أبو محمد الحنبلي
2.82K subscribers
343 photos
90 videos
72 files
468 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
Forwarded from أثارة من سلف
فاطمة بنت نصر بن عطار البغدادية

قال أخوها: «إنّها ما خرجت من البيت فِي عُمرها إلَّا ثلاث مرّات رضي الله عَنْهَا»

📖 تاريخ الإسلام للذهبي
ـــــــ
قيل ثلاث أيام: يوم تزوجت، ويوم حجت، ويوم توفيت.
للاستزادة يُراجع مقال الشيخ عبدالله الخليفي بعنوان: المرأة مكانها البيت !
Forwarded from مغلق
تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية للأخنائي

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

«فمن عاب من اتبع ما تبين له من سنة الرسول ﷺ ولم يستحل أن يخالفه ويتبع غيره فهو مخطئ مذموم على عيبه له بإجماع المسلمين، فكيف إذا كان يدعو إلى ما يفضي إلى الشرك العظيم: من دعاء غير الله، واتخاذهم أوثانًا، والحج إلى غير بيت الله، لا سيما مع تفضيل الحج إليها على حج بيت الله أو تسويته به أو جعله قريبًا منه، فهؤلاء المشركون والمفترون مثل هذا المعترض وأمثاله المستحقين للجهاد، وبيان ما دعوا إليه من الضلال والفساد، وما نهوا عنه من الهدى والرشاد، ولتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.» «الإخنائية (٤٨٠/١) ت العنزي»

وقال :
«وحينئذ فعلى كل تقدير قد تبين أن المعترض وأمثاله -من أهل البدع والضلال والكذب والجهل وتبديل الدين وتغيير شريعة خاتم الرسل- هم أولى بأن يجاهدوا باليد واللسان بحسب الإمكان، وإنهم -فيما استحلوه من جهاد أهل العلم والسنة- من جنس الخوارج المارقين، بل هم شر من أولئك، فإن أولئك لم يكونوا يدعون إلى الشرك ومعصية الرسول، وظنهم أنهم ينصرونهم ظن باطل لا ينفعهم». «الإخنائية (٤٧٨/١) ت العنزي»
قال أبو الحسين يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي في كتابه «الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» (2/ 593) رادّا على الغزالي في تبريره قول الأشاعرة "موسى سمع كلام الله بدون صوت" :
«والجواب الثاني: أن يقال لو كان فهم سماع موسى لكلام الله محالاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند الخلق، لما أخبر الله بذلك بكتابه لأنه لا يخبر بالمحال ومما لا يعقل، فإن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ليدل على فضيلة موسى صلى الله عليه وسلم، فلو كان غير معقول ولا معلوم عند الخلق لما علموا فضيلته.

والجواب الثالث: أن يقال قولك إن الله أسمع موسى بغير حرف ولا صوت مخالف لما أخبر الله عن ذلك بكتابه فقال: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} 1، فأمر الله بالاستماع إلى ما يوحى، والاستماع عند العرب لا يكون إلا إلى صوت وحرف، ولا يكون الاستماع إلى الصفة القائمة بالذات لأن ذلك لا يعقل، ألا ترى أنه لو قال استمع إلى بصر الله وسمعه وحياته وقدرته لكان ذلك محالاً من الكلام وهي صفات قائمة بالذات، وأيضاً فإن الله أخبر عما أمره بالاستماع إليه فقال: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} فجمع بالآية بين الإخبار بأنه لا إله إلا هو، وأن الساعة آتية وأنه يخفيها وتجزي كل نفس بما تسعى، وبين أمره له بالعبادة وإقامة الصلاة لذكره، وهذه معان مختلفة».

#الجهمية #الأشعرية #الأسماء_والصفات
• || قال محمد خليل هراس :

«فقد سميتم عرش الرحمن تحيزا، ولم تفرقوا بين ما كان من الأحياز وجوديًا داخل هذا العالم، وما كان منها عدميًا خارجه، ولو أنكم فصلتم هذا التفصيل لهداكم إلى أن ما فوق العرش إنما هو حيزٌ عدمي، لأنه خلاء صرف؛ إذ ليس وراء العرش جسم آخر، وأن وجود الله سبحانه في حيز بهذا المعنى ليس مستحيلًا، وإنما المستحيل أن يكون في حيز من هذه الأحياز الوجودية داخل هذا العالم، لما يلزم عليه من كونه محصوراً في خلقه، وكون الحوادث ظرفًا له محيطة به.

