَن ينتقد الإسلام ولو مِن وراء وراء؟! هل وهل وهل؟!.

والله أنًك سترى المسلمين أنفسهم يُعارضون ذلك!.

لِماذا؟! لأنّ الهدف الأصل مِن الانتفاضة كان هو "الإنسان" بغض النظر عن أي اعتبار ديني أو عِرقي، وليس إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض!.

وأنا والله، أرى أنّ هذا الفشل الّذي نال مِن ثورات شعوبنا رغم الشرّ العظيم الّذي رافقه؛ إلًا أنً فيه خيرًا دون لجوء المسلمين إلى غير حكم ربّهم تبارك وتعالى، والّذي سيكون مآله الحتمي إلى ما حدث مع الدّين المسيحي في الغرب!.

الخلاصة: لا غِنى لنا عن تحكيم شرع الله تبارك وتعالى، فبه نرفع الظلم، والفقر، والذُل، وننشر العدل، وعلى المسلمين أن يُدركوا بأنّ المآدّيات مُجرّد وسيلة لتحقيق هدفٍ اعظم وأسمى، وليست غاية الحياة!.

علينا أن ننشر الوعي بين السلمين، وأن يُدركوا غاية وجودهم الحقيقيّة، ويعقلوا مركزيّة الدين في كُلّ شيء مِن حياتهم، وأنّ الحريّة، والعِزًة، والكرامة الّتي انتفضوا لأجلها، لن يجدوها إلًا في تحكيم شرع الله جَلّ في عُلاه.

{أيبتغون عندهم العِزّة؟! فإنّ العِزّة لله جميعًا} النساء
.........
17 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
الحياة القاسية مع تمسّكك بدينك = جهاد وعِِزة.

الحياة الكريمة دون استعلاءك بدينك = ذُل!.

سعيك لمعيشة أفضل حق، ولكن حينما يكون على حساب دينك فهو باطل.

وحتّى هذا السعي لا يجب أن يكون غاية؛ بل وسيلة.

فالإنسان لم يُخلق ليسعى إلى حياة مُرفّهة؛ بل إلى تحقيق مقتضى العبودية لله تبارك وتعالى.

فإن كان سعيك لتحسين وضعك المعيشي مُعينًا لك على تحقيق هذا الهدف؛ فبِها ونِعمت.

وإن كان هذا السعي شاغلًا لك عن تحقيق غاية وجودك؛ فيا حسرةً على نفسك!.

وهذا ينطبق على كُلّ أمرٍ قد أشغل الناس عن أخرتهم؛ كالشهادات العالية، والارتقاء في سوق العمل، والزواج، وإنجاب الأولاد.

هذه جميعها وسائل وليست غايات نعيش لأجلها.

لِذلك -وللأسف الشديد- ترى أنّ كثيرًا مِن الناس يتحطّم ويتدمّر نفسيًّا إن لم يُحقّق شيئًا مِن هاته الأمور؛ بل إنّه قد يصل إلى مرحلةٍ يسأل نفسه فيها: "ما فائدتي في هذه الحياة؟!".

وكأنًه قد خُلِقَ ليتحصّل على الدكتوراة، أو ليُصبح ثريًًا، أو ليتزوّج!.

لا أهوّن مِن تأثير عدم تحقيق الحدّ الأدنى مِن هذه الأمور،؛ كالحصول على شهادة في زمن الرأسماليّة، أو العيش بدخل دون المتوسّط، أو عدم الزواج، ولكنًني لا أُقيّم جدوى بقائي على قيد الحياة بناءً عليها، فهذا ليس مِن حقّي أصلًا، والله جَلّ في عُلاه لم يعدني بالنعيم الكامل في الدُنيا!.

وإنّا لله الواحد القهًار
.................
17 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
مِن السُنّة النبويّة المباركة في الأعراس المنضبطة بأحكام الشريعة؛ الوليمة.

وفي زمننا الحاضر يُقيم النّاس الولائم، ولكن ليست كولائم المُسلمين الأوائل!.

إنّما هي ولائم يكون طبقها الرئيسي لحوم البشر!.

{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.

مجزرة حقيقيّة تُسجّل في صحائف المعازيم عمومًا، والنساء خصوصًا بسبب غيبتهم لأهل العرس وللحضور، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

انظري انظري إلى فلانة، إلى علّانة، كيف تمشي، كيف تضحك، كيف تتكلّم؟!.

