#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وواحد_وعشرين
#أحداث_السنة_العاشرة_من_الهجرة
#صاحب_القبر_المُنفرِد

هنكمل الكلام إن شاء الله عن بعض قصص الصحابة مع رسول الله ﷺ،
واحد من الصحابة اسمه أبو موسى الأشعري اتوضى في بيته وبعدين خرج وهو ناوي إنه يلازم رسول الله ﷺ ويكون معاه طول اليوم،
وأبو موسى الأشعري ده أصله من اليمن، واسمه عبدُ اللهِ بنُ قَيْس،
لما سمع أبو موسى بخروج رسول الله ﷺ في بداية البعثة؛ آمن به وهو في مكة لما كان موجود هناك للتجارة،
و بعدين توجه أبو موسى لليمن يدعو قومه فآمن معه إخوته، وكان هو أصغر واحد فيهم، وآمن قومه بعدين،
ووصفهم رسول الله ﷺ بأنهم أرق الناس قلوبا،
خرج أبو موسى الأشعري من اليمن ومعاه إخواته الاتنين،
فركبوا سفينة فوصلتهم للحبشة، فتقابل أبو موسى مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقال جعفر لأبي موسى إن رسول الله ﷺ أمرهم إنهم يُقيموا في الحبشة،
فقعد أبو موسى في الحبشة هو وإخوته،
وبعدين رجع للمدينة مع باقي المسلمين إللي كانوا في الحبشة بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مع فتح خيبر، لما رسول الله ﷺ قال:
"ما أدري بأيّهما أنا أُسَر: بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر"
زي ما شرحنا في الجزء المائة وتسعة وثلاثون،
قال عنه رسول الله ﷺ:
"سيّد الفوارِس أبو موسى"
وكان صوت أبو موسى رضي الله عنه جميل جدا في القرآن، وفي مرة كان بيقرأ القرآن بالليل في بيته فعدى عليه رسول الله ﷺ وسمعه وهو بيقرأ، فقعد رسول الله ﷺ يستمع لصوته وهو بيقرأ وأبو موسى ميعرفش،
تاني يوم لما رسول الله ﷺ قابل أبو موسى قال له رسول الله ﷺ:
"لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة"
يعني أنا كنت بسمعك وانت بتقرأ القرآن امبارح وكنت مبسوط ومستمتع بقراءتك،
فقال له أبو موسى:
"أما إني لَوْ عَلِمْتُ بمكانك لَحَبَّرْتُهُ تَحْبيرًا"
يعني لو أنا كنت أعرف إنك بتسمع لقراءتي كنت جمّلت وحسّنت صوتي أكثر وأكثر عشان تستمتع بالقراءة،
وتحسين الصوت يكون بحُسْنِ الأداءِ،
بِحيث يُبَيِّنُ الحُروفَ ويُخْرِجُها من مَخارِجِها، حتَّى يبدُوَ القرآن ُواضحًا ظاهرا،
ويكونُ بحُسنِ النَّغَمَةِ بحيث يحقق المَقصود مِنَ الخَشْيةِ والخُشوعِ والتَّفهُّمِ👌
زي كده لما بنسمع قارئ للقرآن بيبقى صوته جميل وتجويده ممتاز وبنحس بالخشية والخشوع وهو بيقرأ😅
وقال رسول الله ﷺ لأبي موسى الأشعري:
"لقد أوتيتَ مزمارًا من مزاميرِ آل داوُد"
ومزامير آل داود المقصود بها صوته الحسن،
ونفس صوت الإنسان يُسمى مزمار،
وآل داود المقصود بيها داود عليه السلام نفسه،
فرسول الله ﷺ شبَّه حُسنَ صوت أبي موسى بما أعطاه الله لداود عليه السلام من حُسْن صوت،
مش المقصود التشبيه بآلة المزمار المعروفة، عشان بس محدش يفهم غلط ويستدل من كلام رسول الله ﷺ إن المزمار حلال زي ما بعض ضِعاف العلم قالوا😬

☆ملحوظة:
عقيدة الأشاعرة المعروفة لا تُنسب إلى الصحابي أبو موسى الأشعري، ولكنها تُنسب إلى واحد اسمه أبو الحسن الأشعري من علماء القرن الثالث الهجري،
وهو ينتهي نسبه إلى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه،
وأبو الحسن الأشعري في آخر حياته تراجع عن عقيدة الأشاعرة دي زي ما قال بعض أهل العلم زي ابن كثير رحمه الله،
والتزم بعقيدة أهل السنة والجماعة إللي هي ما عليه رسول الله ﷺ والصحابة.

كده احنا خدنا فكرة عامة عن أبي موسى رضي الله عنه، نرجع بقى ونشوف أبو موسى عمل إيه مع رسول الله ﷺ بعد ما خرج من بيته وهو ناوي يلازم رسول الله ﷺ طول اليوم،
خرج أبو موسى وتوجه للمسجد،
لما وصل ملقاش رسول الله ﷺ في المسجد، سأل الصحابة إللي كانوا في المسجد عنه قالوا له:
"خَرَجَ ووَجَّهَ هَا هُنَا"
يعني قالوا له إنه خرج واتجه ناحية كذا وشاوروا له على الاتجاه إللي توجه له رسول الله ﷺ، قال أبو موسى:
"فَخَرَجْتُ علَى إثْرِهِ أسْأَلُ عنْه حتَّى دَخَلَ بئْرَ أرِيسٍ"
يعني أبو موسى خرج من المسجد وتتبع أثر رسول الله ﷺ وسأل عنه الناس لحد ما عرف إنه دخل بئر أَرِيس، وهو بُستانٌ معروف بِالقُربِ مِن قُباء،
فقعد أبو موسى عند باب البستان، وكان الباب مصنوع من جريد النخل،
انتظر أبو موسى رضي الله عنه عند الباب لحد ما رسول الله ﷺ قضى حاجته وتوضأ وبعدها دخل أبو موسى البستان،
فلقى رسول الله ﷺ "جَالِسٌ علَى بئْرِ أرِيسٍ وتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وكَشَفَ عن سَاقَيْهِ ودَلَّاهُما في البِئْرِ"
يعني لقى رسول الله ﷺ قاعد على الجزء المرتفع إللي بيكون حول البئر، وكاشف عن ساقه ومنزلهم في البئر،
فسلم أبو موسى على رسول الله ﷺ، وقرر في نفسه إنه يقعد عند الباب ويكون بواب رسول الله ﷺ، يعني مش هيخلي حد يدخل على رسول الله ﷺ إلا لما يستأذن،
فهنا رسول الله ﷺ:
"يا أبا موسى أملك عليّ الباب، فلا يدخلن عليّ أحد إلا بإذن"
يعني رسول الله ﷺ قال لأبي موسى إنه يكون بواب له وميدخّلش حد إلا بإذن،
فوافق أمر رسول الله ﷺ رغبة أبي موسى إنه يكون بواب رسول الله ﷺ👌

☆ملحوظة هنا:
رسول الله ﷺ في الأصل مكنش عنده بواب ولا حاجب يحج