وكذلك سميتم الاستواء على العرش تحيزًا في المكان، ولم تفرقوا كذلك بين الأمكنة الوجودية داخل هذا العالم، فهذه التي لا يجوز حلول الله في شيء منها، وأما الاستواء على العرش فهو تحيز في مكان عدمي، ليس فيه شيء من الموجودات غيره سبحانه، فلا يكون مستحيلًا ولا ممتنعًا، لأنه لا يقتضي إحاطة الحوادث(يقصد المُحدَثات-المخلوقات-) به، ولا حلوله فيها، وسميتم ما فوق السماوات والعرش جهة، ثم سقتم نفيكم للجهة عليه، وجعلتموه مساويًا لما يجب نفيه من الجهات».

#عقيدة #الأسماء_والصفات #الجهمية #الأشعرية
اتقوا الحجارة ..




قال الله تعالى مخبرا عن قوم لوط

( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿83﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )


عن مجاهد، في قوله: (وما هي من الظالمين ببعيد) ،
قال: أن يصيبهم ما أصاب القوم.

وقال أيضا :
" يُرْهِب بها من يشاء ".
[تفسير الطبري]



وعن عكرمة البربري قوله: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}،
قال : « لَمْ يَبْرَأْ مِنْهَا ظَالِمٌ بَعْدَهُمْ ».
[تفسير عبد الرزاق]



وقال قتادة السدوسي :
" مَا أَجَارَ اللهُ مِنْهَا ظَالِمًا بَعْدَ قَوْمِ لُوطٍ ".
[تفسير الطبري]



وقال السديّ :
" مِنْ ظَلَمَةِ الْعَرَبِ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا فَيُعَذَّبِوا بِهَا ".
[تفسير ابن أبي حاتم]



وقال أبان :
«مَنْ يَعْمَلْ مِنْهُمْ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ يَنْزِلْ بِهِمْ مَا نَزَلَ بِقَوْمِ لُوطٍ»
[مساوئ الأخلاق للخرائطي]



وكان محمد بن سيرين يقول :
" لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ إِلَّا الْخِنْزِيرُ وَالْحِمَارُ "
[ذم الملاهي لابن أبي الدنيا]



اللهم لا تقدمنا بعذاب ولا تؤخرنا لسيء الفتن.
١٧٣_عملاً_صالحاً_بمناسبة_عشر_ذي_الحجة.pdf
1006.8 KB
١٧٣ عملاً صالحاً بمناسبة عشر ذي الحجة
الشيخ محمد صالح المنجد
• عن محمد بن زياد قال :
«رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده ويدعو ربه،
فقال أبو أمامة : أنت أنت لو كان هذا في بيتك».

📚 الزهد لابن المبارك
• عن أبي أيوبٍ الأنصاريِّ قال :
« إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، وينسى المحقرات حتى يأتي الله وقد أحاطت به، وإن الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقًا حتى يأتيَ اللهَ آمنًا ».

📚 الزهد لابن المبارك
الجواب على الإلزام بأن إثبات صفة معينة ما يكون تجسيما، من ثلاث طرق :

الأول :

أن يقال أن هذا الذي ألزمتمونا به ليس لازمًا لنا ولا نلتزمه أساساً، فبأي حق تشنعون؟

الثاني :

أن يقال إن هذا الذي تقولون أنه لازم نسلم لكم أنه لازم، ونقول: إنكار الصفة هذه أو الصفات محال من الأدلة المتوالية عليها، فتعين حينئذٍ أن يكون هذا اللازم حقًا، فلازم الحق حق.

الثالث :

أن يقال، ماذا الذي تريدونه من الجسم، بينوا لنا! فقد اختلفت أقوالكم وتشعبت طرائقكم في هذا اللفظ، وبعد أن تبينوا عليكم بأمرين اخرين :

١. أن تأتوا ببرهان على لزوم واقتضاء إثبات الصفة لهذا المعنى

٢. أن تأتوا ببرهان على بطلان اللازم

https://t.me/abimhmdalhanbali
Forwarded from شروحات في مسائل الحكم والتحاكم
الإلمامُ_بقضيةِ_التحاكمِ_للطاغوتِ.pdf
765.5 KB
#الالمام_بقضية_التحاكم_للطاغوت

رسالةٌ شارحة - بإذن الله - في تبيان المناطِ المكفِّر في التحاكم إلى الطاغوت ومتى يكون كفراً ومتى يكون معصيةً دون الكفر، وفقَ نهجِ أهل السنة ومقتضى كلامِ الأئمة وسياقِ الآية ومن نزلت فيه ..