يا فلانة بسرعة بسرعة، التفتي هناك، انظري ماذا ترتدي فلانة!.

هل شاهدتِ فلانة كيف كانت ترقص؟ ما أقبحها!.

يااااه، كم كان أهل العريس بُخلاء في ما قدّموه مِن طعامٍ وشراب!.

العروس أجمل مِن العروس، لا أدري علامَ اختارها!.

العروس أجمل مِن العريس، أنفه كبير وجبهته عريضة، كيف رضيت به هذه المخبولة؟!.

مجالس مِن الغيبة القبيحة الّتي تبدأ منذ بداية العرس إلى ما بعد نهايته بأيّام، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

وأنا أريد أن أسأل هؤلاء الّذين امتهنوا الغيبة في هكذا ظروف، والّتي مِن المُفترض فيها أن تُشارك إخوتك المسلمين فرحتهم:

{ما الفرق بينكم وبين شارب الخمر والزاني؟! حقيقةً، ما الفرق بينكم؟! أولئك قد ارتكبوا كبيرة، وأنتم قد ارتكبتم كبيرة؛ فما الفرق؟!}.

يا إلهي كم سيُصدم الإنسان يوم الحساب بما اقترفه جريرة لسانه، كلمة هنا، وأخرى هناك، لا يُلقي لها بالًا؛ فتتراكم، وتتراكم، وتتراكم؛ حتّى يرميه لسانه في جهنّم والعياذ بالله!.

ونحن هنا نتحدّث عن كلماتٍ عابرة لا تُرضي الله تعالى؛ فكيف بكبيرةٍ مِن الكبائر تتراكم في صحيفته؟!.

اتقوا الله يا ناس، اتقوا الله؛ فوالله لَتُسأَلُنَّ عن كلّ حرفٍ قد خرج مِن أفواهكم، ولَتَشهدنَّ ألسنتكم عليكم مُتبرّأةً مِن قبيح فعلكم!.

وإنّا لله الواحد القهّار
............
19- صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
"الدّين يُسر لا عُسر".

عِبارةٌ مِن المُفترض أن تندرج تحت ما أحلّه الله تبارك وتعالى؛ حتّى ابتلينا بأقوامٍ جعلوها فيما حرّمه جَلّ في عُلاه!.

الحرام يبقى حرامًا ولو فعله أهل الأرض جميعا، الحرام لا يُسر فيه؛ بل في الاستخفاف به عسرٌ في الدنيا، وفي الأخرة عذابٌ عسير!.
...............
21 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
{الرِق، مُلك اليمين، الجواري، الإماء والعبيد}.

دعونا نتحدّث اليوم عن هذه المُصطلحات الّتي استشكلت على كثيرٍ مِن المسلمين، واتخذها أعداء الدّين ساحةً لقذف شبهاتهم الواهية.

فأقول مُستعينًا بالله العليّ العظيم:

بدايةً أريد أن أسألكم سؤالًا:

"ما هو أول شيءٍ يخطر في بالكم عِند سماع كلمة الرِق عمومًا، والجواري خصوصًا؟!".

مهلًا، دعوني أتوقّع:

رتلٌ مِن العبيد السود يسيرون في صفوفٍ وسّط الصحراء وهم مُسلسلون بالسلاسل، صحيح؟!.

وبالنسبة للجواري، امرأةٌ مسكينة وبريئة، يُرغمها سيّدها على الجماع في الفراش وهو يُبرحها ضربًا، وهي تقاوم، وتبكي، وتتوسّل أليس كذلك؟!.

مبدئيًّا، هذا التصوّر عن العبيد صحيح، ولكن في مُجتمعات الكـ ّفـ ـار، وليس في مجتمع المسلمين والإسلام!.

وهذه الصورة النمطيّة عن الرِق في عقول الناس، هي نتيجةٌ حتميّةٌ للضخ الإعلامي عبر البرامج، والأفلام، والمسلسلات على مدى عقود، وهي السبب الرئيس في استثقال أو استبشاع أو استنكار الرِق عِند عوام المسلمين؛ بل حتّى وصل الحال ببعض الدعاة الخاضعين للثقافة الغالبة إلى ترويج أنّ الإسلام قد حَرّم الرِق بالتدريج، وهذا كلامٌ باطلٌ بلا خِلاف؛ بل هو تشريعٌ باقٍ إلى قيام الساعة!.

حسنًا، قبل أن نخوض في تفاصيل هذا الباب، دعونا نبدأ بمقدّمةٍ ضروريّة، سيكون فيها حَلّ نصف الإشكال الّذي يستحوذ على قلوب المسلمين وعقولهم تجاه الرِق إن شاء الله.

في الحقيقة، مشكلة الناس مع الرِق، ليست في الوظيفة الّتي يقوم بها الرقيق تجاه سيّده؛ المشكلة لديهم -غالبًا- مع المُسمّى (العبد/ الأمة) ليس إلّا!.

فالناس تتقبّل -مثلًا- مهِن؛ كالخادمة، السائق، عامل النظافة، عامل البناء ونحوها مِن المِهن الّتي كان يقوم بها العبيد والإماء بأمر سيّدهم.

وإن قال قائل: "ولكن هؤلاء قد اختاروا بمحض إرادتهم أن يعملوا بهذه المِهن!!".

قلت: هذا ليس صحيحًا، فلا يُوجد إنسانٌ على وجه الأرض يتمنّى هكذا مِهن شآقّة ودونيّة في نظر المجتمع، إنّما هو الفساد، وطمع البشر، والطبقيّة الاجتماعيّة، وغيرها الكثير مِن العوامل الّتي قد "أجبرت" فئةً مِن الناس على التوجّه إلى هكذا أعمال، ولكن هذا ليس مُهمّا كجوهر؛ لّنّه بمجرد عمله في هكذا مِهن؛ فلن يكون حُرًا!.

لأنً بينه وبين ربّ عمله عقد عملٍ يُلزمه أن يكون بأمر ربّ العمل، ولو خالف أمره أو قصّر أو هرب مثلًا، سيُعاقب بعقوباتٍ متفاوتة؛ كالخصم مِن الراتب، وقد تصل إلى السجن!.

المبدأ واحد، هناك آمر ومأمور، ولكن تختلف المُسمّيات!.

- ومِن هنا نصل إلى الجوهر:

الإنسان في الأصل أنّه حُر، وهذه الحريّة قد استمدّها مِن عبوديّته لله سبحانه وتعالى.

فالإنسان خُلِق ليعبد الله تبارك وتعالى، هذه غاية وجوده، وبما أنّ هذه الدنيا دار اختبار، وهذا الاختبار في التسليم والخضوع لله -جلّ ثناؤه- مِن عدمه، فقد جعل الله تعالى الإنسان حُرًا في أقواله وأفعاله الّتي على أساسها يُثاب أو يُعاقب.

أنت كإنسان حُر، هذا صحيح، ولكن هناك ثمنٌ عليك أن تدفعه إزاء ما ترتكبه إن كان مُخالفًا لِما خُلِقتَ لأجله، وهذا الثمن مِنه ما يكون في الدنيا، ومِنه ما يكون في الأخرة.

فالقـ ـا تـ ـل يُـ قـ تـ ـل، والزاني يُجلد أو يُرجم لو كان مُحصنًا، والسارق تُـ قـ طـ ـع يده؛ وهذه جميعها مِن الكبائر، فما بالك بأكبر الكبائر، وأقبح الجرائم، الشرك بالله؟!.

وكذا الشرك، عقوبته الأخرويّة هي العذابُ السرمدي في جهنّم، أمّا في الدنيا؛ فمِن ضمن العقوبات أن يكون عبدًا/أمة عِند المسلمين.

فالله تبارك وتعالى شاء أن يُعاقب الّذين استنكفوا (امتنعوا) عن عِبادته بأن صيّرهم عبيدًا لعبيده.

فالمسألة ليست أنّ المُسلمين يستعبدون المشركين؛ بل الله تعالى قد استعبد المشركين لعِباده المؤمنين عقوبةً على كـ فـ ـرهم، وهو سبحانه يفعل ما يشاء، كيفما شاء وقتما يشاء، ونحن كمسلمين ما لنا أن تقول إلّا سمعنا وأطعنا.