رابط التحميل:
https://up.top4top.net/downloadf-1366l1wvk1-pdf.html
Forwarded from قناة | ابن هاني الحنبلي (زيدٌ)
🌱 سورة الزلزلة تعدل نصف القرآن

🌱 سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن

🌱 سورة الكافرون تعدل ربع القرآن

لا تفوت الأجر
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

«إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوبِقَاتِ» رواه البخاري

وعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قالَ: سَمِعْتُ عائِشَةَ تَقُولُ: قالَ لَبِيدُ:

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاشُ فِي أكْنافِهِمْ...
وبَقِيتُ فِي نَسْلٍ كجِلْدِ الأجْرَبِ

يَتَحَدَّثُونَ مَخافَةً ومَلاذَةً …
ويُعابُ قائِلُهُمْ وإنْ لَمْ يَشْغَبِ

قالَتْ: «فَكَيْفَ لَوْ أدْرَكَ لَبِيدٌ قَوْمًا نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرانِيهِمْ؟»،

قالَ الزُّهْرِيُّ: «وكَيْفَ لَوْ أدْرَكَتْ عائِشَةُ مَن نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرانِيهِمُ اليَوْمَ؟».

📚الزهد لابن المبارك
نصيحة أصبحنا نسمعها من كثير من الشباب :
تريد أن تتزوج، خذها من البادية جاهلة لا تعرف شيء وربيها على يدك.

من يقول هذا الكلام نفسه يحتاج إعادة تربية وبناء للعقل، إذا كانت هذه الفتن لم تسلم منها طالبة العلم على علمها، وصاحبة الدين على دينها، فكيف تسلم منها امرأة لا تعرف شيئا عن كل هذا ؟

نحن لم نعد في زمن الفطرة، الفطرة اندثرت، من تريد الفطرة عليها أن تعمل لاستعادتها، أما وجود امرأة على الفطرة دون بذل جهد منها فهذا شيء أندر ما يكون؛ لأن أعداء الله يعملون على تخريب هذه الفطرة منذ يوم ولادتنا، فلا تتوقع وجود شخص لم يتأثر بهذا.
هذه الشاشات لم تترك أحد إلا خربت عقله.

الإنسان يعرف خطر المدخلات التي تمر عليه، ويعي مفعولها عليه، ومع ذلك لا يسلم منها ومن تأثيرها، فكيف بمن يتعرض لها وهو جاهل كليا بضررها بل وسعيد بها ومنبهر؟!

مع كامل الاحترام لنساء البوادي وهن أخواتنا وفوق رؤوسنا، لكن الصورة النمطية الساذجة التي يتصورها بعض الشباب عن كون فتاة البادية فتاة عفيفة وسالمة من النسوية كليا ومطيعة و وو... هذه أمور ولى عليها الدهر، المسلسلات وصلت لكل مكان.

بكل صراحة يوم وصل الضوء والنت للبوادي أصبح أهل البوادي عرضة لكل ما يتعرض لها أهل الحضر، كل الكوارث تصلهم أيضا.

قد تجدها تجيد الطبخ وأعمال البيت لأنها تربت على ذلك، لكن ستجد ان حجابها، او لنقل تلك القطعة التي تضعها على رأسها تطير كلما سنحت الفرصة لأنها لا تلبسها على أنها حجاب وإنما على أنها عادة، قد تجدها ترقص أمام أبناء العم وخالة تحت حجة هذا اخي وتربينا معا، قد تجد أنها لا تصلي أصلا لأنها لا تعرف شيئا عن الدين... لعلها تؤمن بولاية الأب والزوج، لكن هل هذا فقط ما سيجعل أبناءك يتربون تربية سليمة؟ هل هذه هي مواصفات الزوجة الصالحة؟

موجودات أخوات طيبات منهن وفعلا على فطرة ودين وحياء، لكن هذا نادر ونادر جدا.
زمن جداتنا ولى مع الأسف، فلا داعي للعيش في الأحلام.
#ربات_الخدور
متى تسقط القوامة؟

كان قد أرسل لي أحد الأخوة قبل عامين أو ثلاثة مقطعاً لرجل على قناة روتانا ينسب للفقهاء أنهم يقولون بأن الرجل إذا لم ينفق على الزوجة تسقط قوامته

ويريد أنها تبقى زوجةً له ولكنها لا تطيعه في القرار في البيت بل تخرج وتكتسب.

ومثل هذا قد يستدل بما في كتب عدد من متأخري الشافعية والحنابلة كقول الشيرازي في المهذب: "وإن اختارت المقام بعد الإعسار لم يلزمها التمكين من الاستمتاع ولها أن تخرج من منزله لأن التمكين في مقابلة النفقة فلا يجب مع عدمها وإن اختارت المقام معه على الإعسار ثم عن لها أن تفسخ فلها أن تفسخ لأن النفقة يتجدد وجوبها في كل يوم فيتجدد حق الفسخ وإن تزوجت بفقير مع العلم بحاله ثم أعسر بالنفقة فلها أن تفسخ لأن حق الفسخ يتجدد بالإعسار بتجدد النفقة".

وكمثل قول ابن قدامة المقدسي في المغني: "(6478) فصل: إذا رضيت بالمقام مع ذلك، لم يلزمها التمكين من الاستمتاع؛ لأنه لم يسلم إليها عوضه، فلم يلزمها تسليمه، كما لو أعسر المشتري بثمن المبيع، لم يجب تسليمه إليه، وعليه تخلية سبيلها، لتكتسب لها، وتحصل ما تنفقه على نفسها؛ لأن في حبسها بغير نفقة إضرارا بها".

وقد فهم كثيرون من هذا الكلام أن الرجل إذا لم يوفر للمرأة ما تريد فلها الفسخ على كلام هؤلاء الفقهاء أو لها البقاء على ذمته ولكن تذهب لبيت أهلها أو لا تمكنه من نفسها أو حتى تكتسب.

واليوم نحن في زمان الهوس الاستهلاكي الرأسمالي كثير من التحسينات نزلت منزلة الضروريات، فصار العرف هو التبذير والله المستعان، وسأذكر من كلام هؤلاء الفقهاء المتأخرين أنفسهم بيان المقدار الذي معه عندهم يحق لها الفسخ أو عدم الطاعة ولا تكون ناشزاً.

جاء في المغني والكافي وغيرها من كتب الحنابلة: "ومن لم يجد إلا قوت يوم بيوم، فليس بمعسر بالنفقة؛ لأن هذا هو الواجب. وإن كان يجد في أول النهار ما يغديها، وفي آخره ما يعشيها، فلا خيار لها".

وهذا أحد الوجوه عند الشافعية فما بالك بمن يوفر لها ثلاث وجبات فهذا لا تسقط قوامته أبداً.

والواقع أن هذا فقط في كلام المتأخرين وأخذه الحنابلة من الشافعية، فإن ابن قدامة قام بحنبلة بعض كتب الشافعية ويبدو له أنه كان ينتفع كثيراً بالبيان للعمراني وينقل منها بعض الفروع ويتبعه الحنابلة الآخرون، وما وجدت هذا الفرع في كلام المتقدمين.

بل كلام المتقدمين ليس فيه إلا الفسخ، بمعنى إما زوجية بكل الحقوق والواجبات وإما طلاق، وأما زواج تكون فيه المرأة زوجة ولكن لا ولاية له عليها فهذا ما وجدته في كلام المتقدمين، والذي يرجع لكتب الشافعية القائلين بذلك يجد بينهم خلافاً شديداً في تفاصيل الأمر حتى أن بعضهم ذكر أنه يجوز لها الخروج في النهار دون الليل أو يجوز لها الخروج في وقت الخيار له وهو ثلاثة أيام.

والواقع أن مذهب المتقدمين هو الأقوم، لأن الاكتساب الواجب ليس من شأن النساء خصوصاً من كان الأصل فيهن القرار في البيوت، ولا فائدة ترجى من منع التمكين من النفس إذا كان إعساره اضطرارياً -وإلا فالبخيل يُلزَم بالنفقة قضائيا- سوى فتنة الطرفين، فإما أن تبقى معه بالمعروف على الحقوق المعلومة أو تفارقه وتذهب إلى أهلها وأوليائها وتتزوج بآخر بعد انقضاء العدة أو تكون في صيانة أهلها، وأما بقاؤها معه على معصية أمره بالمعروف في التمكين من النفس فهذا يوجب البغضاء، وقياسه على سقوط نفقتها بالامتناع قياس مع الفارق، فنحن نتكلم عن رجل أعسر اضطراراً وليس مختاراً ولو أنها عجزت عن التمكين من نفسها لمرض لاستأنس كثير من أهل العصر لديمومة النفقة لأنها مضطرة للامتناع، ثم ألا تراه ينفق عليها في حال الطلاق، وأما المنع من الخروج فهذا حق توجبه الغيرة إلا إذا كانت تكتسب كسباً مباحاً اضطروا إليه فهذا لا يمنع منه في العادة ولكنه يصحبها محرماً، وأما إباحة الخروج والدخول لها مطلقاً فهذا أمرٌ لا يجري على أصول الشريعة وتجاوزٌ لحدود الضرورة.