وأنا أعتقد -والله أعلم- أنّ مِن حِكم هذه العقوبة، أن يشعر العبد/الأمة بالفرق بين أن يكون عبدًا لمخلوقٍ ناقص، وأن يكون عبدًا للخالق الكامل سبحانه وتعالى.

- خُلاصة المُقدّمة: الحريّةُ والعبوديّة هي قيمٌ قد استمدّت معناها، وأهمّيّتها، وأحقّيّتها مِن الله تبارك وتعالى، فيوهبُها سبحانه لِمن يشاء، وينزعها مِمّن يشاء، وهو جَلّ في عُلاه قد أعطاها للمؤمنين، ونزعها عن المشركين بتسليم رِقابهم لعِباده؛ لأنّهم أبوا التسليم لعبوديّته سبحانه وتعالى.

حسنًا، والأن نبدأ مع التفاصيل:

للرِق مصدران لا ثالث لهما في الإسلام:

1- الحرب.

2- ولادة الأَمة لمولودٍ مِن غير سيّدها، فالولد تبعٌ لأُمّه في هذه الحالة إن لم يكن السيّد هو الوالد.

- فأمّا الحرب:
بدايةً علينا أن نُدرك بأنّ الإسلام لا يحثّ على الحرب لأجل المطامع الدنيويّة كما هو حال الحروب اليوم، إنّما الحرب تكون ضرورةً لإعلاء كلمة الله تعالى في مُلكه (الأرض) وبين أملاكه (البشر)، ولتطهير الأرض مِن الكـ فـ ـر وأهله الجاحدين، المُكابرين، المُعادين للتوحيد والخضوع للملك (الله تعالى) في مُلكه (الأرض).

وعلى ذلك، فإنّ الله تعالى قد أمرنا -في حال قوّة شوكة المسلمين، وهو ما يُعرف بـ (ج الطلب)- بأن نعرض الإسلام على البلاد الكـ ـافـ ـرة، فإن أبوا، نعرض عليهم دفع الجزية، فإن أبوا؛ نستعين بالله ونُحاربهم حتّى يخضعوا لحكم الله سبحانه وتعالى.

قد يقول قائل: "ولماذا نُحاربهم؟! لِماذا لا نتركهم بحالهم؟!".

قلت: لأنّ ترك الكـ فـ ـر وأهله بحالهم سيجعلهم ينشرون فسادهم في الأرض، وهذا الفساد سينتشر ويُحاصر الإسلام والمسلمين، وبالنالي سيكون خطرًا عظيمًا على الناس وعبوديّتهم لله سبحانه وتعالى، والّذي نتيجته الكـ فـ ـر، والّذي هو مصيره الخلود الأبدي في النّار!.

ولا أظنّني بحاجةٍ للندليل على هذا الكلام، أنظر حولك، أنظر إلى بلاد الغرب كيف ينشرون فسادهن وانحطاطهم الأخلاقي، ويفرضونه على العالم بأسره بالقوّة؛ لغياب الخِلافة الإسلاميّة!.

الكلام يطول في هذا الباب، باب الجـ ـهـ ـاد، لعلّي أُخصّص له مقالًا تفصيليًّا إن شاء الله.

المهم، وبطبيعة الحال في الحروب يكون هنالك أسرى.

(ملاحظة 1: الكـ ـافـ ـر الحربي، هو كُلّ كـ ـافـ ـرٍ ليس له عهد، أو ذمّة، أو ميثاق أمان مع المسلمين، وليس صحيحًا أنّ الحربي -كما يعتقد غالب الناس- أنّه العسكري الّذي يحمل السلاح؛ فالمشرك ما لم يكن لديه ميثاقٌ مِن المواثيق آنفة الذِكر يُعدُّ حربيًّا، سواءً حمل السلاح أو لم يحمل).

(ملاحظة 2: ليس صحيحًا أنّ الأسرى فقط الّذين يُؤخذون مِن أرض المعركة؛ فالبلد الّتي يأبى أهلها الإسلام أو دفع الجزية، ويلجؤون لِقتالنا؛ فيكونون جميعهم حينئذٍ غنائم للمسلمين في حال الظفر بهم).

وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يُقّرر الإمام الأعظم للمسلمين ما سيفعله مع الأسرى بما فيه المصلحة والمنفعة للإسلام والمسلمين، وذلك على أربعة وجوه:

1- الـ قـ تـ ـل، ويُستثنى مِن ذلك الأسير الّذي أسلم بعد أسره، والنساء والذراري.

2- الفِداء: وهو أن يُقرّر الحاكم فِداء الأسرى بأسرى المسلمين في يد العدو، أو مُقابل المال، أو مُقابل العتاد، أو أيّ شيءٍ فيه منفعةٌ للمسلمين.

3- المَن: وهو أن يُطلق سراح الأسرى دون مُقابل، مع مراعاة أن لا يكون في ذلك قوّةٌ للمشركين بعد أن كُسِرت شوكتهم.

4- الاسترقاق.

أمّا الاسترقاق، فيقوم الإمام بتوزيع الأسرى رجالًا، ونساءً، وصبيانًا على المُـ جـ ـاهـ ـدين حصرًا؛ لأنّ الظفر بهم قد صار على أيديهم.

فالأمر مُنظم، وليس عشوائيًّا يأخذ من شاء ما شاء!.

المهم، وبمجرد أن يُستَرِقَّ الأسرى، ويُصبحوا قي أيدي المسلمين، يصيرون حينئذٍ مُلكًا لهم، مُلكًا حقيقيًّا لا مجازًا!. (تذكّر دومًا أنّهم صاروا كذلك بأمرٍ مِن الله تبارك وتعالى).

فالمسلم له أن يشتري ويبيع العبد/الأمة، أو يتصدًق به، أو يجعله مهرًا لزواجه، أو يهبه، أو يَهديه؛ مثلهم كمثل المال المآدّي الحقيقي في المُعاملات، وحتّى أنّه يكون ميراثًا للورثة كالمال.

حسنًا، نأتي لتعريفٍ موجزٍ لِبعض المُصطلحات:

1- العبيد: هم الرِجال والصبيان المُستَرَقّون.

2- الإماء: هُنّ النساء المُستَرَقّات.

3- الجواري: هي نفسها الأمة.

4- السراري: السريّة هي الجارية الّتي وطأها سيّدها.

5- مُلك اليمين: هُنّ السراري.

والأن دعونا نقف مع مُلك اليمين لأنّ الشبهات جميعها -تقريبًا- تدور حول ذلك:

1- علينا أن نُدرِكَ أنّ وطء مُلك اليمين ليس زنًا كما يدّعي الجهلة، فما هو الزنى؟! هو ممارسة الجنس في غير المواضع الّتي أحلّها الله سبحانه وتعالى.

والله تبارك وتعالى قد أحلّ الجنس في موضعين: الزواج، مُلك اليمين.

فالعبرة ليست في أنّ ممارسة الجنس في غير الزواج يُعتبر زنا؛ بل في أنّ الزواج نفسه سبيلٌ أحلّه الله تعالى لممارسة الجنس.

2- لا يجوز للمسلم أن يطأ غير الكتابيّة، فإن كانت مجوسيّة أو وثنيّة أو مُلحدة؛ فلا يجوز وطؤها مُطلقًا.

3- لا يجوز للمرأة المسلمة أن تُنكِحَ نفسها لعبدها مُطلقًا، سواءً كان مُسلمًا أو كتابيًّا أو غير ذلك.

4- لا يطأ المسلم أمته حتّى يستبرئها بحيضة، وإن كانت حاملًا قبل الأسر؛ فلا يطؤها حتّى تضع مولودها، ويحرم عليه أن يُشاركها مع أحدٍ غيره وهي مُلكه.

5- يحِلّ للمسلم أن يبيع أمته سواءً وطأها او لم يطأها، وعلى الشاري أن يستبرئها بحيضة، وكذا الأمر بالنسبة للمرأة المسلمة الّتي تملك عبدًا أو أمة.

6- إن ولدت الأمة لسيّدها مولودًا مِن ظهره؛ فلا يحِلّ له بيعها مُطلقًا، ويكون ولدها حُرًا، وتكون هي حُرّة بمجرّد وفاة سيّدها.

7- إن أُسِرت المرأة مع زوجها المُشرك؛ فلا يجوز تفريقهما.
8- إن كانت الأسيرة متزوّجة، ولم يكن زوجها مِن الأسرى؛ فيُفسخ عقد زواجها منه، ويحِلّ للمسلم أن يطأها إن كانت كتابيّة بعد أن يستبرئها بحيضة.