وسأذكر فيما يلي فروع الفقهاء التي يذكرون فيها حق الزوجة في الطلاق أو الفسخ، والتي جعلها بعض المتأخرين حقاً في إسقاط القوامة مع بقاء الزواج وهذا لا قائل به من المتقدمين بهذا التفصيل، وأخذه بعض المعاصرين وجعله أصلاً في إسقاط القوامة وإن كان الرجل يوفر الأساسيات الكبرى ولكنه قصر في بعض الأمور وهذا ما لم يقل به أحد قط.

الفرع الأول: إذا لم ينفق النفقة الواجبة:

جاء في الإشراف على مسائل الخلاف للبغدادي: "مسألة: إذا أعسر بالنفقة ثبت لها المطالبة بالفراق، خلافاً لأبي حنيفة؛ لقوله تعالى: "وعاشروهن بالمعروف"، وقوله تعالى: "فإمسأك بمعروف أو تسريح بإحسان"، وقوله صلى الله عليه وسلم: «تقول امرأتك أنفق علي أو طلقني» وهذا إخبار عما لها أن تفعله، ولأن النفقة في مقابلة الاستمتاع، فلمّا كان إذا نشزت لا نفقة لها بمنع الاستمتاع، فكذلك إذا لم يجد النفقة من جهته فلها مفارقته، ولأنه لما كان لها مفارقته في الإيلاء والعنة وضررهما أيسر من ضرورة عدم النفقة، فكان في عدم النفقة أولى".
فهنا قولان فيمن أعسر، قول من يقول ليس لها المطالبة، وقول من يقول لها المطالبة بالفراق، ولا يوجد قول ثالث أنها تقيم معه على النشوز عن أمره!

بل إنها إذا اختارت المقام معه على فقره فإن قوامته عليها كما هي، وإنما يتكلم الفقهاء بأن لها الحق بالمطالبة فإن لم تطالب بقيت معه على الزوجية بكل حقوقها وواجباتها، هذا في المعسر وأما البخيل القادر فهذا تأخذ من ماله ما يكفيها ويُلزِمه القاضي بهذا.

قال الشافعي في الأم: "وإذا أعسر بنفقة المرأة فأجل ثلاثا ثم خيرت فاختارت المقام معه فمتى شاءت أجل أيضا ثم كان لها فراقه لأن اختيارها المقام معه عفو عما مضى فعفوها فيه جائز وعفوها غير جائز عما استقبل فلا يجوز عفوها عما لم يجب لها وهي كالمرأة تنكح الرجل تراه معسرا لأنها قد تعفو ذلك ثم يوسر بعد عسرته فينفق عليها".

فلاحظ أنه لا يوجد سوى خيار الفرقة أو المقام معه على الزوجية.

الفرع الثاني: المرأة والرجل يكونان عبدين فتعتق المرأة ويبقى الرجل عبداً فيكون لها خيار مفارقته:

قال ابن قدامة في المغني: "(5515) مسألة؛ قال: وإذا عتقت الأمة، وزوجها عبد، فلها الخيار في فسخ النكاح. أجمع أهل العلم على هذا، ذكره ابن المنذر، وابن عبد البر، وغيرهما
والأصل فيه خبر بريرة، قالت عائشة: «كاتبت بريرة، فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زوجها، وكان عبدا، فاختارت نفسها.» قال عروة: ولو كان حراما ما خيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه مالك، في " الموطأ "، وأبو داود، والنسائي.، ولأن عليها ضررا في كونها حرة تحت عبد، فكان لها الخيار كما لو تزوج حرة على أنه حر، فبان عبدا، فإن اختارت الفسخ فلها فراقه، وإن رضيت المقام معه لم يكن لها فراقه بعد ذلك؛ لأنها أسقطت حقها. وهذا مما لا خلاف فيه بحمد الله تعالى".