9- (وهذه الأهم) لا يجوز للمسلم أن يـ غـ تـ صـ ـب الجارية، ولا يحقّ لها أن تمنع سيّدها عنها، وفي حال امتنعت عن تمكينه نفسها؛ فيحقّ له تأديبها كما يؤدّب الأطفال والزوجة الناشز..

10- لا يُعتق العبد/الأمة إن أسلم، ولا يجوز سبي المُسلم للمسلم أصالةً.

- نأتي الأن لحقوق العبيد والإماء:

1- المُكاتبة: وهي طلب العبد/الأمة مِن السيّد أن يُعتقه مقابل مقدارٍ مِن المال، وفي المُكاتبة خِلافٌ بين العلماء إن كانت واجبة على السيّد أو مُستحبّة.

2- لا يجوز للسيّد -رجلًا أو امرأة- أن يُنادي العبد/الأمة بـ "يا عبدي/يا أمتي"؛ بل يُنادي: "يا فتاي/يا فتاتي".

3- لا يجوز للسيّد أن يُكلّف العبد/الأمة بأعمالٍ تشقّ عليه وفوق طاقته.

4- لا يجوز ضرب العبد/الأمة ضربًا مُبرحًا أو أذيّته، وإن حدث ذلك؛ فكفّارته إعتاقه.

5- يجب على السيّد النفقة على العبد/الأمة، وأن يؤمّن له المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، ويُستحبّ أن يُطعمه مِمّا يأكل ويشرب هو، وأن يكسوه مِثل كسائه، وإن لم يقدر على النفقة؛ فعليه بيعه.

6- يجب على السيّد أن يُزوّج العبد/الأمة إن خشيَ عليه الفتنة (إن زوّج الأمة، فلا يحِلّ له وطؤها مُطلقًا، ولكن تبقى في خدمته إلّا إذا اشترط زوجها أن تبقى معه).

7- إن تزوّجت الأمة، فتكون في خدمة سيّدها صباحًا، وتعود لزوجها مساءً، وقد اختلف العلماء في تفقتها، فمنهم من قال أنّ على السيّد نفقتها في وقت خدمتها له، ومنهم من قال عليه نفقتها وأولادها سواءً كانت في بيته أو بيت زوجها. (اولاد الأمة يُعتبرون عبيدًا لسيّدها؛ لذلك وجبت عليه النفقة عليهم كأمّهم).

8- للعبد/ الأمة أن يأخذ -سِرًّا- مِن مال سيّده ما يكفيه إن كان بخيلًا في نفقته، كما تفعل الزوجة ذلك مع زوجها البخيل.

9- على السيّد أن يُحسِن إلى العبد/ الأمة، وأن يُداويه إذا مرض، وأن يُعلّمه ما ينفعه.

10- لا يجوز للسيّد أن يُكرِه عبده/أمته على اعتناق الإسلام.

هذه أبرز الحقوق، وهنالك غيرها الكثير ما لا يسع ذِكره ههنا، فالرِقُّ بابٌ واسع، وينبني عليه أحكامٌ كثيرة.

- الخاتمة؛

علينا أن نُدرِك بأنّ طبقة الإماء والعبيد في المجتمع الإسلامي، ليست كمثلها في أيّ مجتمعٍ آخر في التاريخ البشري.

فلو تتبّعت التاريخ الإسلامي؛ لوجدت أنّ مِن العبيد كانوا علماء عِظام، وفقهاء أعلام، ووزراء، وقادة جيوش، وملوك؛ بل حتّى خُلفاء!.

بل إنّ سيّدتنا ماريّا القبطيّة كانت أمة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأنجبت له ولدًا، وكذا أمّنا صفيّة وجويريّة رضي الله عنهما، كُانتا إماءً؛ فأعتقهما رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وجعل عتقهما صداقهما.

ولو أردت سرد الأمثلة على ذلك؛ لما وسعتني مُجلّداتٌ في ذلك.

فالغاية مِن الرِق ليست استعباد الناس كأصل؛ بل إعادة تأهيلهم، ودمجهم في المُجتمع الإسلامي؛ لعلّهم حين يرون سماحة الإسلام والمسلمين، يدخلون في الدّين أفواجًا، وهذا ما حدث فعلًا مع الغالبيّة الساحقة مِن الرقيق.

والدليل على أنّ الاستعباد ليس هو أصل هذا التشريع، هو أنّ الله تبارك وتعالى قد جعل عِتق الرِقاب في الكفّارات، والنذور، وفي حال أذيّتهم، وقد حبّب سبحانه وتعالى المسلمين بعِتق الرِقاب؛ لينالوا الأجر العظيم في الأخرة.

عِندما تُريد النظر إلى أيّ تشريعٍ مِن تشريعات الله سبحانه وتعالى؛ فعليك أن تضع في عين الاعتبار المصير الأخروي، فهو الأصل، والغاية، والهدف مِن الحياة.

ولا يوجد شيءٌ يُعبّر عن هذا المعنى إلّا قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الربّ جَلّ في عُلاه؛

{عَجِبَ اللَّهُ مِن قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ في السَّلاسِلِ} رواه البخاري رضي الله عنه.

فسبحان الله ما أرأفه!.

رغم أنّ الرِقَّ في ذاته عقوبة دنيويّة؛ إلّا أنّ فيه رحمةٌ أخرويّة لِمن تفكّر وتدبّر!.

فهؤلاء العبيد/الإماء كانوا مُشركين بالله سبحانه وتعالى، مستنكفين عن عِبادته تبارك وتعالى؛ فأرسل إليهم عباده المؤمنين، وبذلوا أرواحهم، وأموالهم، وأهليهم في الجـ ـهـ ـاد في سبيل الله، ثمّ أحضروا هؤلاء العبيد/الإماء رغمًا عن أنوفهم، فصاروا مُسلمين، فكان مصيرهم الجنّة -بإذن الله- بعد أن كان مصيرهم الحتميُّ هو جهنّم لو بقوا على شركهم وماتوا عليه!.

والحمدُ لله ربّ العالمين

وإنّا لله الواحد القهّار
..............
24 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
نحن في زمنٍ نحتاج فيه إلى سؤال الخاطب عن عقيدته؛ بل ويجب أن نحرص على ذلك أيّما حرص!.

المسألة ليست هيّنةً يا أهل التوحيد، وأخصُّ بكلامي الأباء والأبناء؛ خذوا حِذركم على بناتكم وأخواتكم يا رعاكم الله.

فإنّ فساد العقيدة يحوم بين الكُـ فـ ـر والبِدعة.

فإن كان كُـ فـ ـرًا؛ فقد أرديت عِرضك في الزِنا، وإن كان بِدعةً؛ فقد ألقيتها إلى التهلكة!.

فقبل أن تسأل عن صلانه، وصيامه، وأخلاقه، وماله؛ عليك أن تسأل عن عقيدته!.

فأهل الكلام (الأشاعرة والماتريديّة) ومتصوّفة اليوم غارقون في البِدع، ومِنها ما هو بِدعٌ مُكـ فّـ ـرة، ومِنها غير مُكـ فّـ ـرة، وفي كِلا الحالتين لا تُزوّج ابنتك/أختك مِن مُبتدع.

ألا قد بلّغت؛ اللهمّ فاشهد.
............
25 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
يؤلمني أنّ أرى الملايين مِن المسلمين لا يعرفون ما جرى ويجري في سوريّا إلى الآن!.

هم يعلمون بوجود شيءٍ ما في سوريّا، ولكن ما هو؟! لا يعرفون بِدقّة؛ بل لا يعرفون 10% مِمّا عاناه المسلمون في سوريّا!.

لا يعلمون بأنّ هنالك مليون ونصف المليون مُسلم قد قُـ تِـ ـلوا خلال أقل مِن 11 عامًا.

لا يعلمون بأنّ هنالك مُدنًا وقرى بأكملها قد دُمّرت على رؤوس ساكنيها.

لا يعلمون بأنّه في هذه الّلحظة الّتي أكتب فيها هذا الكلام؛ يوجد عشرات الألاف مِن الرجال، والنساء، والشيوخ، والأطفال مُعتقلين في السجون، ويُعذّبون ليل نهار بأبشع أساليب التعذيب الّتي عرفتها البشريّة.

لا يعلمون بأنّ هنالك عائلات مُسلمة قد اُبيدت عن بكرة أبيها، ولم يبقَ مِن نسلها أحد.

لا يعلمون بأنّ غالب البيوت، والمشافي، والمدارس، والمساجد قد صارت ركامًا تفوح مِنها رائحة الدم.

لا يعلمون بأنّ هنالك مجازر لا يُمكن وصفها قد تعرّض لها المسلمون؛ أطفالٌ رُضّغ قد ذُبِحوا، ونساءٌ مسلمات قد اغتُصِبن أمام أزواجهنَّ وأبائهنَّ وهم مُكتّفوا الأيدي، ورجالٌ عُزّل قد نُحِروا، وحُرِقوا، ودُفِنوا أحياءً.

لا يعلمون بأنّ المسلمين السوريّين قد استُخدم عليهم السلاح الكيماوي، والقنابل الفراغيّة والفوسفوريّة، والغازات السآمّة، والبراميل المتفجّرة.

لا يعلمون بأنّ أمريكا والروس قد جرّبوا -ويُجرّبون- أسلحتهم الحديثة على المسلمين السوريّين.

لا يعلمون بوجود مئات المقابر الجماعيّة الّتي لا يُعرف مكانها حتّى الآن.

يعتقدون بأنّها حربٌ أهليّة، ولا يعلمون بأنّها حربٌ قد دفع ثمنها المسلمون مِن أهل السُنّة والجماعة حصرًا!.

ربّما الجملة الوحيدة الّتي اشتُهِرت عن سوريّا ويعرفونها هي: "مين ربّك ولاك؟!"، ويظنّون أنّها دعابة.

ولكن لا يعلمون بأنّ الّذي يقول ربّيَ الله لِمن يسأل هذا السؤال؛ يُجبر على السجود لصورة الطاغية، ثمّ يُـ قـ تـ ـل، أو يُعذّب حتّى الموت، وهذه ليست مُبالغة والله!.

بل إنّ الّذي يقول: " يا الله" أو "الله أكبر" مِن شدّة الألم وهو بين أيديهم؛ يزيدون مِن تعذيبه قائلين له: "خلّي ربّك ينقذك لنشوف".

لا يعلمون، ولا يعلمون، ولا يعلمون ....!.

ومع كُلّ ما سبق؛ هذا لا يتجاوز نصف الّذي جرى ويجري في سوريّا الجريحة!.

أرأيتم كم هم حفدة القردة مُجرمون؟! هذا الطاغية وأعوانه أشدّ، وأفحش، وأعظم إجرامًا؛ بل لا مُقارنة بينهم والله!.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
.............
25 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي
ضع في قلبك وعقلك ما يلي:

1- هذه الأرض مُلكٌ لله سبحانه وتعالى.

2- والمَلك (الله تبارك وتعالى) قد أورقها لِعباده المؤمنين.

3- الكافرون لا يحقّ لهم أن يعيشوا على هذه الأرض إلّا في حالات:

أ - دفع الجزية وهم صاغرون.
ب - عهدٌ مع المؤمنين. (إن كان فيه مصلحةٌ لنا).
ج - أهل ذِمّة في الأراضي الّتي هي تحت حكم المؤمنين.
د - ميثاق أمان مع المؤمنين.

وما دون ذلك فليس لهم إلّا أن يكونوا عبيدًا عِند المؤمنين أو الموت.

وإنّ مِن أعظم الجرم والإساءة إلى الله سبحانه وتعالى أن يُقال بأنّه سبحانه قد سمح بأن يُكفَرَ به في أرضه دون قيدٍ يظهر فيه علو دينه وعِباده.

حاشاه سبحانه وتعالى أن يجعل الكافرين أحرارًا في مُلكه دون قيدٍ أو عقوبةٍ في الدنيا والأخرة!.

وهذا هو المعنى الحقيقي لـ :

«الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه».

ديننا دين عِزّة، ونحن أعِزّاء مُكرّمون كوننا موحّدون، ولكن بمجرد أن بعدنا عن ديننا، وعن الجهاد في سبيل ربّنا؛ نالنا الذلّ والهوان!.
..........
26 - صَفَر - 1444 هـ
#اثبتوا_فالحق_جلي