لاحظ أن لها حق الفسخ وإذا اختارت المقام معه فلا حق لها بعد ذلك، وهذا معناه أن القوامة تعود له ويصير الطلاق بيده هو، وما ذكروا خياراً ثالثاً أن تبقى معه على غير القوامة فقط زوج بلا أمر أو نهي.

الفرع الثالث: المرأة تشترط على الرجل شرطاً فلا يفي به:

فهنا في قول عدد من الفقهاء لها الفسخ فإن لم تفسخ ثبت حق الزوجية، جاء في كفاية النبيه شرح التنبيه: "وكذا لو أثبتنا لها حق الفسخ، فلم تفسخ، لكن يجب عليها أن تأوي إلى المنزل ليلاً، وله أن يستمتع بها في الليل؛ لأنه زمن الفرغة".

وهذا الكلام في حق المحبوس بدين! وهو يثبت في حق كل امرأة لها حق الفسخ فلم تفسخ فإن الزواج يعود على حقوقه بينهما كما هي.

والفسخ يتم قضائياً على ما فصَّل الفقهاء.

الفرع الرابع: من جعل أمر زوجته بيدها:

وهو الرجل يجعل أمر زوجته بيدها أو يقول لها اختاري فتختاره ولا تطلق نفسها مع أنها لها الحق بذلك فإذا طلقت نفسها انتهى الزواج ودخلت في العدة وأما إن اختارته فعلى الصحيح لا يكون طلاقاً وتعود في الزوجية لا خيار لها بعد ذلك نهائياً حتى يخيرها مرة أخرى.

وهذا فرع فقهي مشهور في حديث في الصحيح لذا لا أطيل الكلام عليه.

فإن قيل: أليس إسقاط بعض حقوق الرجل أولى من هدم المؤسسة الزوجية من أساسها؟

فيقال: المؤسسة الزوجية القوامة ركنها الأعظم فإذا سقطت ذهب الزواج أصلاً، ثم إن القوامة لا تعني الأوامر المطلقة بل الأمر مقيد بالمعروف، وأنت كلما أضعفت القوامة انتهيت إلى هدم المؤسسة الزوجية، وتأمل حالات الطلاق الكثيرة لما أُضعِفت القوامة قانونياً.

ليس أحد الجنسين ملكاً ولا أحدهما شيطاناً، الطاعة قُيِّدت بالمعروف، وكل جنس جائز عليه أن يظلم الآخر في حقه وهناك وسائل شرعية للتعامل مع الأمر، ولكن لما طغت عقدة المظلومية وأيديلوجيا الضحية صار الخطاب الشرعي المتزن منفِّراً للبعض.

وفي النهاية، منظومة الزواج ليست عالماً وردياً، بل فيها غنم وغرم، وكل فرد عليه حقوق وله واجبات على ما قسم الله العليم بكل شيء سبحانه، وشيطنة جنس في مقابل جنس آخر هو الذي أدى إلى شيطنة منظومة القوامة من أصلها، والكل يرى اليوم سوء قوانين الأسرة وأنها شجعت على الطلاق، فخيار الفسخ الذي يتكلم عنه الفقهاء هو وفقًا لشروطهم وقيودهم لا التلاعب المعاصر المشين.

واليوم الحماس لنشر هذا الفرع الفقهي لأن المؤسسة الرأسمالية تريد خروج النساء للعمل بشكل منظم، وعامة الأعمال لا تراعى فيها الشروط الشرعية -التي يقولها بعض المشترطين مع عدم النظر للواقع الرأسمالي العام- وفيها من الفتن الشيء العظيم، وقد قالت أم المؤمنين: (لو أدرك رسول الله ما أحدثت النساء لمنعهن من الخروج للمساجد) فما بالك بالحال اليوم؟
جواب سؤال عقيدة السبيل
السؤال #رقم-[1130] :


السؤال :

هذا موقع السبيل ( وضع السائل الرابط )
وبيتكلم فى صفات الله عزوجل وكلمة تنزيه تتكرر كثيرا فلو سمحت تنظر في المقال
وفي العقيدة المكتوب فهل فيه عقائد أشعرية أم لا
خصوصا أن صاحب الموقع ( أحمد دعدوش ) يحب الغزالي كثيراً ويستشهد به كثيراً
( السؤال كتب بالعامية المصرية وتمت إعادة صياغته دون إخلال بما جاء فيه )

الجواب 